الشارع المغاربي – عواطف البلدي : غياب المثقف عن فِرَق حملات المترشحين للرئاسية او مشاركته بنسبة قليلة جدا وبطرق مختلفة (مساندة أو نقدا أو لامبالاة) تذهب احيانا الى تبخيس شأنه… غياب لفت الانتباه ونحن على أبواب الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها فمهّد الطريق أمام السياسي وتركه وحيدا في الفضاء العام أو يكاد فتقمّص وظيفة المثقف واتسعت بذلك الهوّة بينهما. ولعل أبرز مظاهر هذه الهوة، أننا لم نعد نرى مفكرين بارزين في قيادات الأحزاب وفي فرق حملاتهم، وبرز في المقابل «زعماء» و«أشباه مثقفين» بمستويات بسيطة وبضحالة فكرية تجعلهم لا يخجلون من قول الشيء ونقيضه والقيام بعمل والتنكر له، و”مساعدة الذئب والبكاء مع الراعي”.
يُعاب على المثقف «الاصيل» تقوقعه في برجه العاجي من جهة ويؤاخذ عليه اصطفافه مع السلطة التي تهمّشه وتقصيه وتجعل منه مجرد “ديكور” تزيّن به محافلها من جهة اخرى.. “الشارع المغاربي” طرح على بعض المثقفين ومديري حملات بعض المترشحين السؤال: لماذا يعزف المثقّف عن المشاركة في فرق الحملات الرئاسية؟ وفي حال المشاركة لمَ تكون ضعيفة؟ وهل ان في تشريكه “مجاملة” حتى لا يُلام رجل السياسة وزعيم الحزب باستخفافه بالثقافة والمثقّفين..؟.
حين تُغيَّب الثقافة والمثقفون يصبح النقاش العام تجييشاً ولغة مفضوحة لغرائز وأهواء الجماهير، وتصير السياسة تمريناً ميكافيلياً مقيتاً. ويواجه المثقّف اقصاء وتهميشا او استقالة وهروبا ذاتيا… هروب لن نقول عنه “كانت الأزمنة رديئة”، وإنما سنقول “لماذا صمت الشعراء؟” مثلما قال “بريخت” نعم سنسأل لماذا صمت الشعراء ؟، ولماذا غاب المثقفون، ولماذا امتلأ الوطن بهذا المقدار الهائل من الصمت والسواد؟
ملف حالنا اليوم: تساؤل عن أسباب ضعف مشاركة المثقف في الحملات الانتخابية وعن غيابه من المشهد السياسي العام واستنكار استقالة المثقف واستكانته للكتب واقتصاره على الفضاء الافتراضي فنجد اسماء في الفكر والادب والشعر والفلسفة والحضارة والفن تكتفي بتدوينة يتيمة للاعلان عن مساندتها لمترشح دون سواه أو رفضها الإشادةَ العلنيّة بمترشح سياسيّ معيّن دون ان تكلف نفسها عناء طرق ابواب أحزاب مرشّحيها او تقديم استشاراتها… ونتساءل أيضا: كيف يكلّف مثقف نفسه عناء تأليف كتب ودراسات نقدية ضخمة ولا يُقدم على نقد برنامج حزب سياسي ينتمي اليه أو مساند له؟.. ولمَ يفضّل الوقوف على الربوة بدلا من أن يكون “فاعلا” على طريقة ادوارد سعيد ؟.
المثقّف أعلى من السياسيّ منزلة
قد تكون العلاقة بين المثقف والأحزاب علاقة شائكة تحدّدها وتحكمها جملة محددات أو متغيرات، لعل أبرزها صعوبة انضباط المثقّف للإطار السياسي الحزبي بشكل آلي، فيختار بذلك “الاستقالة القسرية”» أو “الموت” رمزيا عندما يصبح ذيلاً للسياسي. فيكون بذلك الحاضر الغائب في مشهد سياسي قاتم اختلطت ألوانه حتى فقد ملامحه .في هذا السياق أكّد الجامعي والكاتب إبراهيم بن مراد غياب المثقّف من فرق الحملات الرئاسية قائلا “لهذا العزوفِ ما يفسّره: فإنّ من أهم ما يتميز به المثقّف (l’Intellectuel) في المجتمع هو دورُه الرياديّ والتزامُه بقضايَاه ودفاعُه عنها، وأن يكون شاهدًا على الواقع الذي يعيش فيه وأن تكون شهادته غيرَ موضوعيّة بل تكون منحازةً لما يراه حقّا وعدْلا، ويتولّد عن ذلك كلّه النقدُ والانتقادُ للسياسيّ في المقام الأول وخاصة إذا انطبقت على سياسته تسميةُ “سياسة الأيادي القذرة”، وهذا كله يعني أن المثقّف أعْلى من السياسيّ منزلة فكرية وأن السياسيّ أحوجُ إلى المثقّف ليؤيّده ويكون في صفّه”.
