الشارع المغاربي – وكالات : يعتبر الصيام من ابرز الطقوس الروحيّة التي يمارسها ملايين البشر منذ آلاف السنين. وفي ما يلي نتعرف على اهم أغرب طقوس الصيام في الديانات المختلفة حول العالم.
1. صيام قدماء المصريين:
عرف قدماء المصريّين الصوم باعتباره أحد أساسيات الدين القديم، إذ صام المصريّون حينها لنهر النيل، بإعتباره رمز الخصوبة والخير والعطاء، وتعدد موسم الصيام بين أيّام الحصاد، وبين 70 يومًا من كل عام، وذلك تهذيبًا للأخلاق، واستخدموا لفظة “كبح”، والتي تشير إلى كبح الرغبات الجسدية، بالامتناع عن الطعام والشراب وممارسة الجنس لفتراتٍ معينة. وكان الصيام يبدأ من الفجر حتى غروب الشمس. ولأنهم آمنوا بأن الجسد البشري أتى من الأرض، فقد رأوا أن الإفطار يجب أن يأتي من ثمار الأرض لتحقيق التوازن، فكانت وجباتهم على الإفطار تعتمد على أطعمة مثل الفول والبصارة.
2. الهندوسية.. صيام دون الامتناع عن الطعام!
في الهندوسية يُمارس الصيام باعتباره فعلاً روحيًّا وأخلاقيًّا اختياريًّا، هدفه تنقية الجسد والعقل من أجل الحصول على النعمة الإلهية. لكن الأغرب هو أن الصيام يختلف روتينه من منطقة لأخرى، حسب المعتقدات الشخصية والاجتماعية والمجتمعية. إذ قد يكون نظام الصيام أكثر أو أقل صرامة تبعًا للشخص وبيئته، ولا يتم بالامتناع عن تناول الطعام، بل من الممكن تخفيف وجبة واحدة فيه، في حين يميل بعض أكلة اللحوم إلى تناول وجبات نباتية. أما النباتيين فيميلون إلى الامتناع عن بعض أنواع الطعام كالأرز مثلًا والقمح والشعير والعدس، ويستبدلونها بالبطاطا.
وكانت أغرب عادة صيام لدى الهندوس هي صيام المرأة المتزوجة أملًا في إطالة عُمر زوجها.
3. المسيحية: قداسة الجوع
في المسيحية هناك قداسة للجوع، ويختلف الصيام من مذهب لمذهب في عدد الأيام؛ إذ هناك الصوم الصغير والذي يمتد أربعين يومًا، وهي الفترة التي تسبق عيد الميلاد، وهناك الصوم الكبير الذي يُشترط خلاله صيام الأربعين يومًا التي مر بها المسيح عندما خرج إلى البرية لأربعين يومًا في القفر دون أكل أو شرب، وذلك نيابةً عن البشر، ليساعدهم على التحرر من رغبات الجسد، وتغليب رغبات الروح. هذا جنبًا إلى جنب مع أسبوع الآلام، وأسبوع الاستعداد للصوم، ويمتنع فيه المسيحيون عن الجنس والكحول والإفراط في تناول الطعام، وذلك بالامتناع عن أكل اللحوم ومشتقات الألبان، وكل ما له علاقة بالحيوانات؛ إضافةً إلى الأسماك.
وعند الكاثوليك لا يوجد سوى الصيام الكبير أما عند “البروتستان” فيعتبرون الصيام حرية شخصية، وتعتبر الأرثوذكسية أكثر الطوائف تشدّدا في الصيام إذ يبلغ عدد أيام الصوم حوالي 210 يومًا في العام، وفي الأسبوع المقدس يزيد البعض على ذلك بتقليص الوجبة إلى خبز وملح وماء وبعض الأعشاب.
4. اليهودية.. الصيام في «يوم الغفران»
يختلف الصوم في الديانة اليهودية عن الديانات الإبراهيمية الأخرى؛ إذ يتم اعتباره أكثر تكثيفًا، في يومٍ واحد فقط، وهو اليوم الكبير أو «يوم الغفران». ورغم أن هناك خمسة أيام أخرى من الصيام متفرقة خلال السنة العبرية، فإن صيام اليوم الكبير أو يوم الغفران هو الأكثر أهمية بينها جميعًا، فهو اليوم الذي طلب فيه موسى من الرب الغفران على جبل سيناء، وهو الصوم الأخير والأساسي في اليهودية.
ويمتنع الصائم في هذا اليوم عن الطعام والشرب لمدة تصل إلى 25 ساعة، وهو يوم يهدف إلى التوبة من خلال تعذيب الجسد، وعلى الصائمين فيه الامتناع عن الممارسات الجنسية، والاستحمام، وانتعال الأحذية الجلدية. كما يحظر الطبخ أو تشغيل الكهرباء أو السفر في السيارة، وهو الصوم الأطول في اليهودية.
5. البوذية.. الصوم لتهذيب النفس
تُعتبر البوذية إحدى الديانات الهندية، وهي من أقدم الديانات السائدة في آسيا. والصيام في البوذية هو وسيلة لتهذيب النفس، ويعتمد بشكلٍ أساسي على الزهد، ويحظر عليهم أكل أي شيء قبل شروق الشمس أو بعد الغروب.
وفي البوذية التبتية، تتم ممارسة الصيام بهدف تجنب الوجود المستقبلي في العالم السفلي. ويبدأ الصائم يومه في الصباح بأخذ ثمانية نذور بهدف إبقائها في الفم 24 ساعة، دون تناول وجبة الإفطار، على أن يتم تناول الوجبة الوحيدة في اليوم الساعة الواحدة ظهرًا، وهو طقس متكرر بالنسبة للرهبان، كما أن هناك بعض ممارسات الصيام بهدف شفاء الجسد، تستمر لمدة ثلاثة أيام فقط.
6. اليانية.. الصوم حتى الموت
اليانية هي ديانة بدأت باعتبارها حركة تصحيح للهندوسية، وتشير إلى أن إنكار الذات هو الطريق للوصول للاستنارة، وتتبع العقيدة اليانية في الأساس نظامًا غذائيًا نباتيًا صارمًا، وفيها يتخذ الصيام أشكالًا عدة، أحدها عدم تناول الطعام حتى الوصول إلى حالة الشبع. أما الصيام الكامل فيشمل الامتناع عن الطعام والشرب، أو شرب الماء المغلي فقط، ويتم الصيام تحت المراقبة، وخلال الصوم يجب أن يخدم الصائم الرهبان والراهبات.
اماّ أغرب ما في أشكال صيام اليانية فهو الصيام التطوعي حتى الموت، كخيار مقدس لمغادرة العالم، ويتم خفض مستويات الطعام فيه تدريجيًا على مدى سنوات.