وفي ما يلي، لمحة عن أغرب وأطرف الأعياد حول العالم بل وأخطرها والتي تحتفي فيها الشعوب، وتجهز لها الكثير استعدادات خاصة سواء تعلّق الامر بالطعام او باللباس او بالطقوس الخاصة:
عيد ضرب الجيران في بوليفيا
في شهر ماي من كل عام، ومنذ قرابة 600 عام، يحتفل البوليفيون بعيد “ماتشو تنكو” التقليدي، أو ما يُعرف بعيد “ضرب الجيران”، حيث يخرج الجميع من بيوتهم، ويبدأون بضرب جيرانهم بكل ما أوتوا من قوة وعزم، إذ يعتقد الشعب البوليفي أن تبادل اللكمات والضرب بين افراده، يجلب لهم الحظ، ويزيد من وفرة محاصيلهم الزراعية.
ويعود هذا العيد الخطير إلى أسطورة قديمة، مفادها أن الآلهة الـ”باتشاماما” كانت قد أمرت البوليفيين قبل 6 قرون بأن يحضروا لها الدماء، وذلك حتى يضمنون وفرة جيدة لمحاصيلهم الزراعية، وبدل أن يذبحوا القرابين مثلاً من الماشية، اختاروا أن يريقوا الدماء البشرية، عبر إقامة معارك شرسة بين الجيران.
في واحدة من أكثر المناطق عزلة بإسبانيا، وبماضٍ كان مشهوراً بممارسة السحر والشعوذة وعبادة الأوثان، يحتفل سكان مدينة غاليسيا، وتحديداً قرية “لاس نيفس” في 29 جويلية من كل عام، بواحد من أكثر الأعياد المريبة والغريبة في العالم، هو عيد “الإقتراب من الموت”، حيث يتجمع مئات من الأشخاص من سكان هذه القرية، خاصة اولئك الذين فقدوا أحد أقاربهم، أو مروا بتجربة خطيرة كادت تفقدهم حياتهم، ويبدأون بمشاركة قصصهم مع الآخرين، ولكن الأمر الأكثر رعباً، هو قيامهم بارتداء أكفان بيضاء، والنوم في توابيت مفتوحة ومرفوعة على الأكتاف يحملها ما تبقى من السكان، يجوبون بها شوارع القرية، دلالةً على ما حدث برحلتهم التي لم تكتمل نحو الموت، وعلى أنه لا بدّ لهم أن يكملوا المسيرة نحوه حتى تكتمل هذه الرحلة.
مهرجان “هولي فاغوا” أو “هولي”، أو مثلما يعرف باسم عيد الألوان، ويقام بين شهري فيفري وشهر مارس من كل عام، يأتي احتفالاً بموسم الحصاد وخصوبة الأرض، وكنوع من الوداع لفصل الشتاء البارد، والأمر الأساسي فيه، أنه احتفال ملون وصاخب بقدوم فصل الربيع، حيث تقوم النساء برشق بعضهن بمواد ملونة يطلق عليها اسم “الجولال”. أما عن مرجعية هذا الاحتفال الدينية فيعتقد الهندوس أنه جاء بعد إحراق الآلهة “هوليكا”، شقيقة ملك الشياطين، ومن هنا جاء اسم “هولي”.
عيد المشي على الجمر في اليونان
تعود قصة هذا العيد الذي يحتفل به سكان اليونان إلى أسطورة قديمة، وهي تعرّض كنيسة “سان قسطنطين” لحريق هائل التهم أغلب أجزائها. وخلال الحريق ادعى البعض سماع استغاثة بعض رموز الكنيسة والأم «سانت هيلين»، فقاموا بالدخول لإنقاذها، وبعد نجاحهم ذكروا أنهم اخترقوا النيران ولم يشعروا بحرارتها، ومن هنا بدأ أهل اليونان وبلغاريا الاحتفال بهذا العيد، الذي يمارسون طقوسه التقليدية بالمشي على الجمر، حيث تقول الأسطورة إن من لمسته نفحات الأم «هيلين» لن يشعر بحرارة الجمر. وقصة محاولة المشي على الجمر هي لهو تقليدي يمارس في مناطق قليلة جداً.
عيد القش في بريطانيا
عيد تختص به بريطانيا، وتحتفل به سنوياً في السابع من جانفي، بعد أن كانت قديماً قد توقفت عن الاحتفال به، ولكنها عادت لذلك مجدداً عام 1980، ليصبح منذ ذلك الحين مناسبة رسمية. وفي هذا اليوم وهو يوم بداية السنة الزراعية ببريطانيا، يقوم رجل بارتداء زي من القش يغطي جسمه بالكامل، ويجوب المدن والطرقات وهو يتراقص، مقابل الحصول على الطعام من المنازل.
عيد الصمت والتأمل
يصادف هذا العيد رأس السنة القمرية ويلتزم خلاله سكان «بالي» بإندونيسيا الصمت ويتركون كل ما من شأنه ان يتسبب في ضجة حيث يجلس الجميع في منازلهم بهدوء، ويتأملون ويتدبرون حياتهم ويحددون أهدافهم بعيداً عن صخب الحياة العصرية. وتطالب السلطات خلال هذا العيد السياح بالتزام فنادقهم وعدم الخروج لعدم إثارة أي صخب أو ضجة، وتتبع هذا التقليد عدة مراسم أخرى، مثل طرد الأرواح الشريرة وحرق التماثيل الموجودة في المعابد.