الشارع المغاربي – معز زيّود : احتفاءً باستكماله تقديم مطالب ترشيح قائماته في جميع دوائر الانتخابات البلديّة بالبلاد، استخدم حزب نداء تونس الشعار نفسه الذي اعتمده زعيم الحزب الباجي قايد السبسي في حملته خلال الانتخابات الرئاسيّة في شهر ديسمبر 2014.
وبمجرّد إغلاق باب قبول مطالب الترشيح لخوض الانتخابات البلدية، أمس الخميس 22 فيفري 2018، نشر حزب نداء تونس مجموعة من الصور تحمل شعار “فبحيث.. تحيا تونس” الذي كان قايد السبسي قد أطلقه وغطّى كلّ لافتات الحزب في كافّة أنحاء الجمهوريّة خلال الانتخابات السابقة.
وما يُلاحظ أنّ نداء تونس قد أضاف هذه المرّة عبارة واحدة، وهي “حركة نداء تونس من بنزرت.. لبنقردان” بهدف التدليل على أنّ الحزب منتشر في كافّة أنحاء البلاد. وهو ما قد يُعطي انطباعا أوّليا بكونه قد تعافى من جراح الانقسامات والتشظّي التي تردّى إليها منذ الفوز بالانتخابات السابقة، لاسيما أنّه يُشارك في جميع الدوائر الانتخابية البلديّة الـ350.
كما يبدو واضحًا أيضا أنّ الحزب يحاول اليوم التعويل مُجدّدا على الشعار نفسه الذي مثّل قوّته في انتخابات 2014 بل ويبدو أنّه يستعطف قاعدة الناخبين التي صوّتت لصالحه في الانتخابات السابقة، رغم اختلاف الظروف وخصوصا فقدان الكثير من إشعاعه نظرا إلى ثلاثة اعتبارات أساسيّة وهي، أولا: ظهور زيف ما يُسمّى بـ”التصويت المفيد” أو “التصويت التكتيكي” (tactical voting – Vote utile)، وثانيا: الفشل في تحويل الحدّ الأدنى من الوعود الانتخابيّة التي أطلقها خلال الانتخابات السابقة إلى أرض الواقع، وثالثا: التحالف مع حركة النهضة الذي صدم الكثيرين ممّن صوّتوا لنداء تونس ورئيسه.
ومع ذلك فإنّ إعادة اعتماد حزب نداء تونس لشعار 2014 لا يعني، بأيّ حال من الأحوال، أنّه سيُمكّنه من تحقيق الفوز المشتهى. فقد طرأت تغيّرات عدّة على الخارطة الانتخابيّة والمشهد السياسي في البلاد عموما. وفي المقابل فإنّ الأحزاب المسمّاة بـ”الصغرى” لم تنجح، خلال الفترة المنقضية، لاعتبارات عديدة في بناء قاعدة شعبيّة تسندها أوان الاستحقاقات الانتخابيّة. وهو ما برز من خلال عجزها في تغطية معظم الدوائر الانتخابيّة.
وفي كلّ الأحوال فإنّ ارتفاع أو تراجع نسبة عزوف التونسيين عن المشاركة في الانتخابات البلديّة من شأنها أن تُؤثّر في نتائج استحقاق يوم 6 ماي المقبل وحتّى في مدى المشروعيّة الانتخابيّة أصلا. فلننتظر ونرى!…
—