الشارع المغاربي: أعرب المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشّغل اليوم الاثنين 6 أوت 2018، عن “تثمينه قرار السلطات التونسية السماح بدخول سفينة المهاجرين لميناء جرجيس لتنهي مرحلة صعبة من مأساة عدد من المهاجرين الأفارقة”.
وتوجّه المكتب التنفيذي للاتحاد في بلاغ صادر عنه اليوم ب،”التحيّة إلى طاقم السفينة على شجاعته ونوازعه الإنسانية بإسراعه بإنقاذ أرواح بشرية كانت عرضة للموت غرقا ليعطوا بذلك درسا للعديد من السفن وخاصّة الرسمية والعسكرية الأوروبية التي تعمل في إطار الحدود المتقدّمة والتي تعاملت بتجاهل بل وتنكيل مع قوارب الموت التي تقلّ الآلاف من المهاجرين غير النظاميين ليقعوا غرقى بعيدا عن الأنظار ودون شهود”.
وثمّن قرار” قبول رسوّ السفينة التي تُقلّ هؤلاء المهاجرين داعيا الحكومة إلى التدخُّل الناجع والسريع لتوفير كلّ ظروف الإيواء الكريمة والرعاية الصحّية والغذائية اللازمتين للمهاجرين في انتظار توجيههم إلى بلدانهم الأصلية في أقرب الآجال، على ألاّ يتحوّل ذلك إلى وضع دائم”.
وندّد الاتحاد ب،”تعامل الدّول الأوروبية السلبي مع ظاهرة الهجرة غير النظامية”، والذي قال إنه ينحصر في” المعالجات الأمنية والحمائيّة التي وصلت إلى حدّ تهديد سفن الإنقاذ كسفينة Prudence لأطباء بلا حدود وسفينة Sea Eye والسفينة الاسبانية Asuro ومنعها من إنقاذ قوارب الهجرة غير النظامية وهو ما أقدمت عليه مثلا في الآونة الأخيرة الحكومة الإيطالية”.
وجدّد المكتب التنفيذي للاتحاد “التأكيد على رفضه تحويل تونس إلى منصّة إيواء وشرطي لحراسة الشواطئ الأوروبية أو منبعا لاستقطاب النخب ومصدرا لهجرة العقول والكفاءات في اتجاه الدول الغربية فحسب”، داعيا “الجهات الرسمية في تونس إلى العمل المشترك مع منظّمات المجتمع المدني من أجل وضع استراتيجية وطنية مستقلّة حول الهجرة عموما والهجرة غير القانونية على وجه الخصوص”.
وندّد بـ”تشغيل المهاجرين في تونس في ظروف العبودية وخارج الأُطر القانونية والعمل على تمكينهم من التساوي في الحقوق مع نظرائهم التونسيين والتصدّي إلى خرق القانون باعتباره شكلا من أشكال الاتجار بالبشر قبل أن يتحوّل إلى ظاهرة للاسترقاق المقنّع للمهاجرين”.
ودعا الاتحاد “النقابات الأوربية والاتحاد الدولي للنقابات إلى اتخاذ مواقف جريئة بخصوص قضيّة المهاجرين والعمل على فرض حماية حقوقهم وضمان المساواة بينهم وبين عمَّال بلدان الهجرة ومنع كلّ تمييز يسلّط عليهم والضغط من أجل وضع استراتيجية دولية حول الهجرة تضمن حرية التنقّل والحقّ في العيش والعمل واحترام الكرامة البشرية للمهاجرين في كلّ الاتجاهات”.