الشارع المغاربي-منى المساكني: تنطلق اليوم الخميس 23 جانفي 2020 مشاورات تشكيل الحكومة بقيادة الياس الفخفاخ ، الشخصية التي اختارها رئيس الجمهورية قيس سعيد ، من بين اكثر من 23 اسما رشحتهم الاحزاب والكتل والائتلافات النيابية ، وللتذكير الفخفاخ مرشح حزب تحيا تونس ومسنود من حزب التيار الديمقراطي .
وانطلقت الاحزاب المعنية بالمشاركة في الحكم ، باعداد العدة للمشاورات ،واساسا النهضة وقلب تونس ، والنهضة منقسمة بين “خط الغنوشي” الدافع لـ”حكومة قوية” تُشكل استنادا لـ”تعايش اضطراري” مع قلب تونس ، مقابل شق يُساند “حكومة ثورية يُستثنى منها حزب قلب تونس ، مع هذا الانقسام الذي بات واضحا ، فان الموقف الرسمي للنهضة ” هو تشكيل حكومة وحدة وطنية” لا يُستثنى منها الا من يستثني نفسه .
اما قلب تونس ، فهو يبحث عن “احباط اية عملية اقصائية” يقول انها تستهدفه ، وانطلقت باختيار الفخفاخ الذي لم يكن ضمن دائرة مرشحيه ، وبتعيين جوهر بن مبارك ، الشخصية المثيرة للجدل ، ضمن فريق الفخفاخ ، وكان اول من التقاه الفخفاخ بدار الضيافة ، لذلك يُعد قلب تونس من أكثر الاحزاب تحركا في المشهد واستعدادا للتعاطي مع مختلف التطورات التي قد يعرفها المشهد ، سواء دعوة للمشاركة في اطار حكومة وحدة وطنية ، او عزله واقصائه من المشاركة.
ويوم اول امس كان لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي لقاء وصف بالمطول مع نبيل القروي ، لقاء ” تنسيقي” ، قد يكون اسفر عن اتفاق حول كيفية خوض المشاورات ، في اطار “مصلحى” ، الغنوشي الذي يقول مقربون منه انه مُستهدف داخل الحركة وخارجها ، ويريد حكومة لا يؤثر فيها “الشق المعارض له في الحركة” مع اقتراب المؤتمر وارتفاع أصوات تدعوه للاختيار بين رئاسة البرلمان أو رئاسة الحركة، أما خارجها فيسعى الغنوشي لتجميع اغلبية تُحبط اية تهديدات لسحب الثقة منه كرئيس للبرلمان، والمعلوم ان كتلة الحزب الدستوري الحرّ جهز عريضة وانطلق في تجميع التواقيع .
وتتجه النهضة “خط الغنوشي” نحو دخول المشاورات بتنسيق مع قلب تونس ، يما بجعلها في موقع قوة، بل اكثر من ذلك انخرط “‘ تحالف الغنوشي / نبيل القروي في تشكيل “حزام برلماني ” أو جبهة تفاوض ، تحوض مكوناتها المشاورات بكلمة سواء ، وفي هذا الاطار كان للقروي اجتماع يوم امس بحسونة الناصفي رئيس كتلة الاصلاح الوطني ومبروك الخشناوي عن كتلة المستقبل .
والمعلوم ان للنهضة تنسيقا متقدما مع ائتلاف الكرامة ، وقد تصطف الكتلة معها في معركة المشاورات ، وفي صورة نجاح هذه التحركات فان الفخفاخ قد يجد نفسه امام جبهة قوية ، قادرة على فرض شروطها ، ومجموع نوابها بين 125 نائبا ( النهضة وقلب تونس والمستقبل والاصلاح الوطني) و143 (النهضة وائتلاف الكرامة والمستقبل وقلب تونس والاصلاح الوطني).