الشارع المغاربي-وكالات: أكّد تقرير نشرته صحيفة “صنداي تايمز” اليوم الاحد 2 ماي 2021 حجم انتشار فيروس كورونا في الدول الافريقية، مشيرا الى أنّه رغم تكتّم سلطات دول القارة السمراء على الأعداد الحقيقية للاصابات والوفيات فإنّ شهادات العاملين في المقابر تفضح الأرقام الحقيقية باعتبار أنهم يعلمون ليلا نهارا على حفر القبور.
ونقلت الصحيفة عن الممرضة مسانك (22 عاما) التي تعمل في مركز للحجر الصحي على ضفاف النيل الأزرق بالسودان قولها “أشعر وكأن العالم سينتهي قريبا بسبب أعداد الموتى الذين نراهم…المستشفيات تعجّ بالمصابين وترفض استقبال المرضى.. هذا الفيروس ضربنا بقوة”.
ونقلت عن متطوعة أخرى اسمها رنا (24 عاما) قولها “لقد شاهدت الكثير من الناس يموتون، بعضهم شباب مثلي وكان من الصعب مراقبتهم”.
واستشهدت الصحيفة بكلام جون نيغكانسونغ، مدير المركز الأفريقي للتحكم ومنع الأمراض الذي اكد فيه أنّ أنظمة الصحة المتداعية ونقص الأسرّة والأوكسجين وأجهزة التنفس، عرّضت الدول الأفريقية لموجات سريعة من الفيروس مثل الموجة التي ضربت الهند. وقال “لا يمكن تجاهل ما يجري في أفريقيا”.
ولفتت الصحيفة الى ان الدراسات أظهرت أن في القارة حالات أكثر مما تشير إليه الأرقام الرسمية والى انه لا يتم الإبلاغ عن الوفيات في معظم الدول الأفريقية.
من ذلك انه بينما تشير الأرقام الرسمية في السودان مثلا الى تسجيل 2349 وفاة بسبب كورونا، كشفت دراسة أشرفت عليها ميسون ذهب خبيرة الأوبئة في كينغز كوليج بلندن ان الفيروس قتل في منتصف نوفمبر العالم الماضي بالخرطوم وحدها 16 ألف شخص حسب تقرير الصحيفة.
واوضحت الدكتورة ذهب بالقول “نشك في أن نسبة 97% من الحالات في الخرطوم لا يتم الكشف عنها”، مضيفة “ليس تسترا، لكن المعلومات لا يتم الإبلاغ عنها ولا يذهب الكثيرون إلى المستشفى ولهذا لا يعدون الإحصائيات”.
ونقلت الصحيفة عن كريستوفر هيل، خبير الأمراض المعدية بجامعة بوستون قوله ان “الأرقام الرسمية لا تكشف عن سطح ما يحدث” مشيرة الى ان هيل واحد من فريق قام بفحص 370 جثة بمشرحة بالعاصمة الزمبية لوساكا في سبتمبر العام الماضي والى انه اكد ان خُمس الحالات ماتت بسبب كوفيد- 19 وانه لم يتم تسجيل إلا حالتين على أنهما وفاة بكورونا. وأضاف: “فكرة أن أفريقيا تجنبت الفيروس هي أسطورة نتجت عن بيانات رقابة سيئة” متابعا “مشرحة لوكاسا هي مجمع كبير تحت الأرض وبإعداد من جماعات ترتيب الجنازات وزحام السيارات حول المكان، وعدد الأكفان التي تخرج من المكان تجعلك تصاب بالذهول. كوفيد مختف وسط كل هذا”.
وحسب الصحيفة كانت حصيلة الوفيات من الفيروس في أفريقيا حتى الاسبوع الماضي قليلة ولم تتعدّ 121891 مقارنة بعدد سكان القارة البالغ 1.3 مليار نسمة. وحصلت أكبر نسبة للوفيات في جنوب افريقيا (54331) وهي من أكبر الدول المتقدمة في عملية جمع البيانات عن الوفيات. ومع ذلك، هناك من يشك في حصول وفيات جماعية لم يتم الكشف عنها، فلو حدث هذا فستكون مشرحة لوساكا مثلا مزدحمة بالجثث كما يقول بابك جافيد، الخبير بالأمراض المعدية بجامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو.