الشارع المغاربي : ردا على الاتهامات الموجهة للجبهة الشعبية بأنها السبب الاساسي للأزمة السياسية التي تعيشها تونس وبأنه لولا رفض الجبهة التحالف مع نداء تونس لما تحالف مع النهضة قال الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي اليوم الثلاثاء 28 أوت 2018: “هذه كذبة من الأكاذيب التي تمّ ترويجها خاصّة من بعض الجهات في صلب نداء تونس”.

وذكّر الهمامي بتصريحين نعتهما بالخطيرين أولهما لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي قال فيه “إنّ وفدا من صندوق النقد الدولي التقى قيادات من الحركة وتساءل كيف تتمّ مساعدتهم في صورة عدم العمل اليد في اليد مع النداء؟” والثاني تصريح لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي قال الهمامي إنه كان أقلّ وضوحا وتساءل فيه الباجي كيف سيتمّ دعمهم من الخارج في صورة عدم تحالف النداء والنهضة “.

وأضاف الهمامي لدى استضافته اليوم في برنامج “بوليتيكا” على اذاعة “جوهرة أف أم” أنّ الجبهة أجابت على هذه الكذبة في أكثر من مناسبة وأنّها وجّهت تحديا لسماع شهادة رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد في الموضوع.

وقال: ” عند تشكيل الحكومة بعد انتخابات 2014 قابلنا الحبيب الصيد المكلف بتشكيلها في مناسبتين ضمن وفد لم يضمّ حمة الهمامي فقط وإنما أيضا احمد الصدّيق وزياد الأخضر ومباركة البراهمي والجيلاني الهمامي ونزار العمامي وعدة قيادات أخرى من الجبهة وانطلق النقاش مع الحبيب الصيد بأن طلب رؤيتنا لأفق الحكومة بعد الانتخابات وكان جواب الجبهة حسب ورقة أحضرناها معنا إعطاء أولوية مطلقة لبرنامج نظرا لإيماننا بأن حكومة بلا برنامج حكاية فارغة وقدمنا مقترحات تتعلق باصلاح بعض الأوضاع الملحة والمستعجلة لوضع تونس على سكة تجاوز أزمتها.. وكان جواب الصيد: بارك الله فيكم على هذه الاقتراحات لكنّ سي الباجي يريد أن يتحالف مع حركة النهضة”.

وأشار الهمامي إلى أنّ الجبهة فهمت أن معنى ذلك أنها ليست معنية بالمشاركة في الحكومة وأنّه تمّ إستدعاؤها لاخذ رأيها فقط.

وتابع “الصيد أفهمنا أن الباجي يريد التحالف مع النهضة لأنه في حاجة لـ 183 نائبا في البرلمان” نافيا كل النفي أن يكون الصيد قد طلب مشاركة الجبهة في الحكومة مشيرا ضمنيا إلى أنّ الجبهة لم تكن لتعارض التحالف مع النداء إذا أخذ بعين الاعتبار برنامجها. وقال إن الصيد طلب منهم إن كان لهم شخص قريب منهم أو مستقل يقترحونه لمنصب في الحكومة وأنه ذكّرهم مجددا بأن الباجي يريد التحالف مع النهضة.

وأضاف قائلا ” بعد مدة اجتمعنا مجددا واستوضح زياد الاخضر الحبيب الصيد في بداية الاجتماع حول كلامه في الإجتماع الاول بأن الجبهة غير معنية بالمشاركة في الحكومة لأن الباجي يريد التحالف مع النّهضة فأجابه الصيد بالإيجاب.

وخلص الهمامي إلى أن التحالف بين النداء والنهضة كان مقرّرا منذ البداية وان ذلك ما سمّي بالتوافق الذي قال إنه أوصل تونس إلى الكارثة التي تعيشها اليوم على المستويات السياسي والاقتصادي والاجتماعي والقيمي وحتى على مستوى السياسة الخارجية التي وصفها بـ”المرتبكة والغالطة”.

وواصل قائلا “بعد أسبوع من اللقاء الثاني مع الصيد قابلنا كلّ قيادات نداء تونس ما عدا رئيس الدولة الباجي قائد السبسي ومحسن مرزوق واتضح لنا أنّ الأغلبية الساحقة من قياديي النداء كانت مع التحالف مع النهضة… ثم خرجت كذبة بعدما تعرّض النداء لانتقادات بالتنكّر لوعده بعدم التحالف مع النهضة وكانت الكذبة أن التحالف مع النهضة تمّ لأنّ الجبهة رفضت التحالف مع النداء ووضعونا أمام الأمر الواقع… الصيد قال لنا بعظمة لسانه إنّ لهم 125 نائبا من غير النهضة والجبهة وأنّ الأغلبية 109 أصوات فقط فأجبناه بأنّ لهم الأغلبية للحكم وحذرناه يومها من أن الأمور ستتعطّل باعتبار أن ما يريده هو لا تريده النهضة وان ما تريده النهضة لا يريده هو”.