الشارع المغاربي:قدّم المركز الدولي للتنمية المحلية والحكم الرشيد،اليوم الثلاثاء 17 أفريل 2018 ،نتائج دراسة بعنوان “استراتيجية التنمية الاقتصادية لاستكشاف مكامن جديدة لتشغيل الشباب العاطل عن العمل وتطوير الجاذبية الاقتصادية لمدينة باجة”.
وأكد المركز،في بيان صحفي صادر عنه اليوم، أنّه أعدّ هذه الدّراسة بتمويل من هولاندا والدانمارك، وبشراكة مع مختلف الأطراف المتدخلة في العملية التنموية بباجة مثل الولاية، والبلدية، وديوان تنمية الشمال الغربي، ومنظمة أرباب العمل، والقطب التكنولوجي، ومنظمات المجتمع المدني مُنوها إلى أن استراتيجية التنمية المقترحة لا تتوقّف عند الحدود الجغرافية “الإدارية” لباجة، وانها يمكن أن تشمل بقية ولايات الشمال الغربي (الكاف، سليانة، جندوبة) بالنظر إلى “التشابه” الكبير بينها، خصوصا من النواحي الجغرافية والطبيعية والاجتماعية.
وتشتمل الاستراتيجية التنموية، على أربعة محاور هي إحداث “قطب امتياز صحّي”، وقطب للصناعات الغذائية، ورفع القيمة المضافة للقطاع الفلاحي وتثمين موارد الغابات، وإرساء مشاريع “الاقتصاد الأخضر”، وفق الدراسة.
من ناحية أخرى لفتت الدراسة إلى أن نحو مليونيْ جزائري يتوافدون على تونس سنويا لأغراض أهمّها السياحة والعلاج، يعْبُرون إقليم الشمال الغربي باتجاه المناطق الساحلية دون أن تكون لعبورهم تأثيرات إيجابية تُذْكَرُ على اقتصاد الإقليم، متوقعة أن يجذب “قطب الامتياز الصحي” نحو 200 ألف جزائري سنويا حسب نص البيان.
ولاحظت الدراسة أن الجاذبية السياحية للشمال الغربي تستدعي تهيئة شبكة الطرقات (المهترئة) داخلَ وبينَ مدن الشمال الغربي، وصيانة المعالم التاريخية وربطها ببعضها عبر “مسالك سياحية”، والاعتناء بالنظافة، وتوفير مرافق إقامة وترفيه.
وطالبت الدراسة الاستئناس بالتجربة الفرنسية في مجال “توطين” الأطبّاء بالمناطق الداخلية، من خلال بناء عيادات طبية وتجهيزها ووضعها على ذمتهم مجانا طيلة 7 سنوات، مع إمكانية التمليك في حال قرروا الاستقرار نهائيا بتلك المناطق.
واقترحت الدراسة إقامة قطب للصناعات الغذائية في باجة، يقوم بتحويل الحبوب (صناعة العجين الغذائي،…)، والألبان (أجبان..)، والخضر والغلال (عصائر ومصبّرات..).مقترحا إحداث شركات صغرى تتولى “تثمين” منتجات الغابات التي تمسح حوالي 88 ألف هكتار، والغنية بموارد طبيعية مختلفة (خشب، نباتات عطرية وطبية، زقوقو).
وأكدت ضرورة النهوض بـ”الاقتصاد الأخضر” في باجة والشمال الغربي عموما، عبر مشاريع جمع ومعالجة وتثمين مختلف النفايات وتطهير المياه المستعملة، مذكرا بأن مخططات التنمية السابقة في الشمال الغربي لم تأخذ بعين الاعتبار الجوانب البيئية واستدامة الموارد الطبيعية للمنطقة حسب نص البيان.
للاشارة فان المركز الدولي للتنمية المحلية والحكم الرشيد” منظمة دولية وهو أحد أذرع “وكالة التعاون الدّولي” التابعة لجمعية البلديات في مملكة هولاندا.