الشارع المغاربي : تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم السبت 27 جويلية 2019، صورا أثارت إعجاب روادها واصفين تونس بـ”العصية على أعدائها، رمز الوفاء لزعمائها”.

ومن بين هذه الصور تلك ظهر فيها شيوخ وعجائز خرجوا رغم تقدم سنهم وحرارة الطقس لتوديع رئيسهم الفقيد محمد الباجي قائد السبسي أو واكبوا رحيله وهم على فراش المرض، وصور أخرى لتونسيين وتونسيات  يبكون رحيله، وأيضا لرجال قوات الأمن الذين كانوا في لحظات تلاحم مع المشاركين في الجنازة ، وأظهرتهم صور وهم يوزعون قوارير الماء عليهم حين كانت الجموع المحتشدة في انتظار مرور جنازة الفقيد إلى مثواه الاخير بمقبرة الجلاز.

كما ودعت نساء تونس رئيسها بالزغاريد، على أمل ان يكون غد أبنائهن وبناتهن الذين لم يتخلفوا هم أيضا عن توديع رئيسهم، مزدهرا، ممتنّين لرئيسهم قدرته على حماية وطنهم من كل الفتن أو التناحر، رغم كل صعوبات المرحلة على مختلف مستوياتها.

عين بنظرة أخيرة مودعة لفقيدها وعين بنظرة مستقبلية مرتقبة متأمّلة وآملة، شهدها اليوم كلّ متابعي العالم لجنازة أول رئيس تونسي منتخب ديمقراطيا، شهده في نظرات شعب تونس الذي جمّعه رحيل رئيسها كما جمّعهم حين أمسك دفّة الحكم.

وتعدّ جنازة الرئيس الراحل قائد السبسي جنازة تاريخية باعتبارها أول جنازة تخرج من قصر قرطاج وتخص اول رئيس منتخب من شعبه في الجمهورية التونسية الثانية، في اول فترة حكم تخرج من مراحلها الانتقالية نحو مرحلتها المؤسساتية الديمقراطية.