وفي حديثه معنا انطلق الكاتب والجامعي عبد العزيز قاسم بتفسير كلمة “مثقف” قائلا “في المِخْيال العام، تعني المبدعين في مجالات الأدب والفنون وهم ليسوا بالضرورة مؤهّلين لتصريف الشأن العام. وتطلق الكلمة بمزيد من الاستحقاق على كثير من الأساتذة والصحفيين والمحامين والأطباء والمهندسين ممن لهم، علاوة على اختصاصاتهم، دراية بالعلوم الإنسانية أو بما كان يسمى قديما “الأخذ من كل شيء بطرف”.
وتابع “هؤلاء يُنْعَتون أيضا بـالمفكرين وهم قادرون على الإسهام الإيجابي في بث الوعي وتنشيط العمل التنموي. وتونس في حاجة ماسة إلى هذه النخب المغيَّبة حاليا، لا عن إقصاء إرادي ولا عن استقالة، ولكن أصواتها غير قادرة على شق غوغاء مناخ سياسي عام يتسم بالهواية والسطحية”، مضيفا “مهما يكن فلا يحسن بالمثقفين، التطلع إلى المسؤوليات العليا لأسباب كثيرة منها أنهم لا يعرفون (ولا ينبغي لهم معرفة ذلك) قواعد أساسية لممارسة الحكم تقوم على تنازلات أخلاقية مشطّة أو على تملّق شعب جاهل لم يبلغ سن الرشد على أنهم يصلحون كمستشارين يتخذ منهم الحاكم الكفء بوصلةً وميزانَ حرارة”.
من جانبه قال الشاعر والروائي محمد الخالدي “شخصيا لست معنيا بالانتخابات الدائرة رحاها هذه اﻷيام وهو موقف قد يعتبره البعض سلبيا وأعتقد أنه موقف أغلب المثقفين وتحديدا الكتاب والشعراء فالمشهد السياسي يبعث على القرف والانخراط فيه قد يسيء إلى المثقف..” مضيفا “لم ألاحظ وجود مبدعين إلى جانب المترشحين في حملاتهم الانتخابية لكني لاحظت حضور البعض منهم في وسائل الاتصال الاجتماعية. وكغيرهم من المواطنين لم يخفوا انحيازهم إلى هذا المرشح أو ذاك وهذا من حقهم لكن ما يعاب عليهم هو سقوطهم في الابتذال من خلال تشويه الخصوم السياسيين لا فرق بينهم وبين اﻷتباع من الرعاع”.
وأردف الخالدي “لهذا كله وﻷسباب أخرى كثيرة نأيت بنفسي عن الانخراط في المشهد السياسي المباشر لكن هذا لا يعني الاستقالة أو الجلوس على الربوة فأنا كمثقف كنت وما أزال معنيا بالشأن السياسي وقد كلفني ذلك الكثير ولم أتردد في يوم من اﻷيام في إبداء الرأي والتعبير عن موقفي من خلال ما أنشر من مقالات”..
