ولم تكن مباراة كرة القدم التي جمعت نادي أتالانتا الإيطالي بضيفه فالنسيا الإسباني في ذهاب الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا، مثل أية مباراة أخرى، اذ انها كانت نقطة تحوّل في انتشار الفيروس بإيطاليا وإسبانيا.
المباراة التي شهدت فوزا كاسحا بنتيجة (4-1) لصالح النادي الإيطالي، حضرها أكثر من 40 ألف مشجع تنقلوا من مدينة بيرغامو -معقل نادي أتالانتا- لمشاهدة فريقهم الذي يكتب التاريخ في المنافسة الأغلى على مستوى الأندية. وانضم هؤلاء لنحو 2500 مشجع قدموا من إسبانيا لمؤازرة نادي فالنسيا، وقضوا ساعات طويلة من الاحتفال في شوارع ميلانو قبل التوجه عبر قطار الأنفاق ووسائل النقل العام الأخرى الى الملعب.
وبعد مرور أكثر من شهر على تلك المواجهة، جمع موقع اورو سبورت شهادات لمختصين بشأن دور تلك المباراة في تزايد حالات العدوى بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). وكانت إيطاليا قد شهدت تسجيل أول حالة إصابة بكورونا قبل تلك المباراة بيوم، قبل أن تتضاعف الإصابات بمرور الأيام وتبلغ اليوم 192994إصابة و25969 وفاة.
ويرى المختص في الأمراض المعدية ماسيمو غالي أن الفيروس انتشر قبل المباراة في مناطق بعيدة عن مدينة ميلان، وان تجمع الآلاف من الأشخاص في موقع واحد كان عاملا مهما لانتشاره.
ويعتقد فرانشيسكو لوفوش الطبيب المختص في المناعة بمصحة أومبيرتو في روما، أن تلك المباراة كانت نقطة تحوّل في انتشار الفيروس بإيطاليا، وأوضح أن تزاحم الآلاف من المشجعين خلال الساعات التي سبقت المباراة وأثناءها وبعدها كان ميدانا خصبا لانتشار الفيروس وانتقاله في مرحلة لم تكن فيه المنطقة في وضع استعداد وتأهب لمواجهته.
أما مسؤول قسم أمراض الرئة في مستشفى بابا جيوفاني في برغامو الدكتور فابيانو دي ماركو فرأى أن تلك المباراة كانت أشبه بقنبلة بيوليوجية. واعتبر أن لعب تلك المباراة بحضور الجماهير كان أمرا جنونيا.
ونقلت صحيفة ماركا الإسبانية عن عمدة مدينة بيرغامو، جيورجيو غوري قوله إن المباراة كانت بمثابة “قنبلة بيولوجية” ساهمت في انتشار الفيروس، ولكنها لم تكن السبب الوحيد لذلك، مذكرا بأن عددا كبيرا من الحالات سجلت بعد نقل مريض للعدوى لطاقم مستشفى ألزانو لوباردو بالمدينة.
وطرحت وسائل إعلام إيطالية سيناريو آخر، وتحدثت عن إمكانية جلب المشجعين الإسبان للفيروس إلى إيطاليا باعتبار أنه تم تجسيل وفاة في فالنسيا بسبب كورونا يوم 13 فيفري أي قبل المباراة بستة أيام.
وعلى الطرف الآخر، تحدث مركز الدراسات الإستراتيجية الدولية وجامعة فالنسيا عن دور تلك المباراة في زيادة انتشار الفيروس بإسبانيا.
وسجلت السلطات الصحية في إسبانيا إصابات بالفيروس بين مشجعي فالنسيا وعدد من الصحفيين الذين رافقوا الفريق إلى إيطاليا، وأعلن النادي الإسباني تسجيل إصابة نحو ثلث أعضائه بكورونا.
وأحصت إسبانيا اكثر 213 ألف مصاب بالفيروس، و20 الف وفاة.