الشارع المغاربي – منير السويسي: أعلن «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى» (مركز بحوث ودراسات أمريكي) أن 300 امرأة تونسية التحقن بالتنظيمات الإرهابية في ليبيا، وأنّهن يمثّلن أعلى عدد من النساء اللاتي انضممن إلى المجموعات الإرهابية في هذا البلد الغارق في الفوضى منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي سنة 2011.
وقال المعهد في تقرير بعنوان «المقاتلون الأجانب في ليبيا: التداعيات على إفريقيا وأوروبا» (نشره يوم 21 فيفري 2018) «كما هو الحال مع الرجال (التونسيين)، جاءت أكبر وحدة (300 امرأة) من تونس، في حين أنحدر القسم الآخر من أستراليا والتشاد ومصر وإريتريا والمغرب والنيجر وبلدان أخرى».
وهذه أول مرة، يُورِدُ فيها تقرير أجنبي إحصائيات حول عدد التونسيات في التنظيمات الإرهابية.
وأضافالمعهد«على غرار سوريا، تم استخدام معظم هؤلاء النساء للزواج أو لتربية الأطفال للجيل المقبل من المجاهدين، ولكن، تمّ أيضاً تدريب بعضهن على القتال».
ولفت إلى أن «أحد التوجهات الفريدة في ليبيا، كان المشاركةَ الكبيرة للمقاتلات (النساء)، التي بدأت (منذ) عام 2014».
وكانت وزيرة المرأة (السابقة) سميرة مرعي قد أعلنت يوم 4 ديسمبر 2015 في كلمة أمام مجلس نواب الشعب عن وجود 700 تونسية مع تنظيمات إرهابية في سوريا وحدها.
وقالت الوزيرة يومئذ «الذي لاحظناه تنامي ظاهرة الإرهاب واستقطاب الأطفال والمرأة… ثمة 700 امرأة (تونسية) موجودات في سوريا» دون تحديد مصدر هذه الإحصائيات (تقارير أمنية أم إعلامية).
وكانت تلك المرّة الأولى التي يقدّم فيها مسؤول حكومي تونسي أرقاما حول عدد التونسيات اللواتي التحقن بتنظيمات إرهابية في الخارج.
وكان وزير الداخلية الأسبق لطفي بن جدو قد أعلن في 19 سبتمبر 2013، أن فتيات تونسيات سافرن الى سوريا تحت مسمى «جهاد النكاح» ورجعن إلى تونس حوامل من مقاتلين أجانب، من دون تحديد عددهن.
3500 إٍرهابي من 41 دولة
وحسب تقرير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فإن ما يصل إلى 3500 مقاتل أجنبي من 41 دولة دخلوا إلى ليبيا خلال السنوات السبع الأخيرة، مما حوّلها اليوم إلى «رابع أكبر حشد للمقاتلين في التاريخ ‹الجهادي› (الإرهابي: إضافة المحرّر)، بعد الحرب في سوريا، و›الجهاد› الأفغاني في الثمانينات، وحرب العراق عام 2003».
وذكر المعهد أن أول دفعة من الإرهابيين الأجانب دخلت إلى ليبيا في مارس 2011 بهدف «محاربة نظام القذافي»، وأن تدفّقهم نحو هذا البلد شهد ارتفاعا منذ ربيع عام 2014.
وتابع أن «جماعة (أنصار الشريعة في ليبيا) بدأت منذ ديسمبر 2011، في إنشاء شبكات للتدريب واللوجستيات والتسيير، وإقامة صِلات مع (أنصار الشريعة في تونس)، وتنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، والجهاديين في سوريا».
وقال «مع مرور الوقت، وسّعت جماعة (أنصار الشريعة في ليبيا) تعاونها مع (أنصار الشريعة في تونس)، وتطوّر الوضع في ليبيا إلى درجة أصبحت فيها البلاد ملجأً لـ (أنصار الشريعة في تونس) وتنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) في الوقت الذي واجهت فيه هذه التنظيمات صعوبة في ممارسة عملياتها في أماكن أخرى».
«تخطيط عن بعد» لعمليات إرهابية خارج ليبيا
وذكر المعهد أن الإرهابيين الذين تدفقوا على ليبيا أصبحوا «ضالعين بعمق» في عمليات إرهابية تمّ تنفيذها في «الخارج» في إشارة إلى دول مجاورة لليبيا وخصوصا تونس ومصر.
ونبّه إلى أن «المقاتلين الأجانب الذين ينتقلون من ليبيا وإليها، يمثلون مخاطر كبيرة على بلدان أخرى، ومن بينها إمكانية تنفيذ العائدين (منهم إلى بلدانهم الأصلية: إضافة المحرّر) عمليات» إرهابية يتمّ «التخطيط لها عن بعد» أي انطلاقا من ليبيا.
وحسب وزارة الداخلية التونسية فإن منفذي الهجمات الإرهابية الثلاثة على متحف باردو (يوم 18 مارس 2015)، وفندق «أمبريال مرحبا» في سوسة (يوم 26 جوان 2015) وحافلة أعوان الأمن الرئاسي (يوم 24 نوفمبر 2015)، تلقوا «تدريبات» في «معسكرات» جهاديين بليبيا.
وأودت الهجمات الثلاثة التي تبناها تنظيم داعش الارهابي، بحياة 59 سائحا اجنبيا و13 عون أمن.
كما أن الهجوم الذي شنه عشرات الدواعش يوم 7 مارس 2016 على مدينة بن قردان تم التخطيط له في ليبيا.
وفجْر ذلك اليوم، نفذ نحو 50 إرهابيا هجمات «متزامنة» على ثكنة الجيش وإقليميْ الحرس والأمن في بن قردان، وحاولوا «احتلال» هذه المنشآت الأمنية واقامة «إمارة داعشية» في المدينة، حسبما أعلن رئيس الحكومة (آنذاك) الحبيب الصيد.