الشارع المغاربي : في عيد يحتفي فيه كل التونسيين بالمرأة على إختلاف مشاربهم الفكرية وانتماءاتهم السياسية، لا يمكن أن تمرّ ذكرى 13 أوت السنوية، ذكرى الاعلان عن مجلة الأحوال الشخصيّة، دون الحديث عن إمرأة نذرت حياتها من أجل تونس ومن أجل الدفاع عن قضايا المرأة وتحرّرها الرّاحلة ميّ الجريبي التي لن تحيي الذكرى هذه السّنة كما عوّدتنا.
ميّ الجريبي ذاكرة زاخرة بالأحداث لا يمكن حصرها في كلمات تتغنّى بمناسبة أو بحدث بعينه، لكن بعض الأحداث تأبى إلا أن ترسخ في الأذهان من ذلك صورة ذكّرت بها الصفحة الرسمية للراحلة مي الجريبي وهي تهمّ بدخول قصر الرئاسة بقرطاج إستعدادا لجلسات الحوار الوطني، بعد وصولها في سيارة متواضعة ركنتها في مربض قصر قرطاج مرفوقة بالثلاثي المنجي اللوز وسعيد العايدي وعصام الشابي.
اللافت أنّ القائمين على الصفحة الرسمية للراحلة لم يركّزوا على ذكر الدور الذي لعبته الجريبي في مسار الحوار الوطني وتأثيرها فيه بل على سيارتها الـ”Peugeot 106″ الشهيرة خضراء اللون التي رافقتها لسنوات في إشارة إلى بساطة الزعيمة السياسية وعدم اكتراثها بالمظاهر رغم تواجدها في قيادة حزبها لاكثر من عقد من الزمن ، الى جانب نظافة يديها .
واليوم نرى سرعة استثراء السياسيين ، والبعض يقول ان مأوى سيارات مجلس نواب الشعب صورة تعكس سقوط القيم أمام استفحال الفساد .