الشارع المغاربي: أكّد وزير التربية فتحي السلاوتي اليوم الجمعة 23 أكتوبر 2020 امكانيّة استغلال نظام الدراسة يوما بيوم ليتعلّم التلميذ عن بعد عبر التلفاز في اليوم الذي لا يذهب فيه الى المدرسة، مشيرا إلى أنّه تمّ احداث لجنة لدراسة التواصل بواسطة التلفاز.
وقال السلاوتي خلال منتدى وطني حول الجمعيات الناشطة في ادماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التّدريس عن بعد “نعترف بوجود نقائص خلال هذه السنة الدراسية التي انطلقت في ظروف صعبة..ظروف جائحة كورونا وبالتالي كان التفاف الجميع خاصة المجتمع المدني ضروريا لانجاح هذا الموعد التاريخي الكبير…اضطرتنا هذه الجائحة الى اختيار الدراسة يوما بيوم واعتماد مبدأ التدرج والمرونة الذي شارك فيه مختلف شركائنا وقد حققنا نجاحا نسبيا”.
وأضاف “تمنينا ان تكون العودة في ظروف افضل قليلا بما ان الدراسة يوما بيوم…فنحن نوفر للتلميذ امكانية التكون عن بعد في اليوم الذي لا يدرس فيه ومن سوء الحظ ان وضعية البلاد اليوم لا تخوّل لنا ذلك خاصة اننا مصرون على مبدأ اساسي بُنيت عليه المنظومة التربوية هو مبدأ تكافؤ الفرص واليوم من سوء حظنا قمنا بالبحث وبإحداث استمارة موجودة على موقع واب الوزارة وقد أجابب عليها تقريبا مليون و900 ولي وتلميذ وبالتالي هي مهمة جدا بالنظر لمليونين و215 الف تلميذ”.
وأوضح “تخص هذه الاستمارة امكانية التعلم عن بعد في تونس وكان السؤال الاول حول من لديه وسائل تخول له التعلم عن بعد اي هاتف ذكي او حاسوب او “تابلات” فاتضح ان هناك حوالي 49 في المائة من تلاميذ المراحل الاعدادية والثانوية فقط يملكون هذه الوسائل وبالنسبة للمرحلة الابتدائية هناك 70 في المائة لا يملكون هذه الوسائل وبالتالي في الظروف التي نعيشها، صحيح ان النتائج ليست صائبة 100 % ويمكن أن تكون الاجابة “لا املك وسائل” لانه يتبادر الى اذهنتهم ان الوزارة ستوفر وسائل تكنولوجية ولكن هناك عدد كبير من التلاميذ ليس لهم امكانية الولوج الى منصات التواصل عن بعد والانترنت”.
وتابع الوزير “لا يجب ان يكون خيار التعليم عن بعد خيارا وحيدا وبالتالي اتجهنا في الوزارة الى خيار يعتمد مختلف الوسائل التي تخول لنا التواصل بما هو ورقي وبما هو رقمي وخاصة عبر التلفاز …هناك في كل المنازل تقريبا تلفاز حتى في الارياف وبالتالي توجهنا لهذا الخيار ولدينا الآن لجنة تشتغل على التواصل بواسطة التلفاز وبواسطة الاقمار الصناعية نايل سات…هذا الخيار بصدد الدرس وان شاء الله سنتوجه فيه”.
وواصل “أعتقد أن دور الجمعيات الناشطة في ادماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التّدريس عن بعد مهم جدا واكثر شيء ايجابي بعد الثورة هو المجتمع المدني الذي يساهم مساهمة فعالة في البلاد وبالتالي نعول على المجتمع المدني لمساعدتنا في هذا التمشي” متابعا “أنا متأكّد أنّ للجائحة نتائج صعبة علينا على مستوى الاطار التربوي والتلاميذ وكل يوم نخرج احصائيات دقيقة جدا عن عدد المصابين…نعيش نتائج الاحصائيات بصعوبة كبيرة والارقام تتزايد على غرار الوضع الوبائي في البلاد ولكن رغم ذلك نحن مقتنعون بأنّ الجائحة يمكن ان تكون فرصة لنتجه الى تمش جديد…هناك بلدان قريبة لنا مثل المغرب اندرجت في هذا التمشي”.
وختم الوزير بالقول “لم يتمّ التحضير كما يجب ولا وجود لبنية تحتية تستجيب لهذا الواقع الجديد ولكني متأكّد أننا قادرون بتظافر جهود الجميع وبمساندة الشركاء والمجتمع المدني، على تفادي التأخير الحاصل لأنّ هناك تأخر كبير مقارنة ببلدان مشابهة لنا، وأنا متيقّن ايضا من أنّنا قادرين على التقدم لتحسين ظروف التعلم ومن أنّ هذه الورشة والورشات المماثلة لها ستؤدي الى نتائج ايجابية واليوم لا احد يقدر على تحسين الوضع في البلاد بمفرده… يجب ان نتفق كلنا ومع بعضنا كلنا نصبح قادرين على تحسين الوضع وكورونا تمثل فرصة بالنسبة لنا ونعول على هذه الجمعيات وعلى المجتمع المدني كثيرا لمعاضدة مجهود الدولة والوزارة في هذا الاتجاه”.