الشارع المغاربي : اعتبر الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، اليوم الإثنين 14 جانفي 2018، أنّ “الوضع بتونس لم يتغيّر رغم مرور 8 سنوات على اندلاع الثّورة”، قائلا “مرّت 8 سنوات من عمر الثورة ونحن نُساس وِفْقَ نفس المنوال التنموي المُمْلَى من قبل تلك الأوساط والمكرّس للحيف والتفاوت الجهوي والمغيّب للحماية والسالب للكرامة… مرّت 8 سنوات من عمر الثورة والحالة هي الحالة، بل ازدادت سوءًا.. مزيدٌ من التفاوت بين الجهات وفيما بين الجهة الواحدة.. مزيدٌ من الفقر والغُبن.. مزيدٌ من البطالة والتهميش والإقصاء.. مزيدٌ من تحكّم أباطرة التهريب والاقتصاد الموازي في مسالك التوزيع إلى حدّ ارتهان معيشة المواطن واستباحة هيبة الدولة وسلطان القانون.. مزيدٌ من الفساد والنهب المُمَنْهَج… مرّت 8 سنوات من عمر الثورة والتجاذبات هي التجاذبات تحكُمها مصالحٌ وأطماعٌ فئويةٌ ضيّقة وكثيرا ما يُغذّيها المال الفاسد وتحكُمها أجندات مالية وجيوسياسية دولية لا همّ لها إلاّ مُصادرةُ قرارِنا وارتهانُ سيادتنا… البلاد ما تزال، باسم التقشّف والصرامة المالية، مشدودةً إلى إرهاصات الماضي البغيضة.. وما تزال مشاعرُ اليأسِ والإحباط والغضب تعصف بشعبنا وتغذّي لدى شبابنا شتّى مظاهرِ العنف والإدمان وتدفع بالكثيرَ منهم إلى ركوب قوارِب الموت بحثا عن حلم مفقودٍ وتُوَلِّدُ مشاعرَ الحقدِ والكراهية لديهم”.
وأشار الطبوبي في كلمة ألقاها اليوم خلال تجمّع عمّالي انتظم في بطحاء محمد علي بمناسبة الذكرى الثامنة لعيد الثورة، إلى أنّ “الحكومات المتعاقبة لم تحقق شيئا من مطالب الثورة وأن الشعار الذي رفعه الشعب “خبز.. حرية.. كرامة وطنية” بقي حبرا على ورق”.
وأضاف “نفس المنطق الليبرالي الجائر ما انفكّ يقود حكوماتِنا المتعاقِبة ويدفعها باسم التقشّف والصرامة المالية إلى التنكُّر لالتزاماتها وتعهّداتها تجاه الأجراء وتجاه الفئات والجهات المحرومة والمفقّرة والمهمّشة.. نفس المنطق الليبرالي السافرِ دفع بالحكومة الحالية إلى الكيل بمكيالين فأقصت أعوان الوظيفة العمومية من حقّهم في الزيادة ضمن ميزانية 2019 منفّذة إملاءات صندوق النقد الدولي ضاربةً عرض الحائط بالحوار الاجتماعي وبكلّ التزاماتها وتعهّداتِها مع الاتحاد العام التونسي للشغل.. لذلك قُلنا ومازِلنا نقول إنّ قانون المالية الحالي كسابقيه غير مُنصف، وهو قانون تقوده خلفيّات انتخابية، يكرّس هيمنة لوبيات الفساد، وينحاز إلى العائلاتِ المُتنفِّذة، وينصاع إلى دوائر القرار الدولية على حساب القرار السيادي الوطني والمصلحة العليا للبلاد، وهو قانون مَبنِي على حساب استحقاقات الفئات الفقيرة والمتوسّطة.. فهو بذلك قانون متعارض مع روح الدستور ومع أهداف ثورتنا المجيدة، وهو مجرّد إعادة انتاج لمقاربات وسياسات العهد البائد المَقِيتْ”.
يُشار إلى أن الطبوبي افتتح كلمته بالترحم على أرواح شهداء الوطن منهم شكري بلعيد ومحمد البراهمي وطلب من الحاضرين الوقوف دقيقة صمت وتلاوة الفاتحة على كافّة شهداء الإرهاب من أمنيين وعسكريين ومدنيين.