الشارع المغاربي -كريمة السعداوي: صرّح يوم أمس الاربعاء 17 مارس 2021 محمد الطرابلسي وزير الشؤون الاجتماعية أنّ الوزارة سجلت في الفترة الأخيرة ورود 300 ألف مطلب جديد من عمال فقدوا مواطن شغلهم للحصول على إعانات مالية ظرفية مرجحا ان يكون اغلبهم او جلهم من العاملين في القطاع غير المنظم .

وابرز في ذات السياق الصعوبة البالغة للأوضاع الاجتماعية والشغلية في القطاع السياحي مقدرا انه لم يتم تجديد عقود تشغيل حوالي 60 بالمائة من عمال القطاع بما يعنى انهم اليوم دون مورد رزق.

ورغم دقة المسألة الاقتصادية في البلاد وتأكيد رئيس الحكومة هشام المشيشي يوم امس على انها خطيرة للغاية فان الوزير افاد بانه يوجد إجماع من طرف جميع المتدخلين في الشأن الاقتصادي والاجتماعي على ضرورة خلق هيكل نظام ليعوض لمن يفقدون مواطن شغلهم، وذلك في اطار مشروع قانون لإحداث نظام للتأمين على فقدان مواطن الشغل لأسباب اقتصادية، سيعرض على الأطراف الاجتماعية والمجلس الوطني للحوار الاجتماعي دون ان يفصح الطرابلسي عن كيفية تمويل المشروع ومناهج التصرف فيه في ظل عجز قياسي تشهده التوازنات العامة للمالية العمومية.

ولكن الطرابلسي ابرز انّ هذا الصندوق يمكن أن يكون مساهماتيا من طرف الأجير والمؤجر والحكومة، وأنه يمكن أن تكون هناك فصول لدعم الخرّيجين الجدد، قائلا إنّ على المؤسسات التي تشكو من صعوبات أن تتصل بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مشيرا الى أنّ 48 الف فرد تأثروا من جائحة كورونا والى ان 50 الف اخرين من العمال في القطاع المنظم تأثروا في ما يهم موارد ارزاقهم وذلك بشكل او باخر.

وكان نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، فريد بلحاج، قد اكد اليوم الخميس، عقب لقاء جمعه في مقر المنظمة الشغيلة، بالامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نورالدين الطبوبي، وجود مساع للتوصل الى اتفاق مع مجلس ادارة البنك أواخر شهر مارس الجاري يُمكّن من ضخ 300 مليون دولار (830 مليون دينار) قبل حلول شهر رمضان.

وأضاف بلحاج أن البنك الدولي يسعى الى تقديم اقتراحات حول الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي يتعين القيام بها في تونس، مشيرا إلى أن أرقام الفقر التي تشهدها تونس اليوم غير مسبوقة وإلى أن الوضع غير عادي في ظل انسداد الأفق وحالة التشاؤم التي تخيم على المشهد العام، وفق تقديره.

وأفاد بأن مليون عائلة معوزة تحت خط الفقر ستستفيد من هذا الدعم، وبأنه سيتم توزيع الأموال عبر برنامج الحكومة “امان” مشيرا الى هذا التدخل يندرج في إطار برنامج طارئ.

كما أعرب عن الأمل في أن يتم قريبا إدخال اصلاحات تمكن من الخروج من الوضع المتدهور الذي تعيشه البلاد، وبما يسمح باستعادة مناخ الثقة مع شركاء تونس.

وأكد، في هذا السياق، على أهمية تكاتف جهود جميع الاطراف دون استثناء، والمضي قدما في اتجاه حلحلة الأزمات غير المسبوقة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وبخصوص ما يتداول حول امكانية ان تعيش تونس “سيناريو” مشابه لما جرى في اليونان وما يجري اليوم في لبنان، دعا بلحاج إلى توخي الحذر خصوصا أن الازمة كبيرة، مشددا على ضرورة الاخذ بزمام الامور والانخراط في إصلاحات قوية وفورية لتجنب الوقوع في مثل هذه السيناريوات الكارثية .