الشارع المغاربي-حاوره : العربي الوسلاتي: تتسارع الأحداث وتتشابك في تونس بشكل غير مسبوق بعد أن قرّر رئيس الجمهورية قيس سعيد تفعيل الفصل 80 من الدستور التونسي. تطورات كان لها تأُثير كبير على الشارع التونسي بمختلف مشاربه وألوانه وهو ما دفعنا للخوض في هذا الجانب من رؤية رياضية خالصة تعوّدت الخوض بشكل كبير في الشأن السياسي التونسي.
عن قرارات قيس سعيد وعن عناوين المرحلة القادمة وعن إمكانية تأُّثّر المشهد الرياضي بما يحصل على الصعيد السياسي وعن عديد المحاور المهمة المتعلّقة “بالانقلاب الناعم” مثلما وصفه البعض تحدث المدرّب التونسي فوزي البنزرتي لـ”الشارع المغاربي” في الحوار التالي:
الأكيد أنك تتابع ما يحدث في تونس عن كثب؟
بطبيعة الحال… أعتبر ما حصل وما قام به رئيس الجمهورية قيس سعيد خطوة ايجابية للغاية لاستعادة تونس التي تمت سرقتها منا… كان لا يمكن بأيّة حال من الأحوال أن يستمر الوضع في تونس على ما هو عليه الآن… لقد أصبحنا مهزلة بين الدول بعد أن كنا دولة رائدة على جميع الأًصعدة… وددت لو كان رئيس الجمهورية قد قام بهذه الخطوة منذ زمن طويل ولكن لا يهم وما يهمنا الآن هو أنّنا بدأنا مرحلة الاصلاح والانقاذ.
تبدو متفائلا جدّا في وقت يخشى فيه البعض من حدوث انفلات شعبي كبير وحصول حرب أهلية في ظلّ تضارب المواقف بين الجبهتين؟
غير صحيح.. تونس لن تتأثّر ببعض حملات التخويف التي يطلقها أنصار حركة النهضة… قرارات رئيس الجمهورية لاقت ترحيبا شعبيا وجماهيريا كبيرا جدا ولمسنا ذلك خلال خروج غالبية الشعب التونسي للاحتفال في الشوارع بعد اعلان رئيس الجمهورية عن تجميد البرلمان واعفاء رئيس الحكومة وتولي زمام السلطة التنفيذية بنفسه. لا يجب ان ننسى أن رئيس الجمهورية له كامل الشرعية والمشروعية وصعد الى رئاسة الجمهورية بأكثر من مليوني صوت في وقت يحاول فيه من صعدوا الى البرلمان ب400 ألف صوت أن يتحكموا في مصير البلاد.
البعض يحذّر من حصول السيناريو المصري وما حدث خلال أحداث رابعة؟
تونس ليست مصر… وفي تونس ليس لنا قواعد للاخوان والاخوان لا مكان لهم بيننا… هؤلاء همهم الوحيد تجميع الغنائم سياسية كانت أو مادية… قلت في أكثر من مرّ ة لا يعقل أن يكون المنوال الانتخابي على هذه الشاكلة ولا يعقل أن يتحكم في مصير بلاد بأكملها من يتحصّل فقط على 400 ألف صوت… كنا في نداء تونس ننادي بتغيير القانون الانتخابي وبتغيير كل النظام الأساسي ولكن الحزب تمت خيانته والتلاعب به من الداخل والخارج وحتى الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي لم يستطع تنفيذ الوعد الذي قطعه على نفسه لناخبيه بتخليص تونس من قبضة الاخوان… حقيقة كنت أتمنى أن يقوم الباجي بالخطوة التي قام بها الآن قيس سعيد… ولكن… المهم اليوم أن لحظة التغيير قد حانت فعلا ومن يخيفنا بالسيناريو المصري فنطمئنه بأن تونس متحدة اليوم ضدّ الإخوان وعلى قلب رجل واحد.
