الشارع المغاربي: مع إسدال الستار على بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم ومع اقترابنا من نهاية موسم رياضي شاق ستغرب شمسه قانونا موفّى شهر جوان الجاري نطشت الأخبار والتسريبات بخصوص حركة تنقّلات المدرّبين وخاصة بين الرباعي التقليدي في ظلّ الحديث المتنامي عن أكثر من اسم حملته التخمينات إلى هذا الفريق وذاك.
حركة تنقّلات المدرّبين أو ما يعرف بسوق المدربين والكاستينغ الموسمي الذي ينطلق ككلّ عام مع نهاية سباق البطولة في انتظار انطلاق سباق جديد قد يحمل هذه المرّة عناوين جديدة ومفاجئة بعض الشيء استنادا إلى ما يدور في الكواليس وفي الجلسات الضيقة. كلّ الترقّب يتجه بدرجة أولى الى النادي الافريقي والنجم الساحلي على وجه الخصوص باعتبار أن الترجي الرياضي التونسي ينوي المحافظة على صانع نجاحه في السنة الأخيرة ونعني معين الشعباني الذي لا نخال رئيس الترجي حمدي المدّب يجازف بتغييره وهو الذي يحظى بثقة الأنصار رغم بعض الانتقادات غير البريئة التي شاعت حوله في الآونة الأخيرة. بالنسبة لفريق عاصمة الجنوب فقد جهّز نفسه مبكّرا لانطلاق الموسم الرياضي الجديد من خلال تعاقده مع المدرّب الصربي نيبوشا الذي اتفق مع هيئة خماخم على تولّي مقاليد الأمور الفنيّة للـ”css” منذ شهر ماي الفارط.
وإذا كانت الأمور محسومة بالنسبة للترجي والنادي الصفاقسي فإنّ الغموض مازال يرافق تحديد هويّة المدرّب الجديد للنجم الساحلي في ظلّ التأكيدات المتزايدة عن اقتراب الجنرال روجي لومار من مغادرة مركبّ الفريق والذي رغم كل محاولات الاقناع ورغم كل الوساطات التي يبذلها الجميع بما فيها محالوة التأُير على زوجته مازال مصرّا على الرحيل ووضع حد لمسيرته التدريبية متعلّلا في ذلك بظروفه الصحيّة التي لم تعد تتحمّل مزيدا من الضغوط.
وفي انتظار التأكد من الموقف الرسمي والنهائي للفنّي الفرنسي وضعت هيئة رضا شرف الدين بعض الأسماء على بنك الاحتياط تمهيدا للاستنجاد بأحدها عند الضرورة على رأسها مدرّب الاتحاد المنستيري لسعد الدريدي الذي قاد ملحمة الانقاذ بنجاح وباتت أسهمه في صعود صاروخي محليا وخارجيا. التفكير في لسعد الدردي ليس وليد اللحظة فالمحاثات بينه وبين رئيس النجم رضا شرف الدين انطلقت الصائفة قبل الماضية لكن توقيع “الكوتش” لصالح النادي الصفاقسي في ذلك الوقت جعل الصفقة لا ترى النور.
أمّا بخصوص فريق باب الجديد فإن كاستينغ المدرّب الجديد لم يختلف كثيرا عن واقع الفريق على المستويين الرياضي والاداري… ضبابية وغموض يرافقان كل الاتصالات الجانبية الرسمية ورئيس النادي عبد السلام اليونسي يصّر على اختيار خليفة زفونكا بنفسه ومن دون العودة الى بقيّة أعضاء الهيئة المديرة أو حتى مجرّد استشارتهم. زفونكا الذي اقترب بدوره من خوض تجربة تدريبية جديدة في تونس وتحديدا من بوّابة هلال الشابة الصاعد حديثا إلى الرابطة الأولى قد يكون عنوان نهاية موقّت لتواجد للمدرسة الأجنبية في القلعة الحمراء خاصة أن النادي الافريقي سيكون مقّلم الأظافر في الموسم القادم بحكم محدودية رصيده البشري وكذلك بسبب غيابه عن المسابقات الخارجية. الرغبة في الاستعانة بمدرّب تونسي لها ما يبررها ولكن اليونسي يريد السير في نفس النهج والتعاقد مع مدرّب أجنبي جديد على والمحادثات انطلقت بالفعل وتحديدا مع مدرّب برتغالي وافق على تدريب الافريقي ولكن بشروط منها الاستعانة بطاقم فني برتغالي مائة بالمائة إضافة الى تفعيل عقد طويل الأمد. المدرّب البرتغالي لم يوقّع رسميا على عقده الجديد والصفقة قد توأد في المهد لأن المدرّب الفرنسي برتران مارشان دخل بدوره على خطّ المحادثات وقد يقلب كل المعطيات التي سبقت كما أن غالبية أعضاء الهيئة المديرة للافريقي يمارسون ضغوطا كبيرة على عبد السلام اليونسي ويريدون التعاقد مع مدرّب التونسي والغريب في الأمر أن لسعد الدريدي الموضوع على طاولة النجم يترأّس كذلك قائمة المدرّبين التونسيين الذين يسيلون لعاب الافارقة والتي تضمّ كذلك اسم المدرّب عمار السويح وأيضا منتصر الوحيشي الذي سئم الانتظار واختار في الأخير تدريب الملعب التونسي.
بالمحصلة التواجد الأجنبي لبعض المدارس التدريبية في البطولة التونسية بدأ يتقلّص تدريجيا وسائر الى زوال وباستثناء الصربي نيبوشا الذي سيخوض عامه الأوّل في الملاعب التونسية قد لا نجد مستقبلا أثرا لأيّ مدرّب أجنبي في المواسم القادمة في ظلّ وفرة الكفاءات التونسية القادمة على مهل وخاصة بعد نجاح التجارب السابقة التي غيّرت الكثير في عقلية الجماهير والمسؤولين في تونس وخاصة في طريقة نظرتهم للمدرّبين الأجانب الذين يتقاضون آلاف الأوروات مقابل بعض النجاحات التي لا تغني ولا تسمن من جوع رغم بعض الاستثناءات التي ستبقى راسخة في الذاكرة الرياضية على غرار ملحمة الجنرال روجي لومار سواء في النجم أو مع المنتخب.