الشارع المغاربي : أكّد أستاذ القانون الدستوري والعميد السابق لكلية الحقوق بتونس الصادق بلعيد أنّ تأجيل انتخابات 2019 غير مُمكن دستوريا موضّحا بالقول “النصوص الدستورية مكتوبة وواضحة وصريحة ولا يمكن تغييرها، ومن جملة الفصول هناك الفصل 80 الذي يقول نصه “على رئيس الجمهورية في حالة حدوث خطر داهم مهدد لكيان الوطن او امن البلاد او استقلالها يتعذر معه السير العادي لدواليب الدولة أن يتّخذ التدابير التي تُحتّمها تلك الحالة الاستثنائية وذلك بعد استشارة رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب واعلام رئيس المحكمة الدستورية ويعلن عن التدابير في بيان الى الشعب ويجب ان تهدف هذه التدابير الى تأمين عودة السير العادي لدواليب الدولة في أقرب الاجال”، لهذا الفصل معنى واضح والتساؤل هنا يوجّه لرئيس الجمهورية حول التدابير التي كان من الممكن ان يتخذها او وجب عليه اتخاذها في حال حدوث خطر داهم، ولا علاقة البتة مبدئيا بهذه الإمكانية، ان قدر لها ان تحصل، في امكانية تأجيل الانتخابات… يعني مبدئيا لا يمكن المس من الدستور او تطويع اي من فصوله لغايات سياسية، وهذا مرفوض سياسيا لأنه يرجع إلى استعمال هذا الفصل “لغاية في نفس يعقوب…”.
وأضاف العميد في حوار أجرته معه أسبوعية “الشارع المغاربي” بعددها الصادر اليوم الثلاثاء 4 سبتمبر 2018 “استعمال الفصول لغير غايتها قد ينجر عنه ما هو أخطر ممّا كان يُراد تجنّبه”.
وحذّر رئيس الجمهورية من تفعيل الفصل 80 قائلا “لو سألني مباشرة وبصفة شخصية سأحذّره.. ومبدئيا أنا أدعو الى تطبيق الدستور واحترام فصوله بعيدا عن الحسابات.. اليوم هناك من يقلل من صلاحيات رئيس الجمهورية او الدعوات المتداولة لتغيير النظام السياسي من برلماني الى رئاسي .. هذا غير مقبول البتّة”.