توسّمت الخير كثيرا في نداء تونس؟
بالفعل لأني كنت أؤمن بأن تونس في حاجة الى رجال… رجال دولة بالفعل وليس سياسيين من الطبقة الهواة… ناديت صلب النداء بتغيير نظام الحكم والنظام الاساسي ولكن هذا لم يحدث والنداء يتحمل هو الآخر مسؤولية كبيرة من الوضع الذي وصلنا اليه اليوم… لا تنسوا أننا جمعنا عريضة بمليون توقيع في ذلك الوقت لتغيير نظام الحكم ولكن بعض السياسيين وبعض رجال القانون على غرار المدعو (عاشور) حادوا برغبة الشعب وتلاعبوا بمصيره… لا يجب أن ننسى مهزلة المجلس التأسيسي الذي قبض على أنفس الشعب التونسي لأكثر من ثلاث سنوات والتي مازلنا ندفع فاتورتها الى حد اليوم.
البعض يخشى من سيناريو عودة الاستبداد والحكم الديكاتوري؟
مستحيل… الديمقراطية لا تعني الفوضى ثمّ تونس بها شعب واع ولا يساوم في حريته ولكن هذا الشعب سئم من الفوضى والانتهازية ومن القضاء غير المستقل ومن سرقة خيراته ومن اللوبيات التي تحكم قبضتها عليه… الشعب التونسي مستيقظ ولن يسمح لأحد من استعباده مجددا… يجب اليوم العودة الى مؤسسات الدولة الحقيقية بعيدا عن المنظمات والجمعيات المشبوهة التي تقوم بتعويض الدولة وتتلاعب بحقوق الشعب على غرار هيئة الحقيقة والكرامة وسهام بن سدرين وكذلك هيئة مكافحة الفساد… يكفينا من التلاعب بالقضايا والقوانين… ثمّ علينا كذلك مراجعة الامتيازات التي يتحصل عليها بعض الساسة مدى الحياة… هذا غير معقول.
هل تعتقد أن هذا التغيير المنشود سيطال الجانب الرياضي؟
كل شيء مرتبط ببعضه… المنظومة مترامية الأطراف وسقوط رأسها يعني سقوطها كليا… حان وقت الحساب والعقاب والمحاسبة والمساءلة وإذا كان الجريء وجامعته مدانة فوجب محاسبتهما… نحن اليوم ننادي بالديمقراطية الحقيقية والجريء بصدد بناء ديكتاتورية من أعتى الديكتاتوريات وهو لا يأبه لأحد وما حصل مع هلال الشابة أكبر دليل والغريب في الأمر أنّ الدولة كانت متواطئة ورئيس الحكومة كان شاهد ما شافش حاجة. ثمّ اتساءل حقيقة أيّ دور لأعضاء الجامعة؟ ألا يخجلون من أنفسهم كونهم مجرّد بيادق يحركهم الجريء.؟
لنتحدث عن موضوع آخر مهمّ هل سيعود فوزي البنزرتي لتدريب الترجي؟
هناك محادثات وكلام جانبي وهناك كذلك من يضع العصا في العجلة… بعض الخوانجية لا يريدون عودتي للترجي…
ولماذا يعرقلون عودتك؟
لأني ضدّ مواقفهم وميولاتهم السياسية… لقد رفضت في أكثر من مرّة مقابلة الغنوشي… أنا معروف بمواقفي السياسية المكشوفة ولأني لست تبعا لهم تمت محاربتي.
لماذا تمّ إعفاؤك من تدريب المنتخب؟
لنفس الأسباب… لأنّ الجريء نفّذ تعليمات يوسف الشاهد… لقد حاربوبي والشاهد اعتقد أن الجريء سيكون قاطرته نحو غزو الجنوب لكنه استفاق من حلمه على كابوس وتفطن الى أن الجريء “مكروه” في الجنوب وفي كل تونس وهذه حقيقة يعرفها الجميع…
وديع الجريء سياسي مبتدئ وتصرفاته وقراراته تؤكّد أنه محدود فكريا وسياسيا.
نشر بأسبوعية “الشارع المغاربي” بتاريخ الثلاثاء 27 جويلية 2021