الشارع المغاربي: أكد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي اليوم الخميس 7 جانفي 2021 رفض الاتحاد ما جاء في بلاغي رئاسة الجمهورية حول مبادرة المنظمة الشغيلة مشددا ان الاتحاد ” لن يكون في ركاب أي كان وفي اجندة أي كان” كاشفا انه طلب من سعيد خلال لقاء يوم امس توضيحا بعض المسائل بخصوص مبادرة الاتحاد وان الرئيس قبل بالمبادرة مثلما هي .
وقال الطبوبي خلال حضوره في برنامج “ميدي شو”:” توجهنا لمؤسسة رئاسة الجمهورية سواء كان قيس سعيد رئيسا او غيره وبعد تقديم المبادرة والحديث مع رئيس الجمهورية لاحظنا صدور بلاغين بصفحة الرئاسة …نحن لا نقبل ما جاء فيهما ولن نكون في ركاب أي كان وفي اجندة أي كان ..اجندتنا الوحيدة وبلا مزايدات هي الاجندة الوطنية والنظام الجمهوري …لنا مؤسسات قائمة الذات ولن نهدمها ونعيد بناءها… هناك بعض الترميم والاصلاحات ونحن منفتحون على ذلك ..لاحظنا في بلاغي الرئاسة الحديث عن تصحيح مسار الثورة ..كلمة تحتمل التأويل وكل سيفهم منها شيئا معينا ..حسب فهمي تصحيح مسار الثورة يعني نسف ما بني وإعادة البناء من جديد ..البناء من جديد ليس سهلا ..البناء موجود.. صحيح به بعض الشوائب ولكننا قادرون على اصلاحها ..البيان يتحدث عن الشباب” متسائلا” من ضد الشباب وأفكاره ؟… من قام بالثورة ؟” مجيبا ” بطبيعة الحال الشباب . في لقاء يوم امس يرئيس الجمهورية طلبنا منه توضيح بعض المسائل وهو مشكور باعلانه قبول المبادرة ..بالنسبة لتشريك الشباب في المبادرة يمكن لاي طرف سياسي ان يشرك عنصرين شابا وفتاة في الحوار ويمكن للشباب تقديم ارائه عبر التكنولوجيات الحديثة واخذ هذه الاراء والافكار بعين الاعتبار”.
واضاف :”بالنسبة لتصحيح مسار الثورة …على ماذا قامت الثورة ؟ قامت على الحرية والكرامة والشغل وهذا الشعار يجسد التنمية والتشغيل ومقاومة الفقر وكل ما له علاقة بتحسين الوضع الاجتماعي للتونسيين..الرئيس قبل بمبادرة الاتحاد كما هي …ولكن نحن كمنظمة لا نملك الحقيقة …نحن قدمنا ارضية وافكارا وقلنا انه يمكن اضافة افكار اخرى لها او تغيير شيء منها ..نحن اردنا تجميع كل الاطراف فبالبلاد تستحق أفضل مما هي عليه الان ولنا كل المقومات للذهاب بعيدا بطبيعة الحال في الاتجاه الايجابي ..نحن أعداء لانفسنا دخلنا في غوغاء كبير ة جدا وكفانا 10 سنوات من السب والقدح والشعبوية …اَن الاوان ليثوب كل الاطراف لرشدهم..الناس سئمت من هذه الطفرة في الديمقراطية والتي لم ندرك بعد ضوابطها الحقيقية”.
وتابع :”لم ألمس في رئيس الجمهورية محاولة استغلال مبادرة الاتحاد لتمرير اجندة شخصية ومع احترامي لاية شخصية لا يمكن لأحد جرّ الاتحاد الى مربّعه ..نحن مربعنا المجموعة الوطنية المعتدلة القادرة على تقديم الاضافة للبلاد وارساء النظام الجمهوري ..مرجعنا دولة القانون والمؤسسات ودستور البلاد ..لا يمكننا هدم كل شيء ..لنا بعض الهناّت ووجب التفكير بكل عقلانية لاصلاحها ..الاتحاد منظمة توازن بين دورها الاجتماعي ودورها الوطني…حقيقة لم امس من سعيّد محاولة لتوظيف مبادرة سعيد في مشروعه السياسي ” الشعب يريد ونظام معتمديات” ..البلاد أصبحت مجموعة من الجزر وكل طرف يتعلل بمشروعية الانتخابات ويرفض الحوار..نحن بحاجة اليوم الى ديمقراطية قادرة على التجميع والوصول الى محاور وخيارات تحسن حياة التونسيين “.