اختيارات شخصية
اعتبر المفكّر محمد الشريف الفرجاني ان المثقّفين “ليسوا كتلة متجانسة وليس صحيحا أنهم لم يشاركوا في التعبير عن مواقفهم من المترشحين للانتخابات الرئاسية”. قائلا “هناك من أمضوا نداء لدعم عبد الكريم الزبيدي وآخرون لمساندة يوسف الشاهد أو مهدي جمعة أو سعيد العايدي أو عبيد البريكي معتبرين أن مرشّحهم هو الأقدر على الدفاع عن المكاسب الحداثية وعن الجمهورية ومؤسّسات الدولة تجاه ما يتهدّدها من قبل النهضة ومختلف تعبيرات الإسلام السياسي من جهة، والتيارات الشعبوية ولوبيات الفساد من جهة أخرى. وهم بذلك اعتبروا بقية المترشحين إما أنهم يمثلون خطرا على الجمهورية ومؤسسات الدولة أو غير قادرين على الدفاع عنها”.
وأضاف الفرجاني “هناك من دعوا المترشحين المنتمين إلى قوى الديمقراطية والحداثة والتقدم إلى التنازل لمترشح(ة) أو إثنين – حسب مقارباتهم – للحد من تشتت هذه القوى ومنع أعداء الديمقراطية والتقدم من الانقضاض على الدولة لتحقيق مآربهم، وحملوهم مسؤولية التمسك بترشحاتهم ضد بعضهم البعض”» متابعا “كنت ومازلت من المدافعين عن هذا الموقف الذي يمثل اختيارا وليس استقالة. ولا يمكن أن أدعو لانتخاب من أعتبره مساهما في هذا التشتت… ومع ذلك فإني سوف أقوم بواجبي الانتخابي وأصوت لأقرب المترشحين للقيم التي أؤمن بها وهو سعيد العايدي”.
من جهتها قالت مديرة دار الكتب الوطنية الكاتبة رجاء بن سلامة “عدّة عوامل جعلتني لا أنخرط في فريق أحد المترشّحين الانتخابيّ رغم أنّني تردّدت، ورغم أنّني أنفر من الحياد عادة، وأتبنّى تصوّرات أدوارد سعيد عن المثقّف الفاعل الذي لا يبقى متفرّجا على الرّبوة، ويقبل النّزول إلى النّهر، ويقبل أن تبتلّ ملابسه بمائه”.
وتابعت بن سلامة “أوّلا، أخوض في الشّأن العامّ، لكنّني لا أمارس السياسة الحزبية، وليست لي طموحات سياسيّة. هذا لا يعني أنّني أترفّع عمّن يمارسون السّياسة ولهم طموحات. لكنّها اختيارات شخصيّة… ثانيا، تقلّدي حاليّا وظيفة رسميّة، يجعلني حريصة على التزام الحياد ازاء المرفق العموميّ. طبعا يمكن للإنسان نظريّا أن يفصل بين الوظيفة والاختيار الانتخابيّ، لكنّنا نعيش فترة حرجة صعبة، وفي الوقت نفسه هي فترة تأسيس للسلوكات المثلى”.
وأضافت بن سلامة “ثالثا، أمام التّلاعب الكبير، والتّردّي الكبير لأخلاقيّات الفعل السّياسيّ، أردت أن أقوم بدور تفنيد الأكاذيب والإشاعات والمغالطات على شبكات التواصل الاجتماعيّ. إنّه دور تحكيميّ يذكّر بالأبجديّات، ويدعو إلى عدم الانسياق وراء العنف والحقد.. أخيرا، هناك عنف لفظيّ كبير أردت أن أريح نفسي وأسرتي منه”.
أما الباحثة والجامعية زينب التوجاني فقد أشارت الى ضرورة احتلال “المثقف”موقعا آخر غير موقع السلطة التنفيذية والى أن يكون مستقلا عن السّلط الثلاث. قائلة “ديمقراطيتنا لا تزال في بدايتها تهددها صراعات المصالح وقوى الشد إلى الوراء، ولا تزال المؤسسات غير معتادة بعد على التحول الجديد من الحزب الواحد إلى بنى الاختلاف”.
ودعت التوجاني المثقف إلى التموقع لممارسة سلطة رابعة مضيفة هي السلطة الحقيقية ونسميّها “نقد السلطة” وهي من طبيعة رمزية تقوم أساسا على تفكيك الخطاب وإبراز ما وراءه من ضروب الاستلاب والهيمنة… على المثقف أن يراقب عمل هذه الانتخابات والخطابات التي ينتجها المتصارعون على الكراسي وعلى المثقف أن يحلل وأن يكشف بنى الهيمنة ويساعد في توجيه الرأي العام بكشف تلك المغالطات التي تحجب الحقيقة وتقلص مدى حرية الناخبين من أجل بناء ديمقراطية حقيقية قائمة على الفهم والاختيار لا المغالطة والترهيب والاستبلاه”.
