الشارع المغاربي – قسم الأخبار : اعتبر الناشط السياسي عمر صحابو أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد “لا حول ولا قوة له” لفتح تحقيق جدي في الاتهامات الخطيرة المتعلقة بالتنظيم السري لحركة النهضة الذي تحدثت عنه هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، قائلا في هذا الصدد “لا لوم على الشاهد لانه متحالف مع النهضة فهو يأتمر بأمرها خوفا من سحبها البساط من تحته”.

وشدد صحابو على خطورة الجهاز الأمني السري مبرزا أنه “مخترق للدولة وللبلاد” في ظل صمت رئيس الجمهورية والنيابة العمومية، معتبرا هذا الصمت ” ضربا من ضروب الخيانة نظرا لانعدام الإحساس بالأمان”.

ولفت إلى أنه تم العثور على ما وصفها بـ”أشياء عجيبة” على غرار آلات تنصت مرتبطة بالمدعو مصطفى خذر المتورط في تنظيم الجهاز السري مثلما تحدثت عن ذلك هيئة الدفاع.

وأشار إلى ان البلاد تعيش منذ شهر فيفري المنقضي على وقع أزمة سياسية بسبب الخلاف الدائر بين رأسي السلطة التنفيذية قائلا “رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في الخناقات… يا قاتل يا مقتول” ، مذكّرا بأن الباجي قائد السبسي طلب سابقا من يوسف الشاهد الاستقالة أو التوجه لنيل الثقة من مجلس نواب الشعب وان الأمر بلغ برئيس الجمهورية إلى حدّ التصريح بأن “خلاص تونس في رحيل الشاهد”.

وشدد الناشط السياسي على عدم رضاء قائد السبسي على تمشي التحوير الوزاري الأخير، مشبها البرلمان بـ”الكورة” بسبب الخلاف بين قرطاج والقصبة ، ملاحظا أن قائد السبسي استمال رئيس الاتحاد الوطني الحر سليم الرياحي مقابل استمالة الشاهد أمين عام حزب مشروع تونس محسن مرزوق. واستحضر في تشبيهه للبرلمان مقولة للشاعر المصري أحمد فؤاد نجم جاء فيها “البرلمان أصبح مدينة الشقلبان …لم نعد نفرق فيه من مع من”.

وكشف صحابو عن وجود أكثر من 70 مشروع قانون على طاولة رئيس البرلمان محمد الناصر قال إنه لم يتم البت فيها، متسائلا “هل هذا هو البرلمان الذي انتخبناه سنة 2014؟ كنا نأمل أن تكون لنا أغلبية قوية ومعارضة قوية وكتل برلمانية متعايشة ومتصارعة في كنف الدستور فالمجلس يعتبر المركزية في البلاد فاذا به يصبح مصدر تعتيم لدواليب الدولة” وإلى اليوم لم يتم تركيز المحكمة الدستورية”.

واعتبر أن يوسف الشاهد ارتكب نفس الخطأ الاستراتيجي والتاريخي الذي ارتكبه الباجي قائد السبسي سابقا، موضحا أن التونسيين انتخبوا رئيس الجمهورية لاخراج حركة النهضة من الحكم وأنّ هذا الأخير تحالف عكس ذلك معها مضيفا أنّ ذلك كان نفس التمشي الذي أقدم عليه رئيس الحكومة ،مشددا على أن الحركة هي المتسبب في الوضع الكارثي الذي تعيشه تونس اليوم.

ورأى أن التحالف بين الشاهد والنهضة “تحالف عضوي استراتيجي ومستديم”، موضحا أن رئيس الحكومة عيّن في شهر أكتوبر الفارط إطارا امنيا نهضويا هو لزهر لونقو مديرا للاستعلامات بوزارة الداخلية رغم رفضه سنة 2017 تعيينه نظرا لارتباطه بالعديد من قضايا فساد. وذكّر بما وصفها بـ”فضيحة” النائبة عن حركة النهضة يمينة الزغلامي بمطار تونس قرطاج اثر تدخلها لتمكين شخص تحوم حوله شبهات إرهابية من السفر بعد اتصالها برئيس الحكومة الذي استجاب لطلبها.

وأفاد الناشط السياسي أن عضوا بمجلس الشورى أكد أن التحوير الوزاري تم بالتشاور بين رئيس الحكومة ورئيس شورى الحركة عبد الكريم الهاروني، ملاحظا أن النهضة كانت تستأثر بـ 4 وزراء فقط قبل التحوير وأن عدد حقائبها الوزارية ارتفع إلى 7 بعده. وقال” باستثناء وزارة الخارجية عيّنت النهضة نهضويا على رأس كل الوزارات منذ سنة 2011 … راشد الغنوشي خدم بذكاء ودهاء وثبات ومراوغات لإنفاذ رجاله إلى كل مفاصل الدولة”.

ووجّه كلمته إلى رئيس الحركة راشد الغنوشي قائلا”صحة ليك لقيت على قد ايديك”…وعرفت كيف تستثمر طمع وجشع بعض الأطراف ووصلت إلى مبتغاك”،موضحا أن مجموعة من الوطنيين الامناء والشرفاء والاكفاء واصحاب الأيادي النظيفة وفي ظل ما وصفه بالوضع”المتعفن”سياسيا واقتصاديا وأمنيا تعقد حاليا اجتماعات لتقديم عرض سياسي جديد للشعب التونسي قال إنه سيتم الاعلان عنه قبل موفى السنة الحالية.

وكشف صحابو أن المشروع السياسي الجديد سيضم “شخصيات وطنية فوق كل الشكوك على مستوى نظافة الايادي والكفاءة والمصداقية”، إلى جانب “نشطاء من المجتمع المدني وشخصيات لها إشعاع على المستوى الجهوي وكل المتحمسين لانقاذ تونس”، معتبرا أن الثقة بين الرأي العام التونسي والأحزاب الفاعلة هي “أزمة الأزمات في البلاد اليوم” وأن ذلك ما تعكسه نتائج الانتخابات البلدية والقطيعة الواضحة مع الصناديق.