الشارع المغاربي-وكالات: خسر قائد الجيش الوطني اللّيبي المشير خليفة حفتر قاعدة “الوطيّة” العسكرية التي تتسم بأهيّة استراتيجية وعسكريّة كبيرة كونها من أبرز المواقع التي سيطر عليها “الجيش الليبي” غرب ليبيا قبل أن يخسرها.
وتُمثّل قاعدة “الوطيّة” أهمّ ثاني قاعدة في ليبيا بعد “معيتيقة”، وتقع على بعد 140 كلم من العاصمة طرابلس.
ونجحت قوات حكومة الوفاق الوطني في السيطرة على هذه القاعدة التي أنشأتها القوات الأميركية خلال إنزال الحلفاء سنة 1942، لتجعل منها موقعا استراتيجيا وغرفة لعملياتها العسكرية المقبلة.
وتكمن الأهمية الاستراتيجية لـ”الوطية” كونها القاعدة العسكرية الثانية من حيث المساحة بعد قاعدة “معيتيقة”، اذ تبلغ مساحتها 50 كلم ولها طاقة استيعابية تتعدى السبعة آلاف جندي، كما أنّها تضمّ مطارا عسكريا.
ومع خسارة المشير حفتر للقاعدة التّي تُمثّل مركزا رئسيا لقيادة عمليات الجيش الليبي، ربحت حكومة الوفاق مكسبا كبيرا عبر تحويل “الوطيّة” لمركز أساسي لتزوّد الطيران التابع لها بالوقود وبالتالي للسيطرة على مناطق إضافية أخرى أشتدّ النزاع حولها بين الطرفين، على غرار إقليم فزان.
ومن المرجح أن يجعل السرّاج هذه القاعدة منطقة محصنة لطائرات الوفاق.
وتتميز المنطقة التي تقع فيها “الوطية” بموقع جغرافي مُميّز يساهم من الناحية العسكرية بشكل كبير في التحصن، نظرا لانّها تضم تضاريس طبيعية محصنة، وهذا الأمر الذي كان يفسر إصرار حفتر على البقاء فيها لجعلها قاعدة إمدادات خلفية في غرب البلاد تحسبا لأية معركة.
ويأتي هذا التطور الإستراتيجي بعد أسبوعين من سيطرة قوات السراج على مدينة طرهونة الاستراتيجية الواقعة غرب العاصمة الليبية التي كانت تشكل مع مدينة غريان التي سيطرت عليها قوات السراج منذ عام، غرفة عمليات رئيسية له تماما كما قاعدة “الوطية”.