الشارع المغاربي : بعد اجتياح الكوليرا عدد من بلدان العالم على غرار اليمن والهند وحتّى الجزائر التي أعلنت منذ يومين عن تسجيل حالة وفاة وأكثر من 40 إصابة، دخلت منظمة الصحة العالمية على الخطّ مقدّمة معطيات حول هذا الوباء وأعراضه وخطورة الإصابة به وطرق الوقاية منه.
وذكرت المنظمة عبر موقعها الرسمي أنّ الإصابة بهذا الوباء تنجرّ عن عدوى معوية حادّة تنجم عن ابتلاع بكتيريا تُنقل عبر المياه أو الأطعمة الملوّثة بالبراز وترتبط بقلّة توفّر مياه سليمة صالحة للشّرب.
وحذّرت من تفاقم أثر هذا الوباء في المناطق التي تعاني من تعطّل أو خراب البنى التحتية والتي تشهد حالات طارئة صعبة، لافتة إلى أنّ من بين العوامل الأخرى نزوح أعداد هامّة من “المتشرّدين” أو اللاجئين بما يؤدي إلى صعوبة توفير مياه صالحة للشّرب.
ودعت إلى وجوب توفّر بيانات دقيقة لرصد ومراقبة تداعيات عدوى الكوليرا واتّخاذ تدابير ملائمة لمجابهة الوباء وإلى التنسيق مع شتّى القطاعات المعنية، حاثّة كافّة الدول على التعاون لتقليص تداعيات المرض على السكان.
وعن أعراض الكوليرا، كشفت المنظمة أنّها تتمثّل في حدوث إسهال مائي حادّ ومفاجئ قد يؤدّي إلى الوفاة نتيجة تعرّض الجسم لجفاف شديد، موضّحة أنّ قصر فترة حضانة البكتيريا، التي قالت إنّها تتراوح بين ساعتين و5 أيام، يساعد على انتشار العدوى وارتفاع عدد المصابين بسرعة.
وأشارت إلى أنّ أعراض المرض قد لا تظهر لدى 75% من المصابين في ما بين 7 و14 يوما مع احتمال تسبّبه في انتقال العدوى الى عدد آخر من الأشخاص.
وأكّدت أنّ الكوليرا تتّسم بكونها مرض شديد التأثير على صحّة الأطفال والبالغين على حدّ سواء وأنه قد يؤدي إلى وفاة بالغين غير مُصابين في غضون ساعات قليلة.
واعتبرت أنّ الأفراد ضعيفي المناعة مثل الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو المصابين بالسيدا هم أشدّ عرضة لخطر الوفاة في حالة إصابتهم بالعدوى.
وللوقاية من هذا الوباء القاتل، نصحت المنظمة باتباع ممارسات صحية سليمة كغسل اليدين بالصابون بانتظام بعد الدخول إلى دورات المياه وقبل مسك الأطعمة أو تناولها أو تحضيرها أو حفظها داعية الدول الى تشريك وسائل الإعلام في نشر رسائل التثقيف الصحي والمنظمات الاجتماعية والدينية إلى تنظيم حملات التعبئة والتوعية لمجابهته والحد من انتشار عدواه.
واعتبرت أنّ تعزيز الرصد والإنذار المبكر يساعدان على الكشف عن الحالات الأولى واتخاذ تدابير ناجعة لمكافحة الكوليرا، مشدّدة على أن التركيز بشكل روتيني على التداوي بالمضادات الحيوية أو استخدام مواد كيميائية لن يؤثرا في كبح انتشار الوباء.
جدير بالإشارة أنّ تسجيل عدد من الإصابات بالكوليرا في الجزائر أثار مخاوف في صفوف التونسيين من احتمال انتقال العدوى إلى بلادهم خاصّة عبر المناطق المتاخمة للجزائر على غرار الكاف.
وفي هذا السياق، أكّد المدير الجهوي للصحة بالكاف، طارق الراجحي، اليوم السبت 25 أوت 2018، أنه لم يتم تسجيل أية إصابة بوباء الكوليرا في الولاية وأن الوضع الصحي بها يعدّ مستقرا تماما وذلك بعد ظهور إصابات بالجزائر.
وأضاف الراجحي، في تصريح نقلته عنه اليوم وكالة تونس إفريقيا للأنباء، أنّه تمّ اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المواطنين من هذا المرض الوبائي مخافة انتقاله الى تونس، مشدّدا على أنه يتمّ باستمرار رفع عيّنات من مياه الشرب في الوسطين الحضري والريفي وإجراء التحاليل المستوجة في إطار التقصّي المبكّر لكل الحالات الوبائية ومعالجتها في الإبان.
وأشار إلى أن مصالح الإدارة الجهوية للصحة جنّدت عدة فرق لمتابعة الوضع الصحي بالجهة ومراقبة نقاط المياه بصفة منتظمة وكل المحلات العمومية التي يمكن أن تكون عرضة لمثل هذا الوباء.