الشارع المغاربي – وكالات : أثار تهديد قائد الجيش الليبي خليفة حفتر بنقل الحرب إلى الحدود الجزائرية ردود فعل غاضبة في الجزائر سواء في الأوساط السياسية أو المجتمعية امتدّت إلى مواقع التواصل الاجتماعي مندّدة بما اعتبرته إهانة للجزائر ومطالبة سلطات البلاد بالردّ على حفتر.
في هذا الصدد حذّر ناشطون بـ”فايسبوك” على من أن يكون حفتر “بصدد نقل رسالة سياسية من طرف ما” أو أن يُمثّل تصريحه “محاولة لاستدراج الجزائر إلى مستنقع هي في غنى عنه”.
وتساءل الناشط السياسي رضوان بن عطا الله قائلا “ماذا يريد حفتر من الجزائر؟”، وتابع: “لعلّ حفتر أعتقد وهما أن الجزائر تمر بمرحلة ضعف لظروف داخلية، لكنه تناسى أو غفل عن أن الجزائر لا يستفزها تصريح، فالجزائر موقفها مبدئي وواضح لا تتدخل في شؤون الغير ولا تقبل من الآخر أن يتدخل في شؤونها الداخلية… قد تساعد الجزائر الجار والشقيق، قد تلعب دور الوساطة بين أبناء الوطن الواحد، قد تقوم بدور المُسهّل بين أبناء الشعب الواحد لكنها لن تتدخل في شؤون الغير من صميم عقيدة سياستها الدفاعية.. تأمين حدودها بشتى الوسائل.. ومهما كانت الظروف.. وبالأسلوب الذي تراه مناسبا وفق دستورها والمواثيق الدولية”.
من جانبه، وجّه الباحث الجامعي الجزائري يحيى جعفري انتقادات لاذعة لحفتر وقال إن “قواته هي تشكيل من المجرمين القتلة، وهو مدعوم بالفتوى الوهابية والمال الخليجي والسلاح الصهيوني، وهو بالفعل تهديد قائم وخطر حقيقي والمعطيات الجغراسياسية في صالحه كخنجر يزداد سمية كل يوم، والواجب هو التضييق عليه وخنقه في المهد بالطرق الممكنة كتنظيم وتوجه نشأ على خلفية التأسيس لحالة عداء وانتقام بين بلدين (الجزائر / ليبيا) ظلا يحكمهما على مدار التاريخ الجوار الحسن والتعاون المثمر والأخوة الجامع“.
وفي أول تعليق من الأحزاب السياسية، كتب زعيم إخوان الجزائر، عبد الرزاق مقري، على صفحته بـ“فايسبوك” تحت عنوان “حفتر يهددنا” لم يجد العسكري حفتر المسنود إماراتيا ومصريا أي حرج في توجيه تهديده للجزائر بسبب دخول عسكريين جزائريين إلى التراب الليبي على حد قوله، إنها جرأة غير مسبوقة؟، المطلوب من السلطات الجزائرية توضيح ما حدث للرأي العام وما هي الإجراءات السياسية والدبلوماسية التي ستتخذها السلطات للرد على هذه الإهانة”.
أما عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي في الجزائر) فقد وصف تصريحات خليفة خفتر بـ “الإهانة”، مطالبًا السلطات بالرد عليها.
يُذكر أنّ الجزائر أكّدت أكثر من مرّة على لسان مسؤوليها المدنيين والعسكريين أنّها لم ولن تتدخّل في الشؤون الداخلية للدول وأن هدفها منذ اندلاع الأزمة الليبية رعاية مبدأ الحوار السلمي والسياسي لإحلال السلم والمصالحة الوطنية بين الأشقاء الليبيين.
وشدّدت على رفضها دعوات من أجل التدخل العسكري في المنطقة حفاظا على سيادة الدولة الليبية وأمن واستقرار الليبيين.
وخلال عامي 2016 و2017 قادت الجزائر جهود وساطة بين فرقاء الأزمة الليبية واستقبلت وفودًا رسمية وسياسية وعسكرية ليبية من مختلف التوجهات ومن بينهم حفتر إلى جانب مشاركتها في المبادرة الثلاثية مع تونس ومصر لحلّ الأزمة الليبية بالحوار.
يشار إلى أنّ معلومات سرية أوردتها الصحافة الغربية أكّدت أن فرنسا سعت ولازالت الى إقحام الجزائر في الحرب التي تخوضها على عدّة تنظيمات إرهابية في منطقة الساحل الإفريقي وخصوصا شمال دولة مالي المحاذية للحدود الجنوبية للجزائر. وكشفت المعلومات أن الجزائر ترفض رفضا قاطعا الانصياع لطلبات باريس وأن ذلك تسبّب في توتّر في العلاقات بين البلدين.