الشارع المغاربي-كريمة السعداوي: أعلن مساء يوم أمس الاثنين 15 مارس 2021 البنك الأفريقي للاستيراد والتصدير عن حصول المجمع الشريف للفسفاط، المملوك من طرف الدولة المغربية على قرض بقيمة 350 مليون دولار (970 مليون دينار) يسدد على فترة سبع سنوات، وذلك في إطار تنفيذ سياساته على مستوى التوسع في افريقيا وبالتحديد في أحد أكبر أسواقها بنيجيريا.
ومن المنتظر ان يوجه القرض الاستثماري الضخم لتطوير منصة صناعية متعددة الاختصاصات في نيجيريا، وهي المنصة التي ستستعمل الغاز النيجيري والفسفاط المغربي لتوفير 750 ألف طن من الأمونياك ومليون طن من الأسمدة في أفق 2025. ويصل هذا الاستثمار في المنصة إلى 1.4 مليار دولار (3.9 مليارات دينار)، وسيساهم في توفير الأسمدة عبر تسخير الموارد الطبيعية للمغرب ونيجيريا، بما يساعد على إتاحة المواد الأولية الزراعية لإنتاج ذلك المنتج الذي يوافق طبيعة الأرض في نيجيريا، وفق تقدير المجمع المغربي.
ويعتبر المجمع الشريف للفسفاط من بين أكبر المنتجين في العالم بعد ان ازاح العديد من المنافسين وأبرزهم شركة فسفاط قفصة التي تشهد انهيارا غير مسبوق لانتاجها، حيث توجد له مكاتب في القارات الخمس وله بها 160 حريفا وقد تمكن المجمع من تركيز حضوره في الأعوام الأخيرة بالقارة السمراء عبر مقاربة تقوم على جعلها ضمن المحاور الرئيسية لتطوره.
وصرح بنيديكت أوراماه، رئيس البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير، في هذا الصدد، أن البنك يسعى لدعم اعماله في مجال انتاج الأسمدة الفلاحية في القارة الافريقية، عبر تسهيل تطوير الصادرات وتشجيع التجارة والاستثمارات بين البلدان الأفريقية.
وبالأرقام، يقدر معدل الإنتاج العالمي السنوي للفسفاط بـ 240 مليون طن مع تقديرات لاحتياطيات الفسفاط القابلة للاستخراج اقتصاديا في جميع أنحاء العالم بـ 69 مليار طن، والموارد التي يحتمل أن تكون قابلة للاستغلال من صخور الفسفاط بـ 300 مليار طن. ويسعى المغرب كأول منتج حاليا في العالم عبر استثماراته إلى رفع إنتاجه السنوي في المتوسط من 30 إلى 50 مليون طن، وزيادة إنتاج الأسمدة الفسفاطية من 3.5 ملايين طن إلى 10 ملايين طن سنويا، و18 مليون طن بحلول 2025.
وبعد ان كانت تونس ضمن الدول الخمس الأولى المنتجة والمصدرة للفسفاط غابت تماما منذ سنوات عن أي تصنيف دولي في هذا القطاع اذ ختمت شركة فسفاط قفصة سنة 2020 بإنتاج ما لا يزيد عن 3143 مليون طن مما يعني تراجعا سنويا خلال العقد الأخير بأكثر من 50 بالمائة. وتبين التقديرات ان عائدات صادرات العام الحالي لن تتجاوز 2153 مليون دينار. ومن المرتقب ان يصل الإنتاج الى 4.5 ملايين طن في العام الحالي.
