الشارع المغاربي – قسم المتابعات والتحاليل الإخبارية : نفى يعقوب لولوش رئيس جمعية حفظة التوراة وممثل كبير أحبار تونس، اليوم الأربعاء 31 جانفي 2018، وجود أيّة علاقة بين يهود تونس والصهيونية وإسرائيل.
وقال لولوش باعتباره ممثلا بصفته ليهود تونس، بمناسبة ندوة احتضنتها مدينة طبرقة اليوم تحت شعار “التعايش بين الأديان في تونس دعم للسياحة ومقاومة الإرهاب”، إنه لا يتم في العديد من الدول ربط اليهودي بإسرائيل أو بالصهيونية، ويُعتبر فقط مواطن تلك الدولة التي يعيش فيها.
كما أكّد، بالمناسبة نفسها، على أهمية التعايش بين التونسيين من جميع الديانات السماوية الثلاث، قائلا إنّ تونس مقدّسة ويجب احترامها من الجميع.
ولئن كان تصريح ممثل كبير أحبار تونس لا يخلو من وجاهة، باعتبار أنّ يهود تونس هم مواطنون تونسيّون قبل كلّ شيء، فإنّه كان عليه أن يُبدي صراحة أكبر بشأن موقف الطائفة اليهوديّة من الاحتلال الصهيوني لفلسطين والممارسات القمعيّة لقوّاتها ضدّ الشعب الفلسطيني شيبا وشبابا وأطفالا، وذلك بالنظر إلى حساسيّة هذه القضيّة القوميّة بالنسبة إلى الأغلبيّة الغالبة للتونسيين.
والمعلوم أنّه سبق لبعض مسؤولي الطائفة اليهودية في تونس المطالبة بفتح خط طيران مباشر يصل تلّ أبيب بتونس وتحديدا بجزيرة جربة، بما من شأنه أن يرفع بشكل غير مسبوق من عدد اليهود المشاركين في حجّ الغريبة بجزيرة جربة خلال شهر ماي من كلّ عام، وبما ينعكس إيجابيا على قطاع السياحة التونسيّة، وفق ما يُروّج في هذا السياق.
والواضح أنّ الطلب المذكور الذي خَفَت، خلال السنوات الأخيرة، إنّما يعني الرغبة الضمنيّة لليهود التونسيين في تطبيع العلاقات بين تونس وإسرائيل. وهو ما يكشف إلى حدّ مّا حالة المواربة التي تكتنف تصريحات عدد منهم الفاقدة للشجاعة المطلوبة في هذا المضمار، ولاسيما بالنظر إلى ما يتردّد عن مشاركة يهود قادمين من الأراضي المحتلّة في حج “الغريبة” بجزيرة جربة كلّ عام، وذلك عبر المرور بدول أوروبيّة.
ومع ذلك لا ينبغي التشكيك في وطنيّة أيّ تونسيّ كان بصرف النظر عن ديانته أو مواقفه الأيديولوجيّة، باعتبار أنّ تاريخ تونس الحديث حافل بشخصيات يهوديّة بارزة شاركت في الحركة الوطنيّة ولا تعترف بالكيان الصهيوني أصلا على غرار المناضل التونسي اليهوي الراحل جورج عدّه…
—