الشارع المغاربي-ترجمة الحبيب القيزاني: يوم 2 افريل الجاري فوجئ العالم بخبر اندلاع ثورة على متن حاملة الطائرات الامريكية “تيودور روزفيلت” اثر اقالة قائدها الاميرال برات كروزيي وطالبت قيادة البحرية العسكرية الامريكية البنتاغون باعادة الاميرال الى منصبه.
موقع avia-pro.fr نشر اثر هذا الحدث فيديو يوثق مغادرة الاميرال المقال حاملة الطائرات تحت موجة من تصفيق “المارينز” مصحوبة بصيحات غضب صادرة عنهم بلغ بعضها حد ترديد شعارات مناهضة لامريكا. وكشف الموقع عن وجود عريضة قال إنها تحمل ما بين 200 و300 توقيع وتتضمن احتجاجات “مارينز” وضباط من البحرية الامريكية على تصرفات البنتاغون (وزارة الدفاع الامريكية) مبرزا ان ذلك يعني ان الاميرال المقال لا يحظى بمساندة وتضامن جنود وضباط حاملة الطائرات المذكورة فقط وانما ايضا بدعم عسكريين اخرين.
البنتاغون اكد من جانبه على لسان وزير البحرية توماس مودلي ان سبب اعفاء قائد حاملة الطائرات “وصول رسالته حول تفشي فيروس كورونا على متنها الى وسائل الاعلام” في تلميح الى ان مثل هذه الاشياء تعتبر من الاسرار العسكرية التي لا يجب افشاؤها لكنه اعترف في نفس الوقت قائلا “الوضع في ما يتعلق بفيروس كورونا على متن حاملة الطائرات المذكورة خرج عن سيطرة الاميرال وأفضل طريقة للخروج منه هي اعفاؤه من منصبه”.
وفيما اكتفت وسائل الاعلام الامريكية بنقل تفاصيل اقالة الاميرال كروزيي كشفت اخرى انه طلب في الرسالة الموجهة للقيادة العليا للبحرية الامريكية اجلاء 4000 بحار من الحاملة واخضاعهم للحجر الصحي بسبب اصابتهم بفيروس كورونا.
لكن صحيفة The Nation (الأمّة) الامريكية لم تمر على الحدث مرور الكرام ونشرت تقريرا قالت انها حصلت عليه من مصدر تابع لوزارة الدفاع الامريكية فضّل التحفّظ على ذكر اسمه خوف من الاقالة يؤكّد توجيه البنتاغون تحذيرا سريا منذ عام 2017 الى البيت الابيض حول “وجود تهديد جدّي بظهور فيروس قاتل ينتج عنه نقص في اجهزة التنفس الاصطناعي والاقنعة واسرّة المستشفيات ” مؤكدة ان ادارة الرئيس دونالد ترامب لم تتخذ اية احتياطات ولم تُعدّ اية اجراءات لمواجهة وضع مماثل متهمة ترامب بتجاهل تحذير مخابرات العسكر.
وذكرت الصحيفة انها حصلت على تقرير مصنف “سري جدا” صادر عن البنتاغون منذ عام 2017 وانه جاء فيه تحت عنوان “عدو وتهديد” : “ان التهديد الاكثر احتمالا وخطورة هو ظهور مرض جديد يصيب الرئة يشبه كثيرا الانفلونزا ويتسبب في اصابات على درجة كبيرة من الخطورة تحدث بشكل طبيعي او عرضي او متعمّد وتكون مصحوبة بنسبة عدوى مرتفعة وتؤدي الى تفشي وباء في صفوف القوات العسكرية الامريكية ينال من جاهزيتها ونجاعتها في القيام بمهمات قتالية او عمليات اخرى”.
وحسب الصحيفة ارفق البنتاغون تقريره بخطة لمواجهة الوباء الذي توقع ظهوره مؤكدة ان الخطة كانت تحديثا لخطة تدخّل سابقة اعدتها وزارة الدفاع الامريكية لمواجهة وباء قاتل وتتضمن الدروس المستخلصة من التعامل مع عدة اوبئة شهدها العالم في العقود الماضية وان منها بالخصوص نوعا من انواع فيروس كورونا انتشر سنة 2012 في الشرق الاوسط وتمت السيطرة عليه. وأضافت ان الخطة تحمل رقم 3560 وأنها اعدّت بتاريخ 6 جانفي 2017 من طرف القيادة الشمالية للقوات الامريكية تحت عنوان “اوبئة الانفلونزا والرد على الامراض المعدية”.
ونقلت The Nation عن دونيس كوفمان الذي قالت إنه ترأس قسم الامراض المعدية والاجراءات المضادة لها بالمخابرات العسكرية الامريكية من سنة 2014 الى سنة 2017 تأكيده ان المخابرات الامريكية بما فيه العسكرية كانت واعية بمخاطر سلالات وباء كورونا المختلفة منذ اعوام وانها حذرت من التهديدات التي تمثلها مختلف فيروسات الانفلونزا المعدية جدا طيلة ما لا يقل عن 20 سنة وانها حذرت كذلك من ظهور وباء كورونا طيلة 5 سنوات قبل ان يضيف : “كانت هناك تصريحات هذه الايام تحمّل مسؤولية ظهور وانتشار وباء كورونا لوكالات المخابرات والحقيقة ان مثل هذه التصريحات تمثل افضل مخرج لأولئك الذين تجاهلوا تحذيرات اجهزة المخابرات من الورطة التي وجدوا انفسهم فيها “.
وختمت الصحيفة تقريرها بعرض فقرة أخرى من تحذير البنتاغون جاء فيها تحت عنوان “تهديدات استراتيجية” : “ستكون لانتشار وباء سريع التفشي وقاتل تداعيات على امن الولايات المتحدة الامريكية، تداعيات قد تكون لها نتائج اقتصادية وسياسية واجتماعية وخيمة سواء على النطاق الوطني او العالمي اذ سيكون هناك تنافس شديد وتناحر شرس بين الدول على الاستحواذ على الثروات وخصوصا على اللوازم والاجهزة الطبية مثل اللقاح والات التنفس الاصطناعي والكمامات والقفازات وسوائل التعقيم بل وحتى الاقنعة والدعم اللوجستي… كما سيؤثر بروز وباء مماثل على وفرة اليد العاملة”.
وذيّلت الصحيفة تقريرها بتغريدة هاجم فيها الرئيس الامريكي ترامب شركتي جنرال موتورز وفورد بسبب ما اعتبره تقصيرا من جانبهما في التحرك لمعاضدة جهود الدولة في مواجهة فيروس كورونا كتب فيها “على شركة جنرال موتورز ان تفتح حالا معملها المنتصب بمدينة لوردستاون بولاية اوهايو والذي اهملته عن حماقة او اي معمل اخر تابع لها والشروع فورا في تصنيع اجهزة التنفس الاصطناعي… وانتم اصحاب شركة فورد اصنعو لنا هذه الاجهزة وبكل سرعة !”.