وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت مؤخّرا عن لقاح مرتقب لفيروس “كورونا” قالت ان من شأنه حماية البشر من خطر الاصابة بالفيروس الذي أزهق أرواح الآلاف حول العالم.
وذكرت صحيفة “غارديان” البريطانية، أنّ 35 شركة ومؤسسة أكاديمية في العالم تتنافس على إنتاج لقاح يستطيع درء خطر الفيروس المعروف أيضا باسم “كوفيد 19” قائلة “إنّ 4 من هذه المؤسسات بدأت في اختبارات اللقاحات التي طورتها، ومنها شركة “موديرنا” الأمريكية التي بدأت التجارب السريرية على البشر”.
ومن جانبها أعلنت مجموعة “سانوفي” الفرنسية أن عقار “بلاكنيل”، وهو الدواء المضاد للملاريا الذي تنتجه، برهن عن نتائج “واعدة” في معالجة مرضى بفيروس “كورونا” المستجد.
ويعود الفضل في السرعة الكبيرة لوصول الأدوية لمرحلة الاختبارات البشرية في هذه المدّة الوجيزة، إلى الجهود الصينية التي تتعقب تسلسل المادة الوراثية لفيروس “كوفيد 19”.
وكانت الصين قد تقاسمت المعلومات مع آخرين بشأن تسلسل المادة الوراثية في مطلع شهر جانفي الماضي، الأمر الذي أتاح للباحثين حول العالم دراسة الفيروس وكيفية غزوه للخلايا البشرية وإصابة الضحايا بالمرض.
وقال الرئيس التنفيذي لتحالف الابتكارات المعدة لمواجهة الأوبئة، ريتشارد هاتشيت، إنّ “سرعة الشركات في إنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا تعتمد على استثمار وفهم كيفية تطوير اللقاحات السابقة ضد فيروسات عائلة كورونا “.
وتسببت الفيروسات التاجية أو ما تعرف بعائلة كورونا في ظهور وباءين، الأول في الصين بين عامي 2002 و2003، وعرف بفيروس سارس الذي يؤدي إلى متلازمة الجهاز التنفسي الحاد، وفيروس كورونا أو متلازمة الشرق الأوسط قبل سنوات. وفي كلتا الحالتين، بدأت اللقاحات في العمل متأخرا، أي بعدما تم احتواء تفشي الفيروس.
من جهتها أفادت شركة “نوفافاكس” الأمريكية، ومقرها ولاية ميريلاند، بأنها ستعيد استخدام اللقاحين المعدين لهذين الفيروسين من أجل مواجهة فيروس “كورونا” المستجد، قائلة إن لديها العديد من المتطوعين الذين يبدون استعدادهم لخوض التجارب السريرية.
ويتشارك فيروس سارس بنحو 80 إلى 90 بالمئة من المادة الوراثية المسببة للفيروس الذي تسبب بمرض “كوفيد-19″، ويعمل تقريبا بالطريقة ذاتها على مهاجمة سطح الخلايا البشرية ثم النفاذ إلى داخلها، خاصة في الجهاز التنفسي، اذ يبدأ الفيروس في إعادة إتناج نفسه بكميات كبيرة، ويخرج من الخلية بعد أن يقتلها.
وتعمل اللقاحات التي يجري تطويرها الآن طبقا لنفس المبدأ الأساسي، وهو تقديم جزء أو كل العوامل المؤدية إلى المرض إلى جهاز المناعة البشرية، على شكل حقنة بجرعة منخفضة، وذلك لتحفيز النظام على إنتاج أجسام مضادة للمرض.
وأكّدت صحيفة “غارديان” البريطانية أنّ التجارب السريرية رغم أنّها مرحلة متقدمّة بالنسبة إلى كثيرين إلاّ أنّها ليست سوى البداية، موضحة أنّ التجارب السريرية التي تمت ليست سوى نقطة أولية من أجل الحصول على الموافقة التنظيمية، التي تتم على 3 مراحل.
وأضافت الصحيفة أنّ المرحلة الأولى تشمل اختبار اللقاح على بضع عشرات من المتطوعين الأصحاء، لرصد آثار اللقاح الإيجابية والسلبية، وأنّ المرحلة الثانية فتشمل تجارب على مئات الأشخاص في مناطق عدة من العالم، خاصة تلك المتضررة من الفيروس، ودراسة النتائج بعناية تامة.
وأشارت الى أنّه يتم بعد ذلك، الانتقال للمرحلة الثالثة، وهي اختبار اللقاح على آلاف المتطوعين حول العالم.
وقالت الصحيفة إنّه خلال هذه المراحل، يجري استبعاد العديد من اللقاحات بعدما يتأكد مثلا أنها غير فعالة أو لها أعراض جانبية مؤذية، كما يقول بروس غلين، الذي يدير برنامج التحصين البشري بمؤسسة “سابين” للقاحات في واشنطن.
وقال أستاذ الأمراض المعدية في كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة أنيليس سميث، إن العمل على إنتاج لقاح يسير بسرعة كبيرة، وانه سيعترضه الكثير من العقبات، مضيفا “مثل معظم اختصاصيي اللقاحات، لا اعتقد أنه سيكون جاهزا قبل 18 شهرا”.
وكان الأستاذ الجامعي قد علّق على محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقرار اللقاح قبل نوفمبر المقبل، موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
ولفت الاستاذ الى أنّه بمجرد إقرار الدواء من قبل السلطات الصحية، سيكون هناك تحد أمام شركات الأدوية هو إنتاج كميات كبيرة منه تكفي الطلب العالمي عليه.
وكشفت صحيفة “غارديان” أنّ الكثير من هذه الشركات ليست لديها القدرة الإنتاجية اللازمة لمواكبة هذا الطلب.