الشّارع المغاربي : قال رئيس حركة النهضة راشد الغنّوشي، في محاضرة ألقاها خلال ندوة التأمت بإيطاليا بعنوان “الهوية الإسلامية الجديدة”، إنّ “التجربة التونسية لا تزال تقاوم من أجل محاصرة دعوات تأتيها من غلاة اليمين واليسار للإقصاء والتهميش ولتأجيج الاحتقان الاجتماعي لتوفير مناخ لكراهية المخالف وشيطنته والتفكير في إقصائه بكل الوسائل”.
وأشار الغنّوشي، حسب ما نشرت اليوم الأحد 25 نوفمبر 2018 صفحته بـ”فايسبوك”، إلى أنّ أطرافا سياسية “لا تزال تصرّ على عدم تبادل الاعتراف بالنهضة وعلى التعامل معها كملف أمني وليست حزبا سياسيا وعمقا اجتماعيا وثقافيا وفاعلا وازنا في المشهد السياسي قاوم الاستبداد قبل الثورة ويساهم بعدها في بناء الجمهورية الثانية والدفاع عن الدولة من مواقع متقدّمة بشرعية انتخابية وشعبية واسعة راسخة ومتجدّدة وفي قيادة قاطرة المصالحة مع العائلة الدستورية التي تقبل بشرعية الثورة ودستورها ونظامها السياسي”.
وأكّد أنّ النهضة “تجتهد منذ فترة للإجابة على سؤال الهوية بما يجعل مشروعها ثابتا في مرجعيته، منفتحا على حاصل التجربة الإنسانية ومكاسبها، متفاعلا مع بيئته ومع أهمّ الفاعلين فيها على قاعدة الاعتراف المُتبادل والتّعايش من أجل المصالح العامة للوطن والمواطن”.
وأضاف “المتابعون ينظرون للتجربة التونسية في الانتقال الديمقراطي باعتبارها نموذجا ناجحا، رغم ما فيه من نقائص وتحديات منها خاصة تأخّر الانتقال الاقتصادي”، مبرزا أن من أهمّ ما ميّز التجربة التونسية “تواصل العملية السياسية عبر الحوار والتوافق والتعايش في الفضاء العام بين الإسلاميين وغيرهم من العائلات الفكرية والسياسية الأخرى”، مشدّدا على أن “الخلاف السياسي مازال يدار في الفضاء السياسي وتحت قبّة البرلمان بآليات ديمقراطية”.
يشار إلى أن المحاضرة التي ألقاها الغنوشي جاءت بدعوة من مركز “حوارات المتوسّط” بإيطاليا.