الشارع المغاربي -ترجمة الحبيب القيزاني: خصصت صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية بعددها الصادر اليوم الثلاثاء 19 جوان 2018، تحليلا نقديا ساخرا لمقابلة تونس-انقلترا التي دارت مساء يوم أمس الاثنين في إطار الدول الاول من نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا.

واعتبرت الصحيفة انّ مردود لاعبي الفريقين لم يكن في المستوى المنتظر ملخّصة أدائهم الباهت في عنوان يقول : “Tunisie – Angleterre: Bla, bla, bla” وهو ما يمكن ترجمته بـ” تمخّض الجبل فأنجب فأرا”.

وكتبت الصحيفة “تمكنت انقلترا بأداء غير مقنع بالمرة من فرض نفسها بهدفين لواحد أمام منتخب تونسي اتضح إثر مباراة شهدت من بدايتها إلى نهايتها ردهات غريبة وأحيانا مضحكة أنه فريق بلا طموحات.

فخلال الشوط وبفضل لامبالاة وتراخي مهاجمي انقلترا تجنب “نسور قرطاج” الذين بدوا حائرين ومضطربين كارثة من الحجم الثقيل أمام ملايين المشاهدين القابعين أمام فضائيات التلفزيون إذ أن نتيجة 3-0 ربما تكون أعدل للانقليز، والأدهى أن لاعبي المنتخب الانقليزي عادوا إلى حجرات الملابس وفي عيونهم نظرات ماكرة توحي بأن ضياع فرص التسجيل التي أتيحت لهم خلال الشوط الأوّل لم يكن سوى مزحة لا تصدّق، فبعدما افتتح اللاعب هاري كاين التهديف في الدقيقة 11 بدفع الكرة في شباك خالية إثر ركنية محكمة التنفيذ، عادل الفرجاني ساسي النتيجة في الدقيقة 36 بضربة جزاء لم يكن يحلم بها ولولاها ربما كان التونسيون عاجزين – لو تطلّب الأمر ذلك- عن مساعدة الشرطة المحلية على معرفة ملامح حارس المنتخب الانقليزي” في إشارة إلى غياب هجومات المنتخب الوطني غيابا تاما.

أما عن الشوط الثاني فقد كتبت “ليبيراسيون”: “توقفت ماكينة الانقليز الهجومية عن الدوران واستسلموا لتنويم منافسين تقوقعوا في منطقتهم لنشاهد فريقا مرشّحا للفوز يدُور في حلقة مفرغة بهجومات تفتقد للدقة مقابل مبارز استسلم للأمر الواقع واكتفى لاعبوه بتبادل التمريرات في منطقتهم للتغطية على عجزهم عن القيام بأي هجوم، والغريب ان الإطار الفني للمنتخب التونسي لم يخجل من تغليف هذا العجز بالتسويق خلال ندوة صحفية إلى أن لاعبيه حققوا إنجازا باهرا أمام لاعبين ينتمون لأفضل بطولة كرة قدم في العالم… خزعبلات وسفاسف كشف زيفها اللاعب هاري كاين (الذي سجّل الهدف الأوّل) عندما سجل نتيجة هفوة في تموقع مدافعي “النسور” هدفا سهلا إثر ركنية تسببت فيها مراوغة سيّئة، هدف فاخر مدرّب المنتخب الانقليزي بأنه جاء نتيجة إنهاك المنافس، لكن الحقيقة التي تنسحب على المنتخبين هي أن “الجبل تمخض فولد فأرا” ولو واجه الانقليز منافسا اكثر جرأة وجسارة من التونسيين لمرّغ أنوفهم في التراب.

أمّا الاطار الفني التونسي فلا نخاله إلا وقد حزم حقائبه ليراهن على تدارك الوضع خلال المقابلتين القادمتين أمام كل من بلجيكا وباناما. لكن ما جمع بين الطرفين هو إجماعهما على انّ اللاعب فخر الدين بن يوسف كان رجل المقابلة في المنتخب التونسي.

وفي انتظار الوجه الذي سيظهر به منتخب السينغال اليوم الثلاثاء 19 جوان 2018 أمام نظيره البولوني أخفقت كل المنتخبات الإفريقية (المغرب ونيجيريا وتونس ومصر) إلى حدّ الآن خلال ظهورها الأوّل في هذا المونديال ولم تتجاوز حصيلتها مجتمعة الصفر بل وتركت إنطباعا بأنها بعيدة كل البعد عن المتطلبات الفنية للحدث الكروي الابرز في العالم وإن كان “نسور قرطاج” قد برروا ترتيبهم كأفضل منتخب في القارة الافريقية بتمكنهم من تسجيل هدف حتى وإن كان يتيما .وقديما قالوا “سعيد من كان قنوعا”.

يذكر ان المنتخب السينغالي انتصر منذ قليل على بولونيا بنتيجة  2-1.