الشارع المغاربي: خصصت صحيفة “لوموند” الفرنسية العريقة ، مقالا حول مركز في تونس العاصمة تم احداثه مع بداية فترة الحجر الصحي العام، لإيواء النساء ضحايا العنف الاسري او الزوجي ، مركز يمثل ملجأ آمنا ، ويمثل استثناء تونسيا في العالم العربي ، وجاء في سياق كشفت فيه اهم المنظمات الاممية ان العنف المسلط على المرأة ارتفع في العالم خلال ازمة كورونا خمسة مرات وتقول منظمات حقوقية ونسوية في تونس انه تضاعف 9 مرات.
وأكدت “لوموند” أن أغلب النساء التحقن بالمركز خلال الأسابيع الأخيرة مرفوقات بممثل عن وزارة الداخلية بعد اتصالهن برقم أخضر أو بإحدى جمعيات المجتمع المدني أو الوحدات المتخصصة في مكافحة . العنف ضد النساء .
ونقل المصدر عن سلوى كنّو رئيسة جمعية النساء التونسيات لأبحاث التنمية قولها «كان يجب مواجهة تنامي العنف ضد النساء خلال انتشار جائحة كورونا لأنه لا يمكن للضحايا الالتحاق بمراكز الحجر الصحي لما في ذلك من احتمال نقل العدوى لنساء أخريات متواجدات بالمراكز.
وأشارت الصحيفة الى أن المركز جُهّز خصيصا للعزل والحجر بدعم مالي من صندوق الأمم المتحدة للسكان يقدر بـ 7 آلاف دولار أي ما يناهز 18 ألف دينار تونسية والى انه تم توفير ما يلزم “لتشجيع النساء على الالتزام بالعزل وعدم استقبال الزوار رغم تجاور الغرف” على حدّ تعبير ريم فيالة ممثلة الصندوق المذكور بتونس.
وتابعت “لوموند” أنه لكسر عزلة الضحايا ومساعدتهن على نسيان صدمات العنف يتواصل بعضهن دون اطالة مع العاملين تطوّعا بالمركز والذين أغلبهم من جيرانهن ومن الشباب ناقلة عن متطوع يدعى أمين لطيف قوله «نتحدث اليهن عندما نقدم اليهن اطباق الطعام أو عندما نأخذ منهن أدباشا للغسل لكننا نحافظ على مسافة الأمان الصحية
ووفق الصحيفة تضاعف عدد الاعتداءات على النساء منذ إقرار الحجر الصحي العام وحظر التجول بـ 9 مرات خلال الاسبوع الاخير من شهر افريل الماضي مثلما تدل على ذلك ارقام جمعيات المجتمع المدني والاتصالات بالرقم الأخضر التابع لوزارة المرأة.
ونقلت عن شريفة التليلي منسقة لجنة العنف بالجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات قولها “في العادة نستقبل حوالي 40 امرأة شهريا بمركز الانصات بتونس العاصمة ومنذ غرة أفريل تلقينا 156 شكاية رغم أن الاستقبال واسداء التوجيهات القانونية واجراء المتابعة النفسية باتت تتم عن طريق الهاتف.
واكدت سنية بن ميلاد المسؤولة عن الاتصال بجمعية «أصوات نساء» في تصريح نقلته الصحيفة أن 30 جمعية نسقت يوم 15 أفريل الفارط مع وزارة المرأة ووجهت رسالة مفتوحة للحكومة مؤكدة انهم يتلقون ايضا شكايات عبر مجموعة «أنا زادة» على موقع فايسبوك يوجهونها آليا نحو الخط الأخضر أو نحو جمعيات أخرى معترفة بأن السلطات كثفت نشاط تصديها للعنف المسلط على النساء مشددة على وجوب تكثيف التحسيس.
وأفادت “لوموند” أن غرف المركز كانت عند فتحه ملآنة بالضحايا وأنه لذلك يصعب ايواء ضحايا من الجهات الداخلية خاصة في ظل صعوبة التنقل بسبب اجراءات الحجر الصحي وضرورة الحصول على ترخيص لذلك مثلما أكدت كريمة بريني رئيسة جمعية «نساء ومواطنة» بالكاف.
غن أسبوعية “الشارع المغاربي” في عددها الصادر يوم امس الثلاثاء 5 ماي 2020