الشارع المغاربي : قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي اليوم الأربعاء 13 فيفري 2019 “لا شكّ أنّ النقابة الأساسية للإذاعة الوطنية، باعتبارها هيكلاً حيويًّا من هياكِلِ المنظمة الشغيلة ورَافِدًا من روافدِه النوعية التي لاءَمَت في وظيفتها بين النقابي والإعلامي البديل والنوعي، قد اسْتَلْهَمَتْ شعار إحياء الذكرى الثمانين لتأسيسها من العمق الحضاريِ والفكريِ لوطنِها من ناحية ومن الدور التاريخي والراهن للاتحاد الذي يلائِم بين النضال الاجتماعي والوطني وبين قِيَمِ الحوار والتسامح والسلام من ناحية ثانية”، مضيفا “كلّها قِيَمٌ قَادَتْ نضالات مؤسّسي اتحاد الشغل سواء في معركة التحرّر الوطني أو في مرحلة بناء الدولة الوطنية أو خلال الثورة، إذ قاد الاتحاد الحوار الوطني، فأنقذ تونس من مُنْزَلَقَاتِ خطيرة بين أبناء الشعب الواحد، ومكّنه ذلك من إحراز جائزة نوبل للسلام لأوّل مرّة في تاريخ تونس”.
وأشاد الطبّوبي، في كلمة ألقاها اليوم بمناسبة إحياء الذّكرى 80 لتأسيس الإذاعة الوطنية تحت شعار “الحوار، التّسامح والسّلام في الخطاب الإذاعي”، بـ”الدّور الرّيادي الذي لعِبته كلّ الأجيال من إعلاميين وصحفيين بالإذاعة الوطنية في تقديم على مدار 80 جهودٍ محمودةٍ وتضحياتٍ جبّارةٍ من أجل تجذير ثقافةِ الحوار والتسامح والسلام وتوسيع مجالاتها داخل تونس وخارجها”، لافتا إلى أنّه تمّ اليوم تكريم ثُلّةٍ ممّن وصفهم بـ”فرسانِ القلمِ والمِصْدَحِ” اعترافًا لهم بما قدّموا نساءً ورجالا لوطنهم وشعبهم وللإعلام العمومي والوطني.
وتابع في كلمته “تاريخ الإذاعة الوطنية ومُنْجَزَهَا، يرتبطان أشدّ الارتباط بالتاريخ المعاصر لتونس ويشكّلان الفضاء الأرحب لِمِخْيَالِهَا الجماعي المشترك ولذاكرة شعبها بكلّ الأجيال المتعاقبة ولكلّ المنعرجات التي مرّت بها البلاد… نُعوّل عليكم جميعا اليوم وأكثر من أيّ وقتٍ مَضَى في الانخراطِ من مواقعٍ مؤثّرةٍ في القضايا الحارقةِ والجوهريةِ لوَطنكم وفي مقدّمةِ هذه القضايا التنميةُ الشاملةُ والعدالةُ الاجتماعيةُ ومقاومةُ الفقرِ والتهميشِ والفوارقِ والأمّيةُ والإرهابِ والتطرّفِ بكلِّ أشكاله وأنواعه ومدافعين في نفس الوقت عن المَرفق العام من خلال إعلام نزيه ومستقلّ وحرفي وثقافة هادئة، وندعوكُم إلى أن تكونوا النَّمَوْذَجَ المثاليَ للإعلامِ الوطني وقَاطِرَتَهُ في ظلِّ تَوسُّعِ دائرةِ الإعلامِ الخاصِ وما تفرضُه من منافسة، مُتسلِّحِين في هذا الرهانِ الموكولِ لَكُم على أخلاقياتِ المهنةِ الصحفيةِ وميثاقِ شَرَفِها وعلى كفاءتِكم المهنية العالية وعلى مهارتِكم الصناعيةِ في انتاج مادّة إعلامية تَعْكِسُ همومَ شعبِكُم وتترجِم تطلّعَاتِه نحو الأفضلِ والأعْدَلِ والأجملِ… ولئن سبقت نشأة الإذاعة الوطنية نشأة الدولة الوطنية بعد استقلالها سنة 1956، فإنّ ذلك يعني في ما يعنيه أنّ الإعلام الوطني والعمومي، رافق مراحل مهمّة من تاريخ تونس، فعكس صوتها وصورتها في كلّ مرحلة من مراحل معارك تحرّرها وبناء دولتِها المستقلَّةِ والوطنيةِ وَأَرَّخَ لها بالحِبْرِ والصوتِ… وبقدر ما تُمكِّنُنَا الإذاعة الوطنية من إعادةِ قراءةِ تاريخ البلاد نضالاً وثقافةً ومعرفةً ورموزًا وأبطالاً في كلّ الحقوق والمجالات، بقدر ما تَكشفُ لنا عن ذلك الزَّخَمِ الكبير الذي قدّم الكثير لبَلدنا ولشعبنا، من أجل المساهمة من مواقع متقدّمة في توعية الشعب وتثقيفه ونقل همومه والتعبير عن أحلامه وتطلّعاته”.
ولفت إلى أنّ اختيار النقابة الأساسية شعار “الحوار، التسامح والسلام في الخطاب الإذاعي” بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيسها، “يدلّ دَلالةً واضحةً ولا غُبَارَ عليها على مدى ارتباط وعي صحفيي وإعلاميي وتقنيي الإذاعة الوطنية بالقضايا الحارقة والجوهرية التي تحتاجها تونس اليوم بعيدا عن المزايدات والتجاذبات والمناكفات السياسية”.