الشارع المغاربي – نجوى علي : يبدو أن الجدل الكبير الذي أثير حول مدى تطابق أحداث مسلسل “شورّب” مع القصة الواقعية دفع بمنتجيه الى إدخال تغيير جذري على الجينيريك في محاولة لقطع الصلة بين المسلسل وشخصية “علي شورب”.
استهلّت الحلقة الخامسة من المسلسل الذي يبث على قناة “التاسعة” ليلة أوّل أمس في خامس أيّام شهر رمضان بجملة جديدة تمّت إضافتها للجينيريك لأول مرة منذ انطلاق عرض المسلسل يقول نصّها “ان كل هذه الشخصيات هي من وحي خيال المؤلف ولا تمت بأيّة صلة مباشرة أو غير مباشرة لأي طرف من الأطراف وكل تشابه في الاسماء أو الاشخاص هو وليد الصدفة”.
وفي الحلقات الاربعة الاولى لم يغب عن جينيريك المسلسل تنصيص على ان القصة مستوحاة من الواقع، وتتمحور حول شخصية علي شورب “الباندي” الاشهر في تونس خلال فترة الستينات، قبل ان تُبين الأحداث البون الواسع بين الدراما والقصة الواقعية، علاوة على أخطاء على مستوى الاخراج لتنزيل القصة في ستينات القرن الماضي، بل وأصبح عدد من المشاهد محل تندر في مواقع التواصل الاجتماعي.
ورافقت الحلقات الأولى للعمل موجة جدل ونقد كبيرين حول اختيار هذه الشخصية (علي شورب) كموضوع لعمل درامي رمضاني واتّهم بالترويج للرداءة والبذاءة والصعلكة والتسويق للعنف وعارض كثيرون فكرة المسلسل، مستنكرين محاولة تبييض صورة “شورب” وكسب تعاطف المشاهد معه من خلال تقديمه في صورة مناضل وطني.
كما شكك كثيرون في حقيقة الوقائع التاريخية التي عرضها العمل آخرهم الفنان المسرحي رجاء فرحات الذي أكد أن شورب كان مثليا ومنحرفا ومتحرشا بالأطفال، مشيرا الى أن شهود عيان من باب سويقة والحلفاوين يعلمون ذلك.
واضاف الفنان المسرحي فرحات في حوار لإذاعة “موزاييك اف ام” أن الميول الجنسي لشورب كان وراء وفاته، مبينا أن شورب قتله طفل صغير كان على علاقة غرامية به ليهاجمه الممثل لطفي العبدلي الذي يجسد شخصية “علي شورب” في المسلسل متهما اياه بمحاولة تشويه العمل في خدمة لمصالح أطراف منافسة (سامي الفهري).
جدير بالذكر أن العبدلي أطل في أكثر من مناسبة في مقاطع فيديو نشرها على صفحته الخاصة بـ”فايسبوك” ليرد على منتقديه ويدافع عن العمل مستشهدا بالسينما العالمية التي تناولت قصص مجرمين، ذاكرا منهم أفلام “آل كابوني” قائد العصابات الأمريكية الشهير وفيلم “سكار فايس scarface” و”casa de papel”.
يذكر ان المسلسل يقص حكاية علي شورب إبن الحلفاوين الذي رأى والده يقتل أمام عينه في سن العاشرة من شدة الضرب الذي الحقة به “الجندرمي” صاحب “الشوارب” لأن والده رفض اعطاءه الغلال دون مقابل. وكان ذلك أمام سكوت وصمت جميع الباندية، ولم يشفع تدخل والدته لوالده بل تم دفعها واهانتها وطرحها أرضاً، ليندفع علي ويضرب “أبو شنب” فيجد نفسه في الاصلاحية، ليخرج منها ويقضي جميع وقته في مشاغبة الجندرمية والتنكيل بهم ويجد نفسه مناضلاً دون تخطيط منه ولا إرادة.
وعرف “شورب” بالصعلكة وباندماجه في عالم المنحرفين والمجرمين وكانت نهايته بالقتل على يد أحدهم يوم 9 ماي 1972. وذاع صيته في تونس وكان مجرّد ذكر اسمه يثير الرّعب في النفوس إلى درجة أن جانبا كبيرا من التونسيين يعتبره أخطر رجل عرفته البلاد.