الشارع المغاربي : في رده على مساعي أعضاء الكونغرس فرض عقوبات أكثر صرامة على السعودية، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان المتهم بالضلوع في جريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بلا لفّ ولا دوران الأسباب الحقيقية الكامنة وراء حروب وتدخلات بلاده في دول منطقة الشرق الأوسط منذ ما يناهز الثمانين عاما تاريخ اللقاء السرّي الذي جمع سنة 1945 على متن الطرّاد الأمريكي كوينسي الرئيس الأمريكي آنذاك دوايت ايزنهاور بالملك عبد العزيز آل سعود. لقاء كرّس حلفا استراتيجيا بين البلدين تعهّدت بمقتضاه واشنطن بحماية عائلة آل سعود مقابل تمكينها من آبار النفط.
ففي حوار أجرته معه صحيفة “واشنطن بوست” قال ترامب:”هناك سبب واحد بالنسبة الينا للبقاء في الشرق الأوسط، الا وهو وجود إسرائيل، لقد اصبح النفط آخر شيء يمكن ان تبقى من اجله، لأننا ننتج المزيد من النفط الآن، بل انّ وجودنا هناك هو من اجل إسرائيل فقط”، وأضاف “السعودية حليف مهم بالنسبة لنا وبدونهم (السعوديون) لواجهت إسرائيل الكثير من المتاعب وتهديدا وجوديا، وهم ينفقون لدينا مبالغ هائلة من مليارات الدولارات، ويتصدون لإيران”.
ويؤكّد اعتراف ترامب بشكل لا لبس فيه أنّ حماية السعودية كانت مجرّد خدعة لتمركز الأساطيل الأمريكية برّا وبحرا في قواعد قريبة من اسرائيل، خدعة لا تقلّ نفاقا عن أكذوبة دفاعه اليوم عن وليّ العهد السعودي في جريمة قتل جمال خاشقجي.
ويبدو أنّ ترامب يحاول جاهدا تحييد الكونغرس في قضية خاشقجي بمغازلة اللوبي اليهودي النافذ سواء في البيت الأبيض أو بالكونغرس خاصّة بعد فوز الديمقراطيين باغلبية مقاعده وتلويحهم بمحاسبة ترامب على علاقاته الخفية بعائلة آل سعود وما إذا كانت هذه العلاقات تخدم مصالحه الشخصية أو مصالح بلاده.