الشارع المغاربي: أكد وزير الصحة فوزي مهدي اليوم الجمعة 4 ديسمبر 2020 خلال الجلسة العامة ان المسؤولية تقتضي منه اليوم خاصة بعد حادثة مصرع الدكتور بدر اليد العلوي في المستشفى الجهوي بجندوية اتخاذ قرارات قوية وحازمة معتبرا ان القطاع الصحي الذي وصفه بالعمود الفقري للدولة يشكو من أمراض موجعة نتيجة تضارب المصالح الفئوي والفساد الصغير والكبير وسوء الحوكمة وغياب المسؤولية على كل المستويات.
وقال مهدي في رده على مداخلات النواب :” اولا اترحم على روح الفقيد بدر الدين العلوي…كنت قد تحولت الى المستشفى الذي شهد الحادث يوم 3 اكتوبر الماضي واتخذت مجموعة من القرارات وعقدت اجتماعا في المستشفى بحضور مدير البناءات بوزارة التجهيز للنظر في حالة العطب بالمصعد وفي عديد الاخلالات الاخرى ..المعلومات الاولية بالنسبة للمصعد تفيد بانه المصعد الوحيد الذي كان حيّز الاستعمال وهو تحت الضمان الى موفي الشهر الحالي ..اخر زيارة صيانة من الشركة المسؤولة كانت بتاريخ 6 نوفمبر ولم تبد اية تحفظات عن حالة المصعد …العطب حدث يوم امس ليلا والتحقيق الاداري والجنائي جار وسنتخذ كل الاجراءات اللازمة اليوم قبل غدوة”.
وأضاف “قطاع الصحة يدفع اليوم ثمن أخطاء متراكمة وخيارات قاتلة منذ سنوات ..أخطاء وخيارات خلقت أزمة هيكلية تُعمقها كل يوم أزمات اخرى حادة وكوارث لا بد من وضع حد لها …هذه حقيقتنا وعلينا مواجهتها مع بعض وبشجاعة …اول هذه الاخطاء بل هي ام الاخطاء الخارطة الصحية التي اصبحت لا تستجيب للمعايير العلمية والحاجات الصحية فقط وانما ايضا للمطلبية المشطة والشعبوية المفرطة …ندفع اليوم ثمن تعدد المستشفيات دون ان تحقق دورها الوظيفي في غياب الامكانات المادية والبشرية …بامكاننا بناء الجدران لعام او عامين ولكن التمويلات المستدامة لا تنزل من السماء …تكوين الاطارات الكفأة يلزمه سنوات وسنوات …القطاع الصحي هو العمود الفقري للدولة التونسية لدوره الاجتماعي والتنموي والتربوي …عمودنا الفقري يشكو اليوم من أمراض موجعة نظرا لشح الموارد والتمويل”.
ولم يتمالك الوزير مشاعره ووقف متأثرا واغرورقت عيناه بالدموع وسط تصفيق النواب قبل ان يستأنف مداخلته قائلا” عمودنا الفقري يشكو من أمراض موجعة منذ سنوات وسنوات نظرا لتضارب المصالح الفئوي والفساد الصغير والكبير الذي بدّد الموارد الشحيحة وهذا نتيجة سوء الحوكمة وغياب المسؤولية على كل المستويات …لم أنتظر 3 أشهر منذ تقلد الوزارة لاقوم بهذا التشخيص ..المسؤولية تقتضي مني اليوم امام هذه الكارثة التي هزتني كانسان ووضعتني كوزير امام تحد اخلاقي اتخاذ قرارات قوية وحازمة “.