الشارع المغاربي: واصل الدينار التونسي انزلاقه التاريخي أمام العملات الأجنبية الرئيسية، إذ هبط إلى مستوى قياسي أمام العملة الأوروبية الموحدة عند 3.138 دينار للاورو مقابل 2.369 للدولار.
ولا يبدو أنّ هذا الانزلاق سيتوقف في المدى المنظور أمام تفاقم العجز التجاري وانخفاض التحويلات من الخارج إضافة إلى تراجع عائدات التصدير بما قوّض احتياطيات البلاد من العملة الصعبة.
يشار إلى ان احتياطيات تونس من العملة الصعبة بلغت 11074 مليون دينار أي ما يعادل 74 يوم توريد، وهي وضعيّة لم يسبق أن عاشتها تونس طيلة تاريخها.
ولا يتوقع الخبراءُ أن يتوقف انزلاق الدينار في ظلّ عجز البنك المركزي التونسي عن التدخل للدفاع عن العملة التونسية.
وللتذكير ، كان مروان العباسي، محافظ البنك المركزي التونسي، قد أشار في تصريح صحفي بتاريخ 8 مارس 2018 إلى “أن البنك المركزي لا يمكنه الدفاع عن الدينار في ظل تراجع الاحتياطيات الأجنبية إلى مستوى لا يكفي إلا لتغطية واردات أقل من 80 يوماً”.
وكان المرصد التونسي للاقتصاد قد أشار سابقا إلى أنّ صندوق النقد يمارس ضغطا مستمرا على البنك المركزي لتخفيض قيمة الدينار. وهو ما يتوافق ضمنيا مع كلام رئيس بعثة الصندوق إلى تونس، بورن روثر، الذي قال في تصريح سابق لوكالة “بلومبرغ” الاقتصادية الأمريكية، إن “تونس لا تحتاج إلى خفض مفاجئ لقيمة عملتها، لكنها تحتاج إلى أن يكون سعر الصرف مساويا لقيمة الدينار الحقيقية”.