الشارع المغاربي: رفض رضا شهاب المكي الملقب بـ”رضا لينين”، متفقد عام تعليم ثانوي متقاعد ، اليوم الاربعاء 19 سبتمبر 2019 أن يتم تقديمه كمدير حملة المترشح للرئاسة في الدور الثاني قيس سعيّد، مشددا على أنه “لا مكان للألقاب والرتب في حملة سعيّد”، قائلا “نحن مجموعة تعمل متضامنة متطوعة لا نجاح فيها لواحد من دون الجماعة”.
ولمن لا يعرفه فقد كان طالبا “يساريًا ثائرًا ” في جامعة الحقوق والعلوم السياسية بتونس وهو سليل “وطد” (حركة الوطنيين الديمقراطيين) الجامعة التونسية، عمل “رضا لينين” في مجالات عدة وطرد تعسفيًا من 3 وظائف ورفع قضايا كسبها واستردّ حقوقه.. وأسس بعد ثورة 14 جانفي 2011 “قوى تونس الحرة” واختلف مع عدد من رفاقه حول مشروعه السياسي هذا .
وفي حوار لـموقع”تونس ultra” نشره اليوم، اعتبر” رضا لينين” أن زمن “الوطد” انتهى، وأن “القوانين الداخلية للعالم تسير نحو التغيير لكن اليسار التونسي بقي حبيسًا في سياق الهزيمة ولا يمكن له إلا أن ينهزم “، مبرزا أن ما قاله “ليس كرهًا في اليسار ولكنه انتهى تاريخيًا”، قائلا “دخلنا مرحلة شباب الشعوب”.
وأوضح أن “نظريات “قوى تونس الحرة” التي صاغها في وثيقة للتوقيع عليها لا تنطبق على الحركة بل كتبت لعصر ولعنوان جديدين”، موضحا أن “قوى تونس الحرة” هم أناس تقدميون يؤمنون بالعلم والتقدم وأن القانون الأساسي هو التاريخ”، وأن “لديهم أيضًا تصور جديد لمفهوم الدولة والاقتصاد وهو مختلف تمامًا عمّا عرف في العلوم السياسية”.
وقال “رضا لينين”: “نحن نؤمن بالسلطة المحلية التي تنطلق على أساس مبدأ اقتراع الأفراد والسلطة التشريعية المقلوبة على رئيسها وإذا أردنا أن ننجح فعلينا أن نغير نظام البناء”، مضيفا أن “تحقيق التنمية بعيدًا عن الصراعات الإيديولوجية وما يسمى بالتوافقات مرتبط بتغيير نظام البناء الذي سيصبح من تحت إلى فوق وهو أنجع وشعبي وأقل تكلفة”.
واعتبر أن “هذا التصور كان مرفوضًا لأن الحكم فيه للشعب وهم يريدونه محاصصة بين النخب” معربًا عن “اعتقاده أن عصر النخب والزعماء والانقلابات العسكرية انتهى” ، مفيدا بأن “قوى تونس الحرة” حاولت أن تكوّن مجالس محلية نجحت في البعض وفشلت في البعض الآخر وبأنه “أنهكها زمن الانتقال الديمقراطي وهيمنته على الساحة السياسية”،وبأنه “ظل الاتفاق على أن استرجاع التوازن في البلاد سيتم عندما تتهالك الجوقة السياسية المهيمنة على المشهد، وعندما تنتهي وتستنزف كل مبادراتها وتدخل في طريق مسدود وقتها يقدّم المشروع”.
الالتقاء مع قيس سعيّد
يقول رضا المكي “لم يكن قيس سعيّد من الـ “وطد” لكنه فاجأنا في طريق التاريخ.. فقد وجدناه يقدم في الإعلام مشروعًا هو توأم مشروعنا وتلاقينا في الحياة” مضيفا “كنت أنا في الخارج وكان سعيّد رفقة سنية الشربطي يجول في تونس من شمالها الى جنوبها منذ 2012 ليعرف بالمشروع”.
وتابع “عندما كان أساتذة القانون الدستوري يتنقلون من بلاتو تلفزي إلى آخر كان سعيّد ينتقل من جهة إلى أخرى في كل الولايات”، مواصلا: “لقد أصبح قيس سعيّد ومشروعنا واحدًا فقدمناه للشباب المتعلم والمعطل لأننا نعتبرهم في هذه المرحلة هم القوة الحقيقية، قوة التغيير، ليس احتقارًا للبقية ولكن البقية دورهم ضعيف في هذه المرحلة ولهذا نجح المشروع ميدانيًا الى حد الساعة”.
وأكد رضا مكي أن “خطوة الاولى كانت تتمثل في تشجيع الشباب على التسجيل للانتخابات بعد لقاءات معهم والاستماع إليهم وإقناعهم أن التغيير لن يكون إلا بالتسجيل وسجل مليون ونصف منهم”، مفيدا بأن سعيّد قدم ترشحه بعد أن فتح حسابًا جاريًا بـ 50 دينارًا وتقاسم أكثر من 20 فردًا مبلغ الضمان المالي للترشح للانتخابات الرئاسية (10 آلاف دينار).
وبيّن أن الهدف كان أن “يكسروا قوة المال وأن يثبتوا أن المال أداة يعوضها الجهد والتضامن والعمل والتضحية وهذا ما طبقوه في الحملة”، مشيرًا إلى أن “تنسيقيات الشباب في الجهات كانت تجمع تبرعات تبدأ من 200 مليم إلى 8 دنانير لطباعة مستلزمات الحملة الانتخابية”، مبرزا أن “المتطوعين من الشباب والأساتذة والمحامين والعاطلين عن العمل وحتى الأطفال الذين يلصقون الصور مضيفًا: “كلنا واحد. نحن مجموعة لا قيادة ولا رتب”.
واعتبر رضا المكي أن “أزمة العالم كله هي الأموال والرتب وأنهم أرادوا ان يبيّنوا للعالم أنهم قادرون من دون كل ذلك”، مشددًا على أنهم ليسوا “في منافسة مع أحد. فالمكان يتسع للجميع وأنه لهذا السبب هم لا يردون على الاتهامات التي تكال لهم في المنابر الإعلامية”.
وتحدث عن سرّ نجاحهم ، قائلا: إن “مشروعنا من القلب فعندما تتخلى عن قيود المادة لا يمكن أن تقدم إلا شيئًا خالصًا صادقًا”، مضيفًا: “لقد كنا واثقين من نجاحنا.. تأكدنا أن الشباب أخذ قراره وأن الثورة هذه المرة تكون عن طريق الديمقراطية والصندوق وبطرق شرعية”.
وختم حديثه بالقول: “الصغير أولاد أحمد يقول: إذا كنت شعبًا عظيمًا فصوت لنفسك في اللحظة الحاسمة. ونحن اخترنا اللحظة التي كنا ننتظرها منذ 2011”.
يذكر ان قيس سعيد كان تحدث مرة واحدة عن “رفيقه رضا بلينين” في حوار “الشارع المغاربي” في 11 جوان 2019 قائلا: “من بين أصدقائي المقربين جدا يعرف برضا لينين.. رضا شهاب المكي نلتقي ونتحادث ونتابدل الافكار”.