الشارع المغاربي-حمزة الحسناوي : بعد أن حرم المستقلّون حزبي النهضة والنّداء من الانتصار في انتخابات المجالس البلدية وتقدّمهم في نتائج أغلب الدوائر الانتخابية، ارتفعت أصوات قياديي الحزبين في كل مداخلاتهم الإعلامية مستهدفين المستقلّين مشككين فيهم وفي استقلاليتهم وفي قدرتهم على إدارة الشأن المحلي.
وفي هذا السياق كان عبد الكريم الهاروني رئيس مجلس شورى حركة النهضة سبّاقا في استهداف المستقلين ، وذلك لدى حضوره ببرنامج خاص بالانتخابات البلدية بثته القناة الوطنية الاولى يوم 6 ماي، وقال وقتها انه لا وجود لمستقلين سياسيا . وللهروني الحق في ما ذهب اليه خاصة ان حزبه قدم وزيرين كمستقلين في حكومة الترويكا 2 ، هما نوفل الجمالي في التشغيل ونذير بن عمو في العدل ، قبل ان يُرشحهما للانتخابات التشريعية 2014 ويلتحقا بكتلته في البرلمان.
في نفس السياق شككت القيادية في حركة النهضة يمينة الزغلامي في مصداقية المستقلين مدّعية أن حركة النهضة تعرفهم فردا فردا وأنهم كلهم تابعون لحزب ما متهمة إياهم بتشكيل قائمات قبل الانتخابات البلدية بسبب عدم ترشيحهم من قبل أحزابهم.
كذلك إعتبر الناطق الرسمي باسم حركة النهضة عماد الخميري أنّ الحركة لا تعتبر القائمات المستقلة وحدة أو حزبا “وأنه لا يمكن” البناء على قائمات تختلف من حيث البرامج والتركيبة والمرجعيات الفكرية والسياسية ولا يمكن اعتبارها وحدة للقياس على نتائجها كفائزة” وانها تبقى في النهاية مستقلة .
من جهتهم لم يستسغ قياديو النداء الفوز الكاسح للقائمات المستقلّة، فبعد أن قال برهان بسيّس إنّ قرابة 50 قائمة مستقلة اتصلت بالحزب لتدارس التعامل فيما بينهما ، أكّد محسن حسن أن اغلب القائمات المستقلة تابعة لأحزاب معلنا رسميا عن انتماء 100 قائمة الى نداء تونس وانها متكونة من أعضاء من الحزب واستقلوا منه يوما قبل غلق باب الترشحات في الحزب.
وإعتبر وسام السعيدي القيادي بنداء تونس أن هناك قائمات سلفية فازت في الانتخابات البلدية وستدخل المجالس البلدية وهو نفس ما أشار إليه الناطق الرسمي للنداء منجي الحرباوي الذي إتهم مترشحا في قائمة مستقلّة في الكاف بالانتماء سابقا الى كتيبة عقبة بن نافع التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي.
النتائج غير المتوقعة التي حققها المستقلون في الانتخابات معطى مهم سياسيا ستجد كل الاحزاب في كل البلديات تقريبا نفسها ملزمة بالتعاطي معه، والأجدر بها أن تتلقف الرسالة الشعبية التي مفادها رفض فشلها في إدارة الشأن العام والعمل على تحسين أدائها ووضع أولويات التونسيين على راس جداول أعمالها.