منخرط بائس ومدفوع الأجر !
الجامعية والكاتبة آمنة الرميلي اختارت تقسيم مداخلتها الى 3 عناصر نافية ان يكون المثقف مقصيا أو مستقيلا من المشهدين الانتخابي والسياسي متسائلة في نقطة اولى «هل تخلو فرق المترشّحين للرّئاسيات من المثقّفين؟».
وتابعت الرميلي «ما نرى على صفحات التواصل الاجتماعي وفي البلاتوات يؤكّد أن «المثقّفين» منخرطون بقوّة في الحملات الانتخابية الرئاسية… كتّاب وسينمائيون وشعراء ومسرحيون اختاروا مرشّحيهم بعد وبدؤوا المشاركة في الزفّة باكرا!…ثانيا: من حقّ المثقّفين، ومن واجبهم، أن ينخرطوا في المشهد الانتخابي، لا نقصد ذاك الانخراط البائس القائم على الحسابات الشخصية والمصلحة الفردية التي لا تتجاوز دائرة الانتهازية والربح والخسارة في ظلّ هذا المترشّح أو ذاك، وإنّما الانخراط النقدي القادر على الفرز والمقارنة وكبح جماح التكالب على السلطة» مضيفة «ثالثا: سأنتخب من أراه جديرا بتونس، من بإمكانه أن يزرع بعض الضوء في ليل الشعب الطويل».
أما الأستاذ الجامعي الطاهر بن يحيى فقد تحدث عن دور المثقف الجاد والأصيل قائلا «يكمن دوره في النقد والتشخيص الدقيق لواقع المجتمع ولمعرفة أسباب تخلفه وعوامل تطوره… وهذا الصنف من المثقفين يتعفّف في الغالب عن الانخراط في الشّأن السياسي بطريقة مباشرة وحزبية». وأضاف بن يحيى «التحزّب بالمعنى التنظيمي والصارم للكلمة يحدّ من قدرة المثقف على النقد والاحتجاج. لكن ذلك لا يمنع وجود صنف ثان من المثقفين تحولوا في عهد بن علي مثلا إلى «موظفين» و«كتبة» و«إعلاميين» مهمّتهم الأساسية اضفاء الشرعية على كلّ قبيح سياسي بل تجميل كل قبيح حتى حين يتعلق الأمر بقتل المتظاهرين بالطرق السلمية».
وتابع بن يحيى «لهذا السبب يغيب الصنف الأول عن أغلب فرق المرشحين للرئاسة لأنّ الأجواء التي تتمّ فيها حملاتهم هي أجواء ديماغوجية أساسُها شتم الخصوم» قائلا «تصريح المرشح عبد الكريم الزبيدي في حديثه عن محاولة انقلاب الخميس الأسود وتفكيره في محاصرة البرلمان بالدبابات دليل على ما تمارس بعض النخب في الحملات الانتخابية… هذا الخطأ الفادح يتحمل الزبيدي دون شك مسؤوليته لكن من المؤكد أنّ اللجنة المسؤولة عن حملته هي التي خططّت لهذا الهجوم الساذج الذي سيكلف الزبيدي ثمنا باهظا في ما أقدر».
واستطرد بن يحيى «إذن إقصاء المثقف الحقيقي أو «الإيجابي» مثلما يقول هشام شرابي هو إقصاء إرادي وطبيعي وأهل السياسة ولوبيات الفساد لا يفكرون أبدا في انتداب أو التعاون مع المثقفين بل هم يتعاملون معهم بمنطق التوظيف والاستخدام كما لو كانوا أجراء مدفوعي الأجر للأسف».
«نحن لا نقصي أحدا»
نفى أيّوب الجوّادي مدير حملة المترشح عن ائتلاف الجبهة حمّة الهمامي لرئاسيات 2019 مسألة تغييب المثقف ضمن فريق الحملة قائلا «بلى، لأن حمة الهمامي مثقف وله عديد المؤلّفات بدليل انه اختار مسرحيا مثقفا شابا مثلي مديرا لحملته».
