الشارع المغاربي : أكّد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي اليوم الثلاثاء 31 جويلية 2018، أن سياسة تونس الخارجية منذ الاستقلال كانت سياسة لامعة وأنّ الفضل في ذلك يعود إلى الزعيم الحبيب بورقيبة والأوائل الذين تقلّدوا منصب وزير الشؤون الخارجية على غرار المنجي سليم والصادق المقدّم وغيرهما.
وأضاف رئيس الجمهورية في كلمة القاها لدى اشرافه على اختتام الدورة 36 لندوة رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية أنّ السياسة الخارجية التونسية طالما رفعت راية تونس بين الأمم مذكّرا بأنه كان شاهد “صدق” على كل المراحل التي مرّت بها السياسة الخارجية للبلاد.
وتابع ” لا تقدّم لتونس في ظل الصعوبات التي تمرّ بها وفي هذا العالم المتغير دون سياسة خارجية فاعلة”، لافتا إلى أنه عمل منذ تحمّله مسؤولية رئاسة الجمهورية على “إرجاع السمعة الطيبة لتونس وعلاقاتها الخارجية” وإلى أن البداية كانت باسترجاع العلاقات مع كل الدول العربية.
وقال الرئيس إنّ تونس عربية اسلامية افريقية متوسطّية وأنّ علاقاتها الخارجية يجب ان تراعي هذه الأبعاد حتى تتمكن من العودة إلى مكانتها التي تستحقها في هذا العالم المتغيّر.
وذكّر بأن الدول العربية أجمعت وإن اختلفت سياساتها على ان تحتضن تونس القمة العربية العادية الثلاثون مبرزا أن ذلك أمر ليس بالهيّن وأنه يتطّلب نجاح تونس في رهان الاحتضان وانجاح القمّة وأنه تمّ اتخاذ التدابير اللازمة لضمانه.
وأشار إلى أن القمة تأتي في ظل ظروف إقتصادية صعبة تمرّ بها البلاد وإلى ان تكاليفها ستكون مرتفعة في وقت تكثر فيه ميادين تدخّل الدّولة ويصعب فيه التوفيق بين الاولويات معتبرا أنّ الموضوع يتعلّق بسمعة تونس وأنه لكسب الرهان تهون كل التضحيات سواء المالية أو البشرية منها .
وشدّد على أنه آن الآوان للتعامل مع كل القوى المؤثرة في العالم والابتعاد عن التصورات التي قال إنها “شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع” متابعا “يلزم نعيشوا في العصر اللي احنا فيه”.
وأوضح رئيس الجمهورية أنّ الدبلوماسية تلعب دورا محوريا في التعريف بتونس كوجهة استثمارية وسياحية جاذبة وكشريك يستحق الدعم لكسب الرهانات التنموية ومعاضدة المجهود الوطني في مكافحة الإرهاب.
ودعا إلى مضاعفة الجهد لتعزيز دور الدبلوماسية الاقتصادية والثقافية بما يُسهّل انخراط الاقتصاد الوطني في مختلف الفضاءات والتكتلات الاقتصادية والدولية ويمكّن من توظيف الرصيد الثقافي والحضاري لبلادنا لخدمة الاقتصاد الوطني و التعريف بإسهامات تونس في التراث البشري والحضارة الإنسانية.