الشارع المغاربي – قسم الأخبار : رد خالد شوكات القيادي السابق بحركة نداء تونس على تدوينة النائب عن كتلة الائتلاف الوطني الصحبي بن فرج حول ما أسماه بـ “الغرف المظلمة ” والتي اعتبر أنها “تجهز لحمام دم في تونس في جانفي القادم ” قائلا “ليست السترات هي التي تهدد الديمقراطية الناشئة”.
وقال شوكات في تدوينة نشرها على صفحته بموقع فايسبوك ” السيد النائب الاخ الدكتور المحترم سي الصحبي بن فرج الذي اصبح مولعاً بدوره بحكايات المصادر الخاصة والمؤامرات التي تهدد البلاد بالفوضى والديمقراطية بالانهيار، والتي تذكر القارئ بتلك الاساليب البالية التي كانت تختلقها الأنظمة الاستبدادية للنيل من معارضيها السياسيين وشنقهم او الزج بهم في السجون والمعتقلات، بحجة انخراطهم في عصابات تخطط لقلب نظام الحكم وتوظيفهم من قبل جماعات تخريبية تستهدف امن الوطن والمواطنين وخصوصا الزعيم المفدى، لكنّنا اليوم في زمن ليس هو الزمن وان رغب البعض سهواً أو جهلاً بعبر التاريخ، في اعادة ذاك الزمن”.
وعدّد شوكات مهددات الديمقراطية قائلا :
“تزوير الإرادة الشعبية والانقلاب عليها من خلال استغلال نقاط ضعف نظام الحكم والدستور… فأي ناظر للخارطة البرلمانية اليوم ويقارنها بتلك التي وجدت بارادة الناخبين يوم 2 ديسمبر 2014، يعلم ان تلاعبا كبيرا جرى وعصف عصفاً بما اراده الشعب التونسي، وهذه جريمة في حقه لا تغتفر، وكل من ساهم في تزوير الإرادة الشعبية بقصد او بدونه لا يحق له ابدا إعطاء دروس لأحد في كيفية الحفاظ على الديمقراطية، فالجالس على كرسي مسروق واعظ مزّور بلا شك”.
” الاعتماد على شرعية المخاتلة والغلبة والقهر، فالنظام الديمقراطي لا يمكنه ان يستند الى مثل هذه الشرعية الانقلابية، وان حصل على تصويت 130 نائبا، لان ما تم تجاوزه هو تصويت 4 ملايين تونسي لم ينتخبوا لا ائتلافكم الوطني ولا مشروعكم ولا سواهما من كتل الغش والاحتيال، بل ان الامر تجاوز كل ذلك الى السعي المحموم لتجريد رئيس الجمهورية المنتخب مباشرة من الشعب، لصالح من لا يعرفهم الشعب ولا صلة له بوجودهم في كراسيهم التي تهتز لمجرد تغيير صور بروفايل في صفحة فايسبوك، فما بالك لو ظهر الغول الذي من ظهوره تخشون وترتعبون”.
“عدم الاقناع، فعندما يكون الأداء الحكومي صارخا في فشله، محطما جميع الأرقام القياسية في التهافت والانحدار، في التضخم وغلاء الأسعار وانهيار الدينار وعجز الميزان التجاري وفقدان السلع الاساسية وضرب اهم منظومات المعيشة اليومية للتونسيين، فضلا عن ارتهان البلاد للمديونية وضرب السيادة الوطنية وشيوع اليأس لدى الشبيبة العاطلة، زيادة على اتباع سياسات انتهازية ترقيعية تركت المخطط التنموي 2016 -2020 العظيم، لتنغمس في سلسلة اعمال بائسة لتشويه هذا وهتك عرض ذاك واعتقال هذا والتنكيل بذلك، والادعاء بالزور على هذا وتربع ذاك، ننتهي حينها الى ديمقراطية غير مقنعة لمواطنيها، لن يدافعوا عنها في حال تعرضت لا قدر الله لمكروه أو واجهت خطرا داهما، داخليا كان ام خارجيا”.
” سيادة اهل الرداءة وانعدام الكفاءة وغلبة سوء الاخلاق على الساسة وشيوع الفساد وهيمنة الأميين وأشباه الأميين وحكام الصدفة على الساحة، وكل ذلك يقود الى خراب العمران واحتقار العامة للخاصة وانعدام الثقة بين شرائح المجتمع ومكونات المشهد السياسي، وهو ما هو حاصل للأسف اليوم، فعدم وجود مشروع حضاري ورؤية وطنية وتطاول الصغار على الكبار والمافيات على الكفاءات وطويلي اللسان على اهل العلم والعرفان هو ما يهدد الديمقراطية ويجعلها مطية الرعاع والدهماء.”
وختم شوكات تدوينته قائلا ” واخيرا، فانه ليس للشعب فقط وسيلة واحدة لمراقبة الحكم وتقييم الحكام، إنما له ايضا وسائل اخرى مدنية وسلمية وديمقراطية وحضارية، من بينها ارتداء السترات الصفراء والحمراء والخضراء والبنفسجية”.
يذكر أن النائب عن كتلة الائتلاف الوطني الصحبي بن فرج كان قد تطرق أمس الثلاثاء 4 ديسمبر 2018 في تدوينة له إلى ما أسماه بـ” خطط الغرف المظلمة” لاغراق تونس في الفوضى وفي حمام دم.
واعتبر أن “معركة اسقاط الحكومة” التي قال إنها حُسمت سياسيا يوم 12 نوفمبر ستُستكمل حتما في الشارع وأن شهر جانفي المقبل سيكون آخر فصولها.