الشارع المغاربي- قسم الأخبار: كشفت نتائج المسح الوطني حول الخارطة الوطنية للأخطار المهنية، التي تم تقديمها اليوم الثلاثاء 17 جويلية 2018، أن 19.6% من العمال التونسيين يتعرضون خلال عملهم لمادة مسرطنة واحدة على الاقل.

وأثبت الاستبيان أيضا أن 35.4% من العمّال المستجوبين يتعرضون لمخاطر مواد كيميائية، منهم حوالي 27% يتعرضون لمخاطر متعددة ناتجة عن ثلاث مواد مضرة أو أكثر.
وتتمثل هذه المواد في احماض قوية من بنزين وبخار اللحام وزيوت ودهون معدنية وغاز الديازال.. وغيرها من المواد المسرطنة، حسب ما جاء في تقرير عن المسح المذكور نشرته وكالة تونس افريقيا للأنباء.

وبين التقرير أن مشغلي الآلات واعوان التركيب يمثلون 30% من اجمالي العمال المعرضين لمواد مسرطنة، في حين يمثل العاملون في قطاع الصناعة والحرفيون نسبة 36 %.

أما القطاعات التي يكون فيها العمّال معرّضون أكثر  للمخاطر المهنية، فهي قطاع الصحة والعمل الاجتماعي (54 % من العمال)، وقطاع الصناعات الاستخراجية (50.6 % من العمال) والصناعات التحويلية (39.8% من العمال)، وفق ذات المسح الذي اكد ان نسبة 8.4 % من الموظفين تتعرض لعامل بيولوجي واحد على الأقل (البكتيريا، والفيروسات، والطفيليات، والفطريات).

وفي ما يتعلق بالمشاكل الجسدية، أبرز المسح أن 29 % من العاملين يتعرضون لمشاكل انبعاث الأصوات القوية خاصة بقطاع الصناعات الاستخراجية بنسبة 54.9 %، يليه قطاع البناء بنسبة 54.6 %، وقطاع الصناعات التحويلية بنسبة 33.9 %.

كما يتعرض 22 % من العمال لمشاكل التفاعلات الحرارية، منهم 53.6% يعملون في الفضاء الخارجي ويتعرضون بشكل مباشر للأحوال الجوية السيئة.
كما كشف المسح أن 49% يتعرضون لمشاكل بصرية، يعمل حوالي 45 % منهم أمام الشاشة بمعدل 5.8 ساعات في اليوم، مبينا ان من بين القطاعات التي تسبب مشاكل بصرية، قطاع المعلومات والاتصالات بنسبة 100%، وقطاع الأنشطة المالية والتأمين بنسبة 97.3%، وقطاع الأنشطة الإدارية والدعم بنسبة 94 %.

وبخصوص آلام المفاصل والظهر اثبت المسح ان 90.4% من العمال يتعرضون على الاقل لألم واحد من هذه الأنواع، منهم 38% يتعرضون لمشاكل الوقوف المتواصل في العمل و37.7% يكررون نفس الحركة أو سلسة حركات بوتيرة مرتفعة، و28.6% اضطروا للعمل في وضعية غير مريحة.

وأظهر المسح أن 50 % من الموظفين الذين شملهم الاستبيان يعملون بمعدل 48 ساعة أو أكثر في الأسبوع، وخاصة في قطاعات إنتاج وتوزيع الكهرباء، والفندقة والمطاعم والصناعات التحويلية، وأنّ 42 % من العمال مدعوون للعمل ايام الاحد والعطل الرسمية، وأنّ 21% يعملون بالليل، بمعدل 6 ليال في الشهر.

يشار ان المسح الوطني حول الخارطة الوطنية للأخطار المهنية يُعدّ الاول من نوعه على المستوى الافريقي والعربي، ويندرج في اطار برنامج توأمة بين تونس والاتحاد الأوروبي، ويهدف لدعم وتطوير العمل اللائق، وتعزيز قدرات الفحص الطبي والسلامة المهنية.

وقد أجريت الدراسة التي شملت 5885 مستجوبا، يتوزعون حسب الجنس بين 49.6% من الرجال و50.4% من النساء، بمعدل أعمار في حدود 38 سنة، وغطّى فترة تمتدّ من سنة 2016 الى عام 2017 في اطار التعاون بين ادارة تفقدية طب الشغل والسلامة المهنية والمعهد الوطني للاحصاء.