الشارع المغاربي – وكالات: شهدت عديد المدن الفرنسية اليوم السبت 17 نوفمبر 2018 مظاهرات شعبية حملت اسم “السترات الصفراء” احتجاجا على غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الوقود. وتسببت تحركات عشرات آلاف المتظاهرين في ارباك حركة المرور بعديد الطرقات والتسبب في حوادث خلّفت بمنطقة الآلب مقتل امرأة صدمتها سيارة وجرح العشرات.
وحسب موقع قناة “فرانس 24” ووكالة “رويترز” حشدت المظاهرات أكثر من مئة ألف شخص احتجاجاً على فرض ضريبة بيئية على الوقود والزيادة في أسعارها ورفضا لسياسة الرئيس ايمانويل ماكرون “دون شل فرنسا” حسب المصدرين المذكورين اللذين نقلا عن مصادر رسمية أن الحوادث أسفرت عن
47 جريحاً، قالت إن حالات ثلاثة منهم خطيرة وأن أحدهم أدخل إلى “العناية الفائقة” بعد ان صدمته سيارة في شمال البلاد.
وقالت وزارة الداخلية ان الشرطة أوقفت 24 متظاهرا وأنها استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق أكثر من الفي تجمع قالت إنه شارك فيها 124 ألف شخص، وإن الحركة أعيقت في بعض الطرقات.
ونقل موقع “فرانس 24” عن المتظاهرة ايفيلن راليير بيني وهي تعتصم بالطريق في “جورا” بشرق فرنسا رافعة لافتة كتب عليها “أغيثوا أمة في خطر” قولها “نحن هنا، هذا هو الشعب، نحن صغار العاملين، لم يعد بمقدورنا أن نعيش”.
أما العاصمة باريس فقد شهدت مسيرة ضمت خمسين متظاهرا من قوس النصر الى جادة الشانزيليزيه وهم يهتفون “ماكرون استقل”.
كما نقل الموقع المذكور عن المحتج كيفن دوغاردين (27 عاما) قوله إن “الحركة غير سياسية وغير نقابية. إنها صرخة عامة لشعب فقد طاقته على الاحتمال”.
وتراوح رد فعل الحكومة في الايام الاخيرة بين التهديد والتهدئة وقال وزير الداخلية ادوار فيليب انه “بالامكان التظاهر” مستدركا بأنه “ليس مقبولا إغراق البلد في حالة شلل”.
وكانت الحكومة الفرنسية قد أعلنت الاربعاء الماضي عن الزيادة في المساعدات المخصصة للمواطنين الأكثر فقراً حتى يتمكنوا من تغيير سياراتهم او دفع فواتير المحروقات. وفي اليوم ذاته اعترف ماكرون بشكل غير مسبوق بأنه لم “ينجح في مصالحة الشعب الفرنسي مع قادته” الامر الذي جعل منه أحد شعارات حملته الانتخابية.
وتأتي حركة الاحتجاج هذه بعد سنة صعبة للرئيس الفرنسي مع تظاهرات ضد برنامج “تغيير” فرنسا الذي طرحه، لكن تلك التظاهرات لم تنجح في وقف عجلة الاصلاحات. في المقابل تراجعت شعبية ماكرون الى ما دون 30 بالمئة وهو أدنى مستوى لها منذ انتخابه في 2017.