الشارع المغاربي – سجّل ارتفاعا بـ 80 %: مُتحيّلون باسم الحب اقتنصوا من ضحاياهم 547 مليون دولار عام 2021 !

سجّل ارتفاعا بـ 80 %: مُتحيّلون باسم الحب اقتنصوا من ضحاياهم 547 مليون دولار عام 2021 !

قسم الأخبار

20 فبراير، 2022

الشارع المغاربي -قسم الاخبار: رقم صادم كشفت عنه هيئة المنافسة الأمريكية (FTC)، بخصوص القيمة المالية المنهوبة في عمليات التحيل والتي قدرتها الهيئة بـ547 مليون دولار خلال سنة 2021 في زيادة تقارب 80 % خلال عام واحد. وازداد الحديث عن مثل عمليات التحيل العاطفي هذه بعد قرار عدد من الضحايا الكشف عما تعرضوا له وبعدما فتح الفيلم الوثائقي “The Tinder swindler” على نتفليكس الباب للتعاطي الجدي مع هذا النوع من التحيل. .

دفعت شعبية سلسلة  “نتفليكس” The Tinder Swindler، الشخص موضوع الفيلم الوثائقي إلى حذف حسابه من “إنستغرام” مؤقتا، بينما حظره تطبيق “تيندر” نهائيا. الوثائقي على “نتفليكس” يروي أحداث جريمة حقيقية بشأن مجموعة من النساء حاولن تعقب مستخدم تطبيق مواعدة خدعهن بدفع ملايين الدولارات. ونظرا لأن الكثيرين شاهدوا الوثائقي الذي كشف عن جرائم الإسرائيلي شمعون حيوت، سرعان ما حذف حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، كما تم حظره بشكل نهائي من موقع المواعدة الشهير “تيندر”.

وعندما تم إصدار الفيلم الوثائقي بداية شهر فيفري الجاري على “نتفليكس”، ذكرت المنصة أن حيوت كان لا يزال نشطا على “تيندر”.

ونقلت وكالة الانباء الفرنسية فرانس براس شهادات عن عمليتات تحيل عاطفي كبدت سيدة خسارة بمليون دولار بالتمام والكمال. والضحية تدعى ديبي مونتغومري جونسون وهي عسكرية امريكية سابقة قالت في شهادتها انها لم تخبر أحدا بأنها تعرضت لعملية تحيل بقيمة تفوق مليون دولار من قبل رجل أوهمها بعزمه على الارتباط بها.

وابرز تقرير نشرته “فرانس براس” ان أعداد عمليات التحيل العاطفي عبر تطبيقات المواعدة، تضاعفت خلال تفشي جائحة كوفيد – 19 وذلك بسبب تدابير الحجر المنزلي المتكررة والتي دفعت بكثيرين إلى البحث عن الحب من وراء الشاشات.

وبلغت قيمة الأموال المنهوبة في عمليات التحيل هذه مستوى قياسيا قدره 547 مليون دولار عام 2021. وتم الإبلاغ عن خسائر بنحو 1,3 مليار دولار في الولايات المتحدة على مدى السنوات الخمس الماضية، مما يجعلها أكبر فئة احتيالية سجلتها الوكالة الأمريكية.

لكن هذا ليس سوى غيض من فيض، وفق لجنة التجارة الفيدرالية، لأنه لا يتم الابلاغ عن الغالبية العظمى من عمليات التحيل.

ورجح تيم ماكغينيس مؤسس جمعية “سكارس” ان يكون ارتفاع الأرقام “العزلة والوحدة واستخدام الإنترنت كطريقة وحيدة تقريبا للتواصل” أثناء تفشي الوباء.

من جهتها شددت هيئة المنافسة الأمريكية على ان النتائج الإيجابية المفاجئة لفحوص كوفيد ادت إلى فرض قيود السفر الجديدة وعلى ان الضبابية المستمرة خلال العامين الماضيين وفرت أعذارا جاهزة للمتحيلين لإلغاء مواعيد انتظرها طويلا من أوهموهم بالحب.

وقال رجل لجمعية “Silent Victim No More” إن القيود الصحية وفّرت لمراسلته أسبابا دائمة للتهرب منه.

واعتبر الرجل الذي دفع ما يقرب من 400 ألف دولار أن الجائحة “صبت في مصلحة المتحيلين”.

في المقابل، يتزايد الاهتمام بهذا النوع من عمليات التحيل، لا سيما عبر مجموعات تعاضد أو مؤخرا عبر الفيلم الوثائقي “The Tinder swindler” على نتفليكس.

وفور إدراك الستينية ديبي مونتغومري جونسون أنها فقدت أكثر من مليون دولار قررت أن تروي كيف وقعت في شباك رجل أوهمها بالحب على مدى عامين.

والفت جونسون كتابا عن قصتها وانضمت إلى فريق جمعية “سكارس” التي تتواصل مع حوالى سبعة ملايين ضحية منذ عام 2015. وتشرح جونسون قائلة “كنت أبحث عن صديق مقرب بعد أن عصت في مواقع المواعدة بعد وفاة زوجي”.

ويصف تيم ماكغينيس من جمعية “سكارس”، وهو أيضا احدى ضحايا عمليات التحيل ما حدث بأنه “تلاعب على مستوى رفيع”. ويقول إن “التواصل يحصل على شكل محادثة عادية، لكنه يستخدم تقنيات تلاعب محددة جدا للهيمنة على الضحية”.

ويختبئ المحتالون، وأغلبهم يقيمون في غرب إفريقيا، خلف هويات مزيفة لأشخاص يعيشون ويعملون في الخارج، أحيانا تحت ستار جنود، مما يفتح الطريق لاحقا لتقديم الأعذار. وبعد قصة حب طويلة عن بُعد، يأتي طلب تحويل الأموال لشراء تذاكر سفر أو تأشيرات دخول أو نفقات طبية أو حالات طوارئ أخرى، مع وعد دائم بإعادة المبالغ المدفوعة فور حصول اللقاء المزعوم.

مع قليل من المخاطر وكثير من الأرباح، يكرر المحتالون هذا السيناريو ليس على تطبيقات المواعدة فحسب وانما أيضا على إنستغرام أو حتى عبر ألعاب الإنترنت.

ويقول تيم ماكغينيس “المحتالون موجودون في أي مكان يمكنك فيه بدء محادثة مع شخص ما”.

ولا يُستثنى الشباب من هذه العمليات، اذ انه حسب هيئة المنافسة الأمريكية، زاد عدد ضحايا هذا الاحتيال من الامريكيين الذين تراوحت أعمارهم بين 18 و29 عاما بأكثر من عشرة أضعاف بين عامي 2017 و2021.

وتسهّل الشعبية المتزايدة للعملات المشفرة مثل بتكوين، أيضاً هذه الحالات بفعل الغموض في التحويلات النقدية التي تتيحها.

وحسب تيم ماكغينيس، تطال عمليات التحيل العاطفي أبناء جيل الشباب “بوتيرة أكبر مع مبالغ أقل”، بينما يخسر كبار السن مبالغ أكبر لكن بوتيرة أقل.

وبسبب الخوف من أحكام الآخرين، غالبا ما يحتفظ الضحايا لأنفسهم بقصة يخجلون من الكشف عنها .

وقد سمعت ديبي مونتغومري جونسون الكثير من القصص المشابهة لقصصها على مر السنين، “لكن لم يكن أحد يتحدث عنها”.  وتقول اليوم إنها تريد أن تردد صدى صوتها من حولها “لتكون صوت من بقي على قيد الحياة”. 


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING