الشارع المغاربي: أكّد حمّة الهمامي أمين عام حزب العمال اليوم الخميس 14 جانفي 2021 ايمانه بثورة 14 جانفي معتبرا أنّ حركة النهضة لم تكن أبدا حركة ثورية وانها تقمّصت نمط حزب التجمّع منذ دخولها البرلمان.
وقال الهمامي خلال حضوره اليوم ببرنامج “ميدي شو” على اذاعة “موزاييك أف أم” : “كانت حركة النهضة رافضة منذ البداية فكرة المجلس الوطني التأسيسي خوفا من تغيير الفصل الأوّل من الدستور”.
واعتبر الهمامي انّ ردّ فعل التونسيين على فترة ما بعد الثورة لا يقتصر فقط على تونس مضيفا “بالعودة للتاريخ … بعد العديد من الثورات وخاصة التي لم تنجح منها او التي استغرقت وقتا لتنجح ..يُخلق نوع من الاحباط واليأس والحنين للماضي ولكن دورنا نحن هو التفسير وشرح هل ان الظروف التي نمر بها اليوم ناتجة عن الثورة ام عن شيء آخر ؟ الدولة كانت دولة العائلة الحاكمة… تحت بن علي …وزارة الداخلية كانت متاع عائلة وكذلك العدل واملاك الدولة وثروات تونس والبنوك شدتها العائلة وحتى الكرامة”.
واعرب الهمامي عن استغرابه من قول بعض المواطنين احيانا انّ سعر البطاطا كان زهيدا والمعيشة ارخص موضحا ” هذا في المطلق لم يكن صحيحا نظرا للدخل والاجر الادنى حينها..ولكن توجد نقطة ينساها العديد من التونسيون احيانا انه كان يوجد شيء ارخص من كل الاشياء حينها في زمن بن علي وهي البشر والمواطن والمواطنة… يوصل التونسي والتونسية يمشون في الشارع خائفين وحتى في السيارة لا يستطيع الحديث ولا حتى في منزله ..تم هتك اعراض الناس وفي وقت من الاوقات لبعث فاكس يجب اعطاء بطاقة التعريف الوطنية لصاحب المحل الذي سيرسل منه ويقيد اسمك ويجب ان يطلع على ما ورد في الفاكس واذا لم يعجبه يعيده اليك او يجلب لك الامن… كانت للثورة ابعاد اقليمية ودولية ولكن ليس كل ثورة مخولة للنجاح ..نحن الثورة توقفت في بداية الطريق…طالبنا بتحرير تونس من كافة مظاهر الاستعمار الجديد وكنا نطالب بالعدالة الاجتماعية وبالغاء المديونية وبصحة مجانية وراقية وتعليم مجاني وراق”.
وأضاف “السياسة هي ميزان قوى وليست رغبة ومشكلة الثورة التونسية الكبيرة التي نعاني منها الى الان هي انه لم يكن لديها برنامج وطني مركزي ولم تكن لديها قيادة وطنية وحتى المحاولات الصغرى التي حدثت مثل لجالن حماية الثورة هو تنظيم شعبي جديد تم قصفه من البداية ..نحن اسقطنا النظام وتغير شكل السلطة ولكن السلطة بقت بيد من ؟ من كانوا القاعدة الاجتماعية لبن علي ويعيشون في نظامه هل مُست مصالحهم ؟ السمسارة والعائلات بل باعكس زادوا تفرهدوا اكثر بعد الثورة ومؤسسات الدولة في حد ذاتها لم تمس.. هل حدث اصلاح للقضاء والامن والمؤسسة العسكرية والادارة ؟…كل هذا لم يحدث وقد تم بشكل سريع استغلال نقاط الضعف ليعيد النظام بشكل سريع تنظيم نفسه”.
وقال المتحدث ” لابدّ من ثورة جديدة لتحقيق مطالب الشعب وآماله… أحلم بثورة وطنية ديمقراطية لإسقاط النظام الحالي” معتبرا ان الشعب الذي أسقط النظام لم يتمكن من الوصول إلى السلطة وانه لم يصبح هناك حكم شعبي وان الثروة ظلت في “يدّ نفس الفئات الإجتماعية” واصفا إيّاهم بـ “خَدَّامَة بن علي”.
وتابع “المشكل الحقيقي في الثورة التونسية هو غياب برنامج وطني مركزي وقيادات مركزية واضحة للثورة ورغم أنّ النظام تغيّر فانّه لم يتم إجراء إصلاحات حقيقية ونفس اختيارات بن علي تواصلت وهو ما عمق أزمة البلاد، حتى أنّ مكسب الحرية أصبح مهدّدا”.
ولفت الى وصول البلاد مرحلة غير مسبوقة من الإفلاس مضيفا “هذا الوضع سوف يؤدي إلى قيام ثورة جديدة كما حدث في عهد بن علي… لا سبيل إلى الرجوع إلى الوراء والعودة إلى الدكتاتورية ولكن يجب تدارك الأخطاء والعمل على تحقيق ما أراد الشعب منذ 2011”.
وعلّق الهمامي عل صورة زوجته راضية الهمامي اليوم امام وزارة الداخلية وهي تحمل لافتة كتب عليها “اطلق سراح الوطن” : “كنت موجودا مع راضية النصراوي اليوم امام وزارة الداخلية ولكن هي من ظهرت في الصورة وكانت هذه رغبتها ويوم 14 جانفي 2011 كانت موجودة ايضا في نفس المكان..تحدثنا اول امس قليلا وهي لديها صعوبة في الكلام والحركة ..ذكرت 14 جانفي 2011 متأثرة قليلا …وانا كنت في مثل هذا اليوم سنة 2011 مربوط في شبه سرير في وزارة الداخلية وجاءت راضية امام الوزارة وطالبت باطلاق سراحي …اؤمن بان ما وقع هو ثورة”.
وأكّد “ذاكرة راضية بخير والدماغ والوعي بخير.. مشكلتها فقط في الحركة والكلام وقالت انها تريد الذهاب لوزارة الداخلية وقالت هذه المرة سأطالب باطلاق سراح تونس فتوجهنا اليوم لنفس المكان الذي وقفت فيه سنة 2011 وكانت متأثرة كثيرا ثمّ ذهبت لزيارة صديقتها صديقة العمر سامية عبو المضربة عن الطعام بمجلس النواب هي وبعض زميلاتها وزملائها من الكتلة الديمقراطية وهي تنوي زيارة الدكاترة المضربين عن الطعام وزيارة جرحى الثورة ونحيي بالمناسبة شهداء الثورة وما بعد الثورة وشهداء ما قبل الثورة وجرحى الثورة الذين مازالوا يطالبون لليوم باصدارقائمة في الرائد الرسمي”.