وأكد الجوّادي انّ الهمامي يحظى بمساندة عديد المثقفين والفنانين لعدّة اعتبارات وهي أن «حمة مثقف ويولي اهتماما كبيرا بالفن والثقافة في برامجه ورؤيته وأنه دائم الحضور والمشاركة والتفاعل والمتابعة عن قرب للفعاليات الثقافية وان لا احد يشكك في وقوفه المستمر الى جانب المثقفين والفنانين في شواغلهم ومشاكلهم ونضالاتهم من زمن الاستبداد إلى اليوم».
وتابع الجوادي «مجموعة لا بأس بها من الفنانين والمثقفين تعلم أنّ حمّة أكثر المترشحين قربا لهم وان برنامجه هو الأعمق في هذا الصدد، لذلك نجد المثقفين في فريق حملته ومن أنصاره ومن بين الداعمين له في ترشحه والداعين لانتخابه».
من جهتها قالت سمر صمود مديرة حملة المترشح المستقل لرئاسيات 2019 سعيد العايدي «يوجد مثقفون «صغار» ضمن فريق الحملة لكنهم مبدعون معروفون في المجالين الفني والأدبي» متحفّظة عن ذكر بعض الأسماء.
وأرجعت صمود سبب تحفظ بعض المثقفين عن اعلان مساندة العايدي العلنية للوبيات في قطاع الثقافة تفرض عليهم المساندة في الخفاء، مضيفة «نتحفّظ عن ذكر أسمائهم … أحنا نخافوا عليهم لأنو موش الفايدة ياخو سعيد العايدي أصواتهم وبعد يدقدقهم»، (في إشارة الى ما يروج حول دعم وزارة الشؤون الثقافية ووزيرها حملة رئيس الحكومة المتخلي يوسف الشاهد).
وفي ردها عن سؤال ما إذا كان فريق الحملة قد طرق أبواب مثقفين لطلب استشاراتهم قالت صمود «أحنا مع سي سعيد ماندقوش البيبان لأننا نوجه دعوات لجميع الشخصيات الثقافية في ندواتنا وملتقياتنا على غرار يوسف الصديق ومديرة فضاء «التياترو» زينب فرحات والمسرحي عصام العياري والشاعر أنيس شوشان، وعدد من الفنانين التشكيليين والمصورين».
أما محمد علي التومي مدير حملة المهدي جمعة مرشح حزب البديل التونسي فقد قال «تضم الحملة أبناء الحزب ولكن معنا أيضا الفنان التشكيلي فوزي معاوية كما يوجد معنا مثقفون قريبون من الحزب من بينهم مراد الصقلي ورؤوف بن يغلان». ونفى التومي مسألة إقصاء حزب البديل التونسي المثقف من المشهد السياسي ومن تشريكه في الحملات الانتخابية قائلا « بالعكس يشرفنا تشريك المثقفين ولكنهم لا يتابعون الأنشطة السياسية ولديهم مؤاخذات على السياسة».
وأضاف التومي “كنا قد اقترحنا على الممثل والمخرج محمد علي النهدي ووالده لمين النهدي الإنضمام الى الفريق … نحن منفتحون على مثقفين بعدة مجالات على غرار لطفي بوشناق وصابر الرباعي وكوثر الباردي وكتاب وشعراء». وبسؤالنا عما إذا كان فريق الحملة قد اتصل بعدد من المفكرين من قبيل نائلة السليني وحمادي بن جاء بالله وآمال القرامي وغيرهم أجاب التومي «نشرنا نداء مفتوحا وموجها لكافة المثقفين على صفحاتنا الرسمية طيلة 3 سنوات وفتحنا أبوابنا واتصلنا ببعضهم لكننا لم نجد تفاعلا”. ثم نحن لا نشتغل بعقلية وبشعار “على خاطر داخل انتخابات نجيب وجوه معروفة للحملة متاعي في هذا ضرب للمصداقية لأن الثقافة قناعة”.
صدر بأسبوعية “الشارع المغاربي” في عددها الصادر يوم الثلاثاء 10 سبتمبر 2019.