الشارع المغاربي : سي سليم الرياحي في ثمانية سنين ، من 2011 إلى 2019، عمل كلّ شيء تقريبا!
رجع لتونس بعد 14جانفي 2011 ، وفي الحقيقة مش هو برك(ياما كركرت الطيّارات)، رجل أعمال عندو ثروة “خياليّة”وعندو مشروع إستثمار في السّياسة سمّاه “الإتّحاد الوطني الحرّ”…وكلّكم ربّما تتفكّروا الحملة الإشهاريّة الكبيرة اللّي عملها وقتها وباش الواحد يكون موضوعي كان فيها برشة تجديد وحرفيّة وهذا طبعا دائما يرجّعنا للكلفة الماليّة متاع حملة “توّة”.
وفي الحملة الإنتخابيّة متاع التّأسيسي، رينا زادة الإجتماعات في الجهات وتنقّل المتعاطفين مع “توّة” في حافلات وتميّزت حملة حزب سي سليم بعكس الشيء المعروف والمتعارف :الحملات الإنتخابيّة يعملوها المناضلات والمناضلين تطوّعا ويحضروا الإجتماعات ويترشّحوا لكن في UPL النّاس الكلّ تخلص! يعني في الفترة هذيكة، عادي يعرضك شاب ما يخدمش، تنشدو :آه سهّلشي ربّي ولقيت خديمة؟ يقلّك:لا توّة لباس، نخدم مرشّح عند سي سليم!
لكن هذاكة الكلّ ما نفعش، وحزب توّة ما جاب كان
بلاصة، قال إيه شبيه، اللّي عندو الحَبّ ما يتغلب! ودار على نوّاب متاع حزب آخر (زعيمو يدير فيه بالسّكايب) وإنتدب منهم عدد يكفي لتكوين كتلة برلمانيّة…
أيوه! الإنتداب هو الكلمة المفتاح في مسيرة سي سليم الرّياحي والحقيقة ما ينجّم الواحد إلّا يعترفلو بتناسق أفكارو ونظريتو اللّي تتلخّص في توجّهه اللّيبرالي (ريتو حتّى أنا نجّم نعمل ساعة ساعة شويّة بوليتيك)معنتها بالمكشوف وبلاش قفّازات:الفلوس هي الكلّ وبيها تلقى الحلول الكلّ! ومن جملة الإنتدابات اللّي عملهم إنتدابو لسي أحمد القديدي(أحد إطارات الحزب الإشتراكي الدّستوري من مجموعة محمّد مزالي) وسهيل العلويني، لكن الأوّل غادر بعد مديدة والثّاني كيف كيف، مشى ترشّح مع حزب النّداء في إنتخابات 2014 وسرعان ما عوّضهم بإنتدابات أخرى كيف ماهر بن ضياء ومحسن حسن…
يعني سي سليم الرّياحي ، عمرو ما تخلّى على موقع صاحب المؤسّسة مهما كان إختصاصها والعمل الحزبي وإلّا الرّياضي وحتّى الإعلامي بالنّسبة ليه ما يختلف حتّى في شيء على التّجارة …
وفمّة حاجة أخرى يلزم الواحد يعترف بيها لسي سليم الرّياحي:حرصو لا بل إستماتتو على أن يكون ديما رقم واحد في كلّ أعمالو(ما دامو هو مولى الحَبّ!)
وفي كلّ المجالات وكلّكم تتفكّروا حكايتو مع النّادي الإفريقي والوعود الخياليّة متاعو لجمهور النّادي وخرجاتو المُدوّية في الملاعب والبرامج الرّياضيّة…وبعد وقدّام الواقع وتعقيداتو وعجزو على تحقيق أحلامو توّة توّة، خرج وخلّى أهل البلاء في البلاء بل بلاء أكبر وخذا ثنيّة أخرى!
