ونقلت الصحيفة اجواء احد مستشفيات الجزائر الذي قالت إنه سجل حالة من الفوضى عقب عدم السماح بزيارة المرضى وإدخال وجبات غذائية منزلية، في حين قررت إدارة المستشفى مواصلة منع زيارة المرضى تفاديا لانتشار العدوى ولتطويق بؤرة الوباء وإخضاع المصابين لنظام غذائي خاص مع السماح لهم بالخروج إلى حديقة المستشفى.
ولفتت الى ان قسم الأمراض المعدية بالمؤسسة العمومية الاستشفائية ببوفاريك شهد تدفقا للمواطنين من مختلف أرجاء الولاية وولايات مجاورة بمجرد شعورهم بآلام في المعدة، وان ذلك زاد من الضغط على الطاقم الطبي بالمصلحة.
واكدت الصحيفة ان العديد من محلات الأكل السريع والمخابز اغلقت أبوابها بالبليدة بسبب فوبيا الكوليرا بعد الاشتباه في ان تكون المياه مصدر الوباء ورغم تطمينات المصالح الرسمية التي رفعتها البلديات بان مياه الحنفيات سليمة، فأن أصحاب المحلات التي تدخل المياه في إعداد منتوجاتهم قرروا التوقف عن الخدمة، كما خفت حركة عدد من الأسواق والمساحات التجارية الكبرى بشكل غير مسبوق خوفا من العدوى.
وقررت مديرية الصحة بالبليدة فتح مستشفى العفرون غرب الولاية، لاستقبال الحالات المشكوك في إصابتها بداء الكوليرا من أجل تخفيف الضغط عن مصلحة الأمراض المعدية ببوفاريك، على غرار الحالات القادمة من بلدية أحمر العين الحدودية مع بلدية العفرون، أين سجلت أكبر بؤرة للداء بولاية تيبازة، أين سجلت إصابة 16 فردا من عائلة واحدة ثاني أيام عيد الأضحى.
من جهة اخرى نفدت المياه المعدنية من المحلات التجارية سريعا في ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، بسبب استبدال المواطنين مياه الحنفيات بالمياه المعدنية خشية إصابتهم بالمرض، وهو ما تسبب في أزمة وندرة حادة على مستوى السوق.
وأصاب الإعلان عن عودة أحد أشهر أمراض الفقر وهو “الكوليرا” المواطنين بحالة ذعر وخوف شديدين، فالمرض القاتل المرتبط في أذهانهم بالقرون السابقة لم يعد له وجود سوى في بعض الدول الفقيرة التي تعاني من الحروب، إلا أنه عاود الظهور مجددا في 2018. مما دفع بجموع المواطنين الحائرين للبحث عن سبل الوقاية منه وأولها تجنب شرب مياه الحنفيات.
وبين روبرتاج للصحيفة الجزائرية “الشروق”، ، مساء أول امس الخميس وصبيحة أمس الجمعة، بعض المواطنين يسيرون في الطرقات يحملون المياه المعدنية، بعدما تحوّلت هذه الأخيرة لسلعة نادرة، والكثيرون يستوقفونهم للاستفسار عن المحل الذي اقتنوها منه. فيما اكد أحد المحلات نفاد الكمية من محله من قوارير لتر ونصف ولترين والقارورات الصغيرة، وانه الآن في انتظار البضاعة الجديدة، مؤكدا أنه منذ افتتاح المحل والزبائن يتوافدون الواحد تلو الآخر للبحث عن الماء.
واتهمت الصحيفة العديد من التجار بانتهاز الفرصة للترفيع في الأسعار، فبعدما كان سعر 6 قوارير “فار دو” بـ160 و170 دج حسب العلامة التجارية، رفع السماسرة الأسعار لـ200 دج، منتهزين الندرة الحادة وكثرة الطلب لجني الأرباح. كما أصبح الحصول على دلو مياه معدنية سعته 5 لترات، يستدعي معرفة جيدة بصاحب المحل “واسطة” للحصول عليه نظرا لأنه أقل ثمنا مقارنة بمياه القوارير.
وفي الوقت الذي هرولت فيه جموع المواطنين صوب المحلات التجارية لشراء المياه المعدنية، وجدت فئة أخرى ممن أنهكتهم مصاريف العيد والزيادات في أسعار الخضر والفواكه التي سبقته، أنفسهم مرغمين على العودة للطرق التقليدية لتعقيم الماء وذلك بتغليته وتركه ليبرد وتعقيمه بقطرة ماء جافيل.
واكدت الصحيفة أن المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه أطلقت حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، دعت من خلالها أصحاب المؤسسات المنتجة للمياه المعدنية لتخفيض الأسعار، حتى يتمكن السواد الأعظم من المواطنين من شرائها والوقاية من الإصابة بالمرض، وهي الفرصة مثلما وصفتها المنظمة لهذه الشركات لإثبات حسها المدني. وهي ذات الدعوة التي وجهها الكثير من المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مناشدين أصحاب هذه المؤسسات تزويد المحلات التجارية بكميات إضافية ومراقبة الأسعار لقطع الطريق على الانتهازيين.