الشارع المغاربي: اعلنت وزارة الشؤون الخارجية اليوم الجمعة 11 سبتمبر 2020 أنه “تقرر إنهاء مهام مندوب تونس الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة بنيويورك وطلب عودته إلى تونس” مشيرة دون ان تسمي قيس القبطني الى أن “مسألة نقلته إلى مركز أخر في اطار الحركة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية لم تعد مطروحة”.
وأوضحت الوزارة في بلاغ صادر عنها نشرته بصفحتها على موقع “فايسبوك” ان قرار انهاء مهام القبطني جاء “تبعا للتصريحات الصحفية المفاجئة التي أدلى بها يوم أمس لوسيلة إعلام أجنبية والتي تولى خلالها وهو لايزال حاملا للراية التونسية في الخارج التطاول على مؤسسات الدولة ورموزها والمس من هيبة وصورة تونس بالخارج في خرق فاضح وغير مسبوق لواجب التحفظ المحمول على ممثلي الدولة التونسية وإطاراتها في مثل هذه المواقع الحساسة وعلى إثر ما خلفت هذه التصريحات غير المسؤولة من إستياء عميق لدى كافة الاسرة الدبلوماسية وما أحدثت من ردود فعل سلبية”.
وأضافت انه “على عكس ما كان ادعى (القبطني) لم يتم إعفاء المعني بالأمر من مهامه كرئيس بعثة في بادئ الامر بل وقع إعلامه بشكل رسمي من قبل الوزارة بقرار نقلته إلى مركز دبلوماسي آخر في خطة سفير وذلك في إطار التحويرات التي ستشملها الحركة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والدائمة والقنصلية في تونس بالخارج على أساس معايير تقييم مهنية”.
وتابعت ” قرار نقلة المعني بالأمر اتخذ بعد لفت انتباهه إلى عدة اخلالات في طريقة التسيير الاداري والمالي للبعثة ودعوته للتدارك” مشيرة الى انه ” تمّ تسجيل هذه الاخلالات في ضوء تقييم معمق وموضوعي لأداء السفير منذ فترة وبعد تفطن مصالح وزارتي الخارجية والمالية إلى شروع المعني بالامر في تجاوزات إدارية ومالية تم ايقافها وتضمينها في تقارير مفصلة أعدتها المصالح المختصة بالوزارتين، بما في ذلك سوء تصرف في ميزانية البعثة دون مراعاة للإكراهات والضغوطات التي تعاني منها ميزانية الدولة والظرف الإقتصادي الصعب الذي تمر به بلادنا”.
وأشارت الى ان “المعني بالأمر لم يحسن التواصل مع زملائه بالبعثة الذين هم من خيرة الدبلوماسيين بالوزارة “مبرزة ان سلوكه “اتسم بسوء المعاملة والتعالي الشيء الذي خلق حالة من التشنج وأثر سلبيا على مردود البعثة وسير العمل اليومي فيها”.
وأكدت الوزارة على ثقتها في كافة اطارات وأعوانها في الداخل والخارج مثمنة اعتزازهم بالعمل ضمن هياكلها وتفانيهم في خدمة تونس ومصالحها دون سواها والدفاع عن سمعتها وصورتها وتعزيز مكانتها وعلاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة.
يذكر ان وكالة الانباء الفرنسية كانت قد نقلت يوم امس عن القبطني قوله يوم الاربعاء “قرّرت الاستقالة من السلك الدبلوماسي التونسي.. إنها مسألة شرف ومبدأ” مضيفة ان القبطني اشار الى أنّه لم يعلم بقرار إعفائه من مهامه واستدعائه إلى تونس إلا يوم الثلاثاء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
واكدت الوكالة ان الديبلوماسي أعرب عن أسفه لقرار السلطات التونسية تغيير سفيرين في غضون سبعة أشهر معتبراً أنّ هذا الأمر “سيء جداً لصورة بلدي”.
وأضافت ان السفير عزا سبب إعفائه من منصبه إلى “الدائرة المحيطة برئيس الجمهورية” مؤكدا أنّه رفض نقله إلى مركز مرموق في أوروبا قائلاً “لم أعد أثق في الرئيس سعيّد…متابعا “لقد قمت بواجبي، لقد بذلت قصارى جهدي مع فريق دبلوماسي صغير جداً في نيويورك” معرباً عن خيبة أمله العميقة لما جرى.