الشارع المغاربي – وكالات : قال زياد عقل، الخبير المُختصّ في الشؤون الليبية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنّ القراءة المتأنية لتحركات الجيش الليبي نحو طرابلس تبرز 3 سيناريوهات للسّيطرة على المدينة.

وأوضح عقل في حوار أجرته معه وكالة “روسيا اليوم” (RT) ونُشر اليوم الجمعة 5 أفريل 2019 أنّ “هناك قوة عسكرية منظمة وعلى أعلى قدر من الجاهزية والتنسيق والرؤى الواضحة لهدفها الاستراتيجي وقادرة على تحقيق هذا الهدف، ونعني بها الجيش الليبي الذي استطاع التمدّد جنوبا ونجح في فرض سيطرته والآن يتجه غربا بنفس الرؤية والاستراتيجية، وربما يواجه بعض العراقيل هنا أو هناك، لكنه سيحسم المعركة حتما”.

وأضاف “مقابل ذلك هناك قوى مفككة تتصارع ولا تخضع لأيّة رؤية، وهي الميليشيات الموجودة في مدن الغرب، وهزيمتها مؤكّدة لا ريب فيها، لكنها ستتحول إلى ما يشبه السيناريو المصري في سيناء، أي تحاول شن عمليات عسكرية بين حين وآخر قصد إرباك وإرهاق الجيش الليبي”.

أما بخصوص السيناريو الثالث، فقد قال الخبير “لا يمكن التغافل عن أنّه كان لأحداث الجزائر دور بارز في قرار القيادة العسكرية الليبية بالتحرك غربا، فالجزائر كانت تحاول ملء الفراغ في المنطقة الغربية، لكن انكفاء الجزائريين على مشاكلهم الداخلية عجّل بقرار التدخل العسكري للجيش الليبي للسيطرة على مدن الغرب التي تتساقط الواحدة تلو الأخرى”.

ورأى في تحركات الجيش والنجاحات المتوالية بمثابة إعلان وفاة لما يسمى بالمشروع الإسلامي الذي تبنته قطر وتركيا في المغرب العربي، وفق ما ذهب إليه، مبرزا أنّ مصر مرشحة بقوة لملء هذا الفراغ مذكّرا بأنّ الرئيس الباجي قائد السبسي كان قد أشار إلى هذا الملف خلال القمة العربية الأخيرة الملتئمة بتونس.

وختم الخبير قائلا : “لكن ورغم كل المعطيات المتوفّرة والتي تؤكد قوّة العوامل والتي تتيح للجيش الليبي السيطرة، أعتقد أن الأمر لن يكون سهلا وستكون هناك عراقيل ودعم خارجي للميليشيات يطيل أمد الصراع على الأرض”.