الشارع المغاربي : قال المؤرّخ خالد عبيد “لديّ يقين بأنّ وفاة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أربكت كل الأطراف السياسية التي لها عين على الاستحقاقات التشريعية وخاصة الرئاسية”، مضيفا “صحيح أنّ هذا الأمر متوقّع نظرا لتقدّم الراحل في السنّ، لكن كان هناك نوع من الطمأنينة بأنّه قد يكمل عهدته الرئاسية بأمان خاصة أننا في آخر مراحلها”.
واعتبر عبيد، حسب ما جاء بأسبوعية “الصباح الأسبوعي” بعددها الصادر اليوم الإثنين 29 جويلية 2019، أنّ “رحيل قائد السبسي وما شاب الفترة التي سبقت رحيله من أحداث سيلقي بظلال كثيفة على كيفية التحالفات المرتقبة والتوازنات داخلها”، مفسرا بالقول “الباجي “الميّت” سيخلق فرزا جديدا في هذه الخارطة، وسيكون هناك ربّما اصطفاف على خلفية كيفية التعامل مع مؤسسة الرئاسة لما كان قائد السبسي على رأسها، وسيكون التصويت هذه المرّة في الاستحقاق الرئاسي المبكّر على أساس من كان وفيا للرئيس الراحل ولديه القدرة على المحافظة على إرثه، ومن كان عكس ذلك، وهذا يعني بالتأكيد أن هذا الرحيل سيُنظر إليه لدى السياسي من زاوية الربح والخسارة، بينما لدى الناخب من زاوية الوفاء ونقيضه، وهنا بالذات يمكن أن نفهم ماهية الإرباك وارتداداته التي ستطال الانتخابات التشريعية وفرضيات تحالفات ما بعد إعلان نتيجتها، إذ أنّ التحالف سيُبنى على هذا الاصطفاف، وإذا كان الأمر كذلك، فهذا يعني أن الباجي قائد السبسي قد “انتقم”، وهو ميّت، ممّن حاول تهميشه وتغييبه”.