الشارع المغاربي-منى المساكني احتفل يوم أمس الخميس 29 نوفمبر 2018 رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بعيد ميلاده الـ92 ، مناسبة قد يكون استغلها رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي للتقليص من منسوب التوتر الذي تتسم به العلاقات بينه وبين الرئيس قائد السبسي ووصل الى حد اتهام الاخير النهضة بتهدديه في بيانها الصادر بخصوص اللقاء الذي جمعه بهيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي يوم الاثنين المنقضي.

وقالت مصادر موثق فيها لـ”الشارع المغاربي” ان الغنوشي اتصل بالرئيس قائد السبسي يوم امس لتهنئته وانه أرسل الى مقر اقامة رئيس الجمهورية باقة ورد بالمناسبة .

وكان قائد السبسي قد وصف الغنوشي في اكثر من مناسبة بـ”صديقه” وقال في أحد حواراته ان رئيس حركة النهضة صوت لفائدته في الانتخابات الرئاسية لسنة 2014 . وتواصلت العلاقة السياسية وربما الشخصية بين الرجلين منذ لقاء باريس الشهير ، وفرض على حزبيهما تحالف حكم تحت مسمى ” حكم الشيخين”.

ومنذ انطلاق الازمة السياسية وتمسك رئيس الجمهورية بتغيير رئيس الحكومة يوسف الشاهد ، عرفت العلاقات توترا غير مسبوق تحول الى قطيعة اعلنها الباجي في حوار تلفزي في شهر سبتمبر المنقضي وقال ان النهضة هي من طلبته ودفعت للوصول اليها، فيما نفت النهضة ذلك ولفتت في اكثر من بيان الى ما تسميه بحسن العلاقات مع “سيادته ومعاليه وفخامته” .

وطيلة السنوات المنقضية ، اتُهم الغنوشي داخل حزبه بـ”التذيل” لرئاسة الجمهورية ، ويتداول ان من بين الاسباب التي عكرت العلاقات ردة فعل نجل الرئيس حافظ قائد السبسي تجاه “الشيخ راشد” اثر الانتخابات البلدية وهناك من يتحدث حتى عن ألفاظ غير لائقة وجهها “حافظ” لحليف حزبه.

وفي مؤتمر نداء تونس بسوسة ، كشف الغنوشي لأول مرة ان تحالفا استراتيجيا انطلق منذ لقاء باريس مُشبها التحالف بين النهضة ونداء تونس بالقول ” تونس طائرة جناحاها النهضة والنداء” .

وبطرح هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي ما تسميه بـ”الجهاز السري للنهضة” الذي تقول انه ضالع في الاغتيالات السياسية ، وتبني مجلس الامن القومي الملف وطرحه في اجتماعه المنغقد يوم امس الخميس ، دخلت العلاقات بين الرئيس قائد السبسي والغنوشي مرحلة جديدة غير مسبوقة شبيهة بما كانت عليه سنتي 2012 و2013 ، بتبادل التهم بين قيادات الحزبين .