وواصل الطبوبي:”تقديم الاتحاد مبادرة الحوار ليس من باب العبث ولكن قدمنا المبادرة عندما لاحظنا ان الاوضاع الاجتماعية المتردية ستؤدي الى ما لا تحمد عقباه واسقاط ما بني خلال التسع سنوات الاخيرة …عقلية الحوار والرأي والرأي المخالف أصبحت مهددة.. حتى الاطراف التي تعتبر نفسها محسوبة على الثورة وتتشدق بأنها قامت بها أصبحت تهدد بنسف الثورة عن وعي أو غير وعي…قبل تقديم المبادرة طلبت الهيئة الادارية للاتحاد من المكتب التنفيذي توجيه رسالة الى الرئاسات الثلاث لشرح الوضعية الصعبة للبلاد والتأكيد على ان الوضع لم يعد يحتمل ثم مع تطور الاوضاع حوّلناها الى مبادرة وقدمناها الى رئيس الجمهورية باعتباره رمزا لها والقادر على تجميع التونسيين ورئيس المجلس الاعلى للامن القومي واعتقد اننا اخترنا العنوان الصحيح” .
واضاف “رغم واجب التحفظ ولكن من الواضح هناك فتور في العلاقة بين مكونات المشعد السياسي ..هناك سعي لمد جسور الثقة بين ارئاسات الثلاث ..نعم هناك صعوبة ولكن كل مبادرة وكل بداية بها صعوبات ولذلك قلنا لا بد من جلوس كل الاطراف والتحاور والتعلم من الاخطاء السابقة ..لوكانت الا وضاع طبيعية لما اضعنا الوقت في اجراء حوار …اَن الاوان للمراجعة …الاتحاد له بعض الاخلالات ويعترف بها وسنحاول اصلاحها ..السياسي له اخلالات عليه الاعتراف بعا واصلاحها ..رجل الاعمال كذلك …بالواقعية والمصاريحة يمكن لنا باء جسور الثقة بين الجميع …لماذا نبقى نسب بعضنا بعض ونشتم وابلاد تغرق… يجب ان يكون هناك وعي وروح المسؤولية والجلوس على طاولة الحوار ..حوار يجمع كل الاطراف “.
وفي رده عما اذا كان الاتحاد مستعدا للحوار مع كتلة ائتلاف الكرامة قال الطبوبي:” كل فترة لها مخرجاتها وحقيقتها المبادرة تشمل تكوين هيئتين ..هيئة قانون دستوري واخرى تعنى بالشأن الاقتصادي وأخذنا النفوذ البرلماني الموجود حاليا بعين الاعتبار ..كل الاحزاب حتى تلك غير الموجودة بالبرلمان يمكن لها المشاركة وتقديم افكار واقتراحات …هناك هيئة وسطاء ستقوم بالحوار مع كل الاطراف والتواصل معها …شيئا فشيئا سيتنامى الوعي نحترم الكتل والاحزاب وارادة الناخبين ولكن لا بد لهذه الاطراف ان تراجع افكارها واَراءها والقيام بنقد ذاتي لتتقدم .. نحن كاتحاد لن نجلس مع كتلة ائتلاف الكرامة ومع الدستوري الحر”.
وختم الطبوبي بالقول :”سيتم المرور إلى تطبيق المبادرة خلال الأيام القادمة ..نحن في انتظار إعلان الرئيس عن انطلاق الحوار وستكون هناك لجنة مشتركة خلال ساعات بين الاتحاد ورئاسة الجمهورية…انطلاق الحوار لا يمكن أن يتجاوز 3 أشهر من الآن والا فأنه سيصبح بلا معنى …المبادرة نصّت على حوار في أقرب الآجال الممكنة.. أهداف الاتحاد من هذا الحوار لا الذهاب إلى انتخابات مبكرة ولا تحوير حكومة أو تغيير نظام الحكم..مهمتنا جلوس الجميع على طاولة الحوار وتحمّل كل لمسؤوليته، هناك سلطة تشريعية منتخبة.. وجب أن نكون شركاء في المخرجات ومراقبة تنفيذها ..يزينا من العرك والسب والمناكفات.. البلاد لم تعد تتحمل والدولة تنهار.. الايجابي اليوم أن أغلب الأطراف نضُجت وتنامى وعيها”. وتابع ”تونس تنادي الجميع و يزي من السب وهتك الأعراض”.