بالضّبط هو نفس الشيء اللّي عملو مع الإستثمار في الذّبذبات وفي راديو…
أمّا الحاجة اللّي ناسيها سي سليم الرّياحي وغالبيّة السّياسيّين اللّي عبّاو السّاحة بعد 14 جانفي 2011 أنّو العمل السّياسي يحتاج برشة وقت وصبر ومش ممكن باش تدخلو بعقليّة توّة! والقفز من بلاصة لبلاصة واللّي فمّة شكون يسمّيها “سياحة سياسيّة”واللّي حسب رأيي المتواضع ما يمكن تصحّ كان على التّنقْيزات على مستوى الأفراد حتّى كيف يعملها أكثر من شخص في نفس الوقت أمّا كيف يقرّر المسؤول الأوّل على “حزب” باش يهزّ حزبو ونوّابو(وهذي عبارة إستعملها ياسر سي سليم الرّياحي:النوّاب متاعي…) لحزب آخر ويقول حزبي ولّى من الماضي وأنا ومتاعي إنظمّينا لنداء تونس…مقابل شنوّة؟ مقابل هو ولّى “أمين عام” لحزب نداء تونس version ولد الباجي قائد السّبسي يعني le recruteur est recruté على شاكلة l’arroseur arrosé!
وباش يثبت ولاءه ويحلّل موقعو، صارت فرقعة “التّحضير لإنقلاب عسكري” وما جاء بعدها من هرج ومرج:هاهو تصريح، هاهو تصريحات مضادّة، هاهي حكايات على فطور في طهور…حاصيلو حكايات تنجّم تسمعهم في حمّام وإلّا في حانوت حجّام!
لكن وكيف العادة ووقت تتعقّد وضعيّة مشروعو الجديد، يتفكّر سي سليم الرّياحي أنّو رجل أعمال ، مكتبو في دُبي ، ويلزمو ياقف على رزقو الأصلي ويثبت بالمناسبة أنّو راجل مهتمّ بصحّتو وكيف الجماعة اللّي عندها الحَبّ، من الأحسن أنّو يعمل فحوصات وتحاليل في أوروبا…
لكن ينسى فمّة حاجة هامّة: بعيد على العين، بعيد على القلب! وبعد تأجيل رجوعو أكثر من مرّة لأرض الوطن، رجعت طاحونة الشّيء المعتاد في حزبو الجديد:النّداء، ونوّابو فيهم اللّي عمل مُراجعات وخرج من كتلة النّداء وقعد “نائب volant” في إنتظار يلقى وسعاية أخرى يهبط فيها بأمان وينجّم يعمل بعدها إنطلاقة جديدة! لكن اللّي يحيّر في حكاية سي سليم الرّياحي توّة أنّك كان سمعت تصريحات من الخارج وإلّا قريت أحاديث مطوّلة في صحيفة إماراتيّة، تلقى الرّاجل مازال يحكي كينّو بالحقّ أمين عام للنّداء،ويحكي على حرصو على توطيد العلاقات بين البلدين، مع برشة رميان ورود لمؤسّس دولة الإمارات وخليفتو ورئيس مجلس وزراءهم ووزير خارجيتو…حاصيلو نسيت شكر العمدة متاع دبي وإلّا لا وبعد تعدّى لشكر وتعظيم دور الباجي قائد السّبسي وعطاه دور يوازي دور بورقْيبة!
هذا وأيّ حدّ يحلّ راديو مرّة في النّهار ويسمع حاجة على النّداء، ما تلقى حتّى أثر لدور مفترض للأمين العام وموقعو من التّرتيبات الجديدة القديمة من تجميد عضويّة رضا بلحاج إلى إجتماعات ما تبقّى من الهيئة التّأسيسيّة مرورا بإشاعات عن malaise في عقر ديوان رئيس الدّولة بسبب دور ولدو في الحزب اللّي أسّسو!
يعني ومن الآخر، كيف ما يقولو شبيبة توّة(مش متاع حزبو!)، سي سليم الرّياحي إنت وين ؟ وشنوّة وضعك؟ناوي ترجع؟شباش تعمل في الإنتخابات الجاية؟باش تعمل حزب جديد؟باش تعاود تحلّ هذاكة؟وإلّا،لين الخسارة؟ خلّي تطلع تشكيلة جديدة وأعمل إنتدابات !
قال المصري:و لِفّي يا